ارتياح أميركي لاستعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سورية

ارتياح أميركي لاستعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سورية

26 فبراير 2017
قوات برية سعودية على الحدود مع اليمن (Getty)
+ الخط -

لاقت التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول استعداد المملكة ودول خليجية أخرى لإرسال قوات برية إلى سورية، للمشاركة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلى جانب القوات الأميركية الخاصة الموجودة هناك، ترحيباً كبيراً في واشنطن، على اعتبار أنها تتلاقى مع دعوات أميركية سابقة في أن تأخذ الدول الإسلامية الحليفة للولايات المتحدة دوراً رئيسياً في معركة القضاء على التنظيم. وفي هذا السياق، وصف الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، الباحث في مركز بروكينغز في واشنطن، مايكل أوهانلون، عرض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إرسال قوات برية سعودية إلى سورية بأنه "عرض ممتاز وأخبار جيدة جداً". ودعا في حديث خاص مع "العربي الجديد"، إلى "إدراج الاقتراح السعودي في إطار استراتيجية عسكرية وسياسية شاملة وواضحة، لا تقتصر على تحرير مدينة الرقة، معقل التنظيم الإرهابي، بل تأخذ بالاعتبار تثبيت الأوضاع الميدانية، تمهيداً لإنهاء الحرب في سورية بعد ذلك". وأعرب عن اعتقاده بأننا "نحتاج إلى اتفاق محكم حول ما يجب أن تكون عليه تلك الاستراتيجية قبل إرسال قوات برية إلى سورية".

بدوره، أشاد الدبلوماسي الأميركي السابق، الخبير في مكافحة الإرهاب ألبرتو فرنانديز، بعرض السعودية، معتبراً أن "تصريحات الجبير تشكّل عرضاً مهماً يجب احترامه، لأن هدفه رفع المعاناة عن الشعب السوري". ولفت الدبلوماسي الذي ترأس مركزاً لمكافحة الإرهاب خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إلى أن "اهتمام الجانب الأميركي ينصبّ على مدى قدرة القوات السعودية على الاستمرار في جهدها العسكري في سورية لفترات طويلة، خصوصاً في ظل التزاماتها العسكرية في مواقع أخرى".

وأضاف فرنانديز أن "التحدي المشترك في سورية هو واحد بالنسبة للجانبين الأميركي والسعودي: كيف يمكن إدارة الحرب ضد داعش، وهي أولوية أميركية، وتحمي المدنيين السوريين، وفي الوقت عينه عليك ضبط التناقضات الداخلية بين حلفائنا الأتراك والأكراد السوريين على سبيل المثال. كما أنه عليك أن تكون جاهزاً لمواجهة قوات نظام بشار الأسد وحلفائه الأجانب". ورأى أن "هذه المهمة هي مهمة صعبة بالنسبة للأميركيين، وهي أصعب بالنسبة للآخرين، ولكن على الأقلّ إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا ترفض القيام بمحاولة المساعدة في سورية، على عكس إدارة أوباما".

في المقابل، قال الموظف السابق في السفارة الأميركية في اليمن، اللبناني الأصل، نبيل خوري، إنه "لا يحبّذ قيام السعودية بدور عسكري في سورية". وأبدى اعتقاده في اتصال مع "العربي الجديد"، بأن "السعودية مشغولة بشكل كامل بالساحة اليمنية، وعليها تركيز جهودها على حلّ الصراع هناك، بدلاً من تحمّل أعباء عسكرية إضافية". ورأى أن "أفضل مساهمة يمكن أن تقدمها السعودية في الحرب ضد داعش، تتمثّل بتقديم الدعم الاستخباراتي"، مشيراً إلى أن "الأجهزة السعودية تقدّم حالياً وقدّمت في الماضي، مساهمات مهمة في هذا المجال".