أزمة السعودية وإيران..موقف المغرب في الميزان

أزمة السعودية وإيران..موقف المغرب في الميزان

04 يناير 2016
الملك محمد السادس له علاقات وثيقة بالسعودية (Getty)
+ الخط -
اتخذ المغرب موقفاً دبلوماسياً إزاء الأزمة المندلعة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، وصفه كثيرون بالهادئ والمعتدل الذي يحاول إمساك العصا من الوسط، حيث دعا الطرفين إلى التحلي بالحكمة، قبل أن تعلن الرياض قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

وفيما كان مراقبون يتوقعون أن يكون موقف المغرب الرسمي مؤيداً للسعودية بدون تحفظ أو شرط، خصوصاً بشأن الاعتداءات على تمثيلياتها الدبلوماسية بإيران، اكتفت وزارة الخارجية المغربية بلغة الهدوء، طالبة من طرفي الصراع التحليَّ بالهدوء، والكف عن التصعيد.

وأفاد مصدر دبلوماسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الموقف الرسمي المغربي كان متوازناً ومحايداً ويتسم بالحكمة والتروي، خصوصاً في مثل هذه الحالات المتشنجة بين البلدين"، مضيفاً أن "الابتعاد عن التسعير الطائفي هو أفضل مخارج الأزمة السياسية في المنطقة".

وعزا محللون الموقف "المعتدل" للمغرب إزاء الأزمة الإيرانية والسعودية، إلى حساباته الدبلوماسية التي يريد من خلالها دعم السعودية دون إبداء موقف حازم ضد إيران، باعتبار استئناف العلاقات بين طهران والرباط قبل أسابيع قليلة، فضلاً عن كون المملكة سلكت نفس موقف أميركا وأوروبا القاضي بالتحفظ إزاء إعدام رجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر.

ويرى الدكتور عبدالرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أن موقف المغرب بخصوص الصراع الجاري بين السعودية وإيران، ممثلاً في بلاغ وزارة الخارجية، يحمل خللاً في تقدير ما يجري من أحداث متسارعة في منطقة الخليج".

وأورد اسليمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الموقف الرسمي المغربي بدا أقل من سقف المصالح القائمة مع دول مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما أنه لا يُراعي التزامات المغرب مع بلدان الخليج، ويُفوت فرصاً من الممكن توظيفها إقليمياً".

وبالنسبة للمتحدث، فإن المغرب "لم ينتبه إلى كون الأمر يتجاوز إعدام زعيم شيعي إلى وجود مشروع إيراني داخل السعودية، ومشروع إيراني لإقامة "أحزاب الله" مؤيدة لإيران في عدد من الدول العربية، كما لم ينتبه إلى تداعيات الصراع الجاري بين السعودية وإيران في المنطقة المغاربية".

وأشار الخبير السياسي موضحاً، أنه "بقدر ما ازداد ارتباط المغرب بدول الخليج، ومجموع الدول السنية، ازداد بُعد دولة الجزائر عن هذه البلدان، وباتت أكثر ارتباطاً بإيران نتيجة عوامل إقليمية وداخلية".

اقرأ أيضاً: الجزائر "تأسف" لتأزم العلاقات السعودية ــ الإيرانية

دلالات

المساهمون