مرشحون خاسرون يشكّكون بنتائج الانتخابات في الكويت

مرشحون خاسرون يشكّكون بنتائج الانتخابات في الكويت

29 نوفمبر 2016
مرشّحون تحدّثوا عن اختفاء أصوات بدوائرهم (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
قال مراقبون تابعون لهيئات حقوقية، وقانونيّون، إن العديد من الأخطاء والشبهات رافقت عملية الفرز وجمع الأصوات في الانتخابات البرلمانية الكويتية، وإن الأرقام الرسمية المعلنة لا تتوافق مع عدد الأصوات الفعلي الذي ناله المرشحون الفائزون. وذلك في الوقت الذي أصدر فيه عدد من المرشحين الخاسرين بياناً، تحدثوا فيه عن "شبهات تزوير" في الانتخابات، وأنهم سيخوضون معركة قضائية لإثبات ذلك.

ولم تقتصر قائمة المعترضين الذين تحدّثوا عن "تلاعب في نتائج الانتخابات" على نواب المعارضة، بل شملت نواباً مقربين من الحكومة، من أبرزهم النائب السابق، ومرشح الدائرة الخامسة، عبدالله التميمي، الذي صرّح: "إنه لشرف لي أن أسقط في انتخابات تفوح منها رائحة التزوير".

وأضاف التميمي، في بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه:
"أستنكر الممارسات والمخالفات التي جرت أثناء عملية التصويت لانتخابات مجلس الأمة لهذا العام، حيث إن تلك الإجراءات التي مورست في يوم الانتخاب تشكل مخالفة صريحة للدستور وقانون المنتخب، وأدرس حالياً مع فريقي القانونيّ إمكانية تقديم طعن للمحكمة الدستورية في نتائج الانتخابات.
وأترك أمر بحث ما جرى للقضاء الكويتيّ الذي أثق بنزاهته، فهو المنوط به، ولن أتحدث عن سلوكيات شابت العملية الانتخابية، وآمل من كافة إخواني المرشحين المتضررين الاتجاه إلى المحكمة، كما أطالب وزيريّ الداخلية والعدل بالكشف عمّا جرى أثناء سير عملية التصويت، وبعد إغلاق الصناديق، وخلال عملية فرز الأصوات، في كافة اللجان الأصلية والفرعية بالدائرة الخامسة وبقية الدوائر".

وحتى الآن، أعلن كل من جمال العمر، في الدائرة الثالثة، وسلطان اللغيصم وفراج العربيد ومبارك الوعلان، في الدائرة الرابعة، وسالم النملان والصيفي مبارك الصيفي وحمود الحمدان وعبدالله التميمي، في الدائرة الخامسة، استعدادهم لتقديم طعون في نتائج الانتخابات أمام القضاء.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، والحقوقي البارز، غانم النجار، أن هناك خللاً في حساب الأصوات، قائلاً: "حسب تجميعي، هناك 65 صوتاً ضائعاً في الدائرة الأولى، و821 في الدائرة الثانية، و1600 في الرابعة، ونحتاج توضيحاً من إدارة الانتخابات عن سبب عدم تطابق الأرقام المعلنة في أسرع وقت ممكن، منعاً لأية تفسيرات غير محمودة، والتزاماً بالشفافية، حيث إن المطلوب من الجهات المعنية هو توضيح أين ذهبت الأصوات الضائعة. ففي انتخابات الصوت الواحد، كل ناخب يساوي صوتاً واحداً لا مضاعفات له، وحسابها سهل".

وأضاف: "أتمنى بالطبع أن تكون هناك معلومات أخرى تدحض ما ذهبت إليه، وأناشد الجهات المعنية توضيح وشرح ما لديها بكل شفافية وسرعة، وإن تم قبول الطعن، فسيؤثر ذلك على المركزين 11 و10 في الدائرة الأولى، والمراكز من 6 إلى 16 في الدائرة الثالثة، والمراكز من 4 إلى 18 في الدائرة الرابعة".

وكان أستاذ الاقتصاد المعارض، طارق العلوي، أكد اختفاء أكثر من ألف صوت من صناديق لجنة منطقة جليب الشيوخ، المعقل الرئيسي للمعارض مبارك الوعلان، وأنه سيقدم طعناً ضد هيئة الانتخابات في القضاء. وكان التيار الكهربائي قد قطع، أثناء الفرز، عن لجنتين في منطقة الرحاب في الدائرة الرابعة، والتي تعد إحدى مناطق ثقل الوعلان أيضاً.

في السياق نفسه، قال الإعلاميّ محمد الوشيحي: "إن سقوط الصيفي مبارك الصيفي وهو بهذه الشعبية، وكان بحسب الإحصائات من الحاصلين على المركز الأول، أمر لا يصدقه عاقل، وهذه الانتخابات تم التلاعب بها. الداخلية تلاعبت بها".

من ناحيته، ينفي الكاتب ناصر الملا، في حديثه لـ"العربي الجديد"، وجود عمليات تزوير، ويقول: "لا أعتقد أن هناك عملية تزوير، فالانتخابات جرت أمام مسمع ومرأى الجميع، لكن ما حصل ربما هو أخطاء بسيطة في عمليات الفرز فقط، إذ بحسب الأرقام هناك عدة أصوات تبخرت بالفعل، لكن سببها كان هو الخطأ البشريّ، لا شيء آخر".

وأضاف: "بعض القبائل الكبيرة تحاول تغطية فشلها في توحيد صفها في الانتخابات، بصناعة وهم أن الانتخابات تم تزويرها، لكن بعد تجميع أصوات القبائل على مرشحيها الكثيرين، تبيّن أن عدد الأصوات مقارب لعدد ناخبي القبيلة المسجلين بهيئة الانتخابات".

المساهمون