احتجاجات بطهران على تأخر إعلان سبب تحطم الطائرة الأوكرانية

تظاهرات في طهران احتجاجاً على تأخر إعلان سبب تحطم الطائرة الأوكرانية

12 يناير 2020
احتجاجات في مناطق متفرقة من طهران (الأناضول)
+ الخط -
أفادت وكالات أنباء إيرانية باندلاع احتجاجات مساء الأحد في العاصمة الإيرانية طهران، اعتراضاً على سلوك السلطات في التعامل مع قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية، فجر الأربعاء الماضي، في حين نفى القائد العام للحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، وجود نية لدى الحرس لكتمان الحقيقة.

وذكرت وكالة "فارس" أنه بعد دعوات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، حصلت مساء اليوم الأحد، "تجمعات متفرقة" في ساحة آزادي وساحة صادقية وتقاطعات في شارع "آزادي" المؤدية إلى ميدان "آزادي" الشهير، مشيرة إلى أن محتجين رفعوا "هتافات أصبحت أكثر حدة مع دخول الظلام، بمضامين سياسية مثل الموت للديكتاتور، وشعارت ضد مسؤولين".

ولفتت "فارس" إلى أن هذه التجمعات، التي تجددت لليوم الثاني، تسببت بزحمة مرورية وأن الشرطة استخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتجمعين.

وذكرت وكالة "إيلنا" الإصلاحية أن بين ألفين إلى ثلاثة آلاف من سكان العاصمة تجمعوا في ساحة "آزادي"، رافعين هتافات عبروا من خلالها عن احتجاجهم على "كتمان الحقيقة"، و"عدم الشفافية" في التعاطي مع حادث الطائرة المنكوبة.

كذلك طالب المحتجون باستقالة المتسببين بالحادث ومحاكمتهم، وأحيوا ذكرى الضحايا الذين سقطوا خلال سقوط الطائرة. وأوردت "إيلنا" أن احتجاجات ساحة "آزادي" انتهت بعد تدخل قوات الأمن وقيامها بتفريق المحتجين. وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، فإن مدن أصفهان وتبريز وسنندج شهدت أيضا "تجمعات محدودة" مساء الأحد.
إلى ذلك، شهدت طهران، الأحد، تجمعاً من نوع آخر، أمام السفارة البريطانية، رفضاً لمشاركة السفير روب ماكير في احتجاجات طلابية، السبت، أمام جامعة "أمير كبير"، الصناعية، وسط البلاد.

كما أن، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية، طلاباً بجامعات في مدينة "أصفهان" وسط البلاد عبروا اليوم الأحد في تجمعات لهم داخل الجامعات عن تضامنهم مع أسر الضحايا، مضيئين الشموع لهم.

إلى ذلك، أفادت وكالة "إيلنا" بأن طلابا لعدة جامعات في العاصمة طهران، نظموا تجمعات تعبيرا عن اعتراضهم على سلوك السلطات في التعامل مع حادث الطائرة الأوكرانية.

وكانت هذه التجمعات في جامعات "شريف للصناعة" و"أمير كبير" للصناعة و"نصير الدين طوسي"، و"الشهيد بهشتي"، و"العلامة طبطبائي". كذلك عبّر هؤلاء الطلاب عن تضامنهم مع أسر الضحايا وأضاؤوا الشموع لأرواحهم.

وقال مدير الإعلام الطلابي بجامعة "الشهيد بهشتي"، عليرضا دشتابي، إن المحتجين الطلاب "منزعجون من عدم إعلان سبب سقوط الطائرة منذ البداية".

وكانت السلطات الإيرانية ترجع سبب سقوط الطائرة إلى عطل فني، خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت الحادث، إلا أن الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أعلنت في بيان عسكري، السبت، أن الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737 قد أسقطت "عن طريق خطأ بشري غير متعمد" بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني، الأمر الذي أحدث صدمة كبيرة في الشارع الإيراني، وسط تساؤلات عن أسباب التأخر والنفي المستمر لإسقاط الطائرة بصاروخ.

الحكومة تأسف

أصدرت الحكومة الإيرانية بياناً، مساء الأحد، حول إسقاط الطائرة الأوكرانية، أشارت فيه إلى أن الحادث وقع "في ظروف تهديدات غير قانونية وظالمة للرئيس الأميركي (دونالد ترامب)"، مضيفة أن القوات المسلحة الإيرانية "كانت في حالة تأهب دفاعي قصوى، وذلك شكّل أرضية لوقوع حوادث عسكرية".

كما رحبت الحكومة في بيانها بـ"تحمل القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري مسؤولية الحادث نتيجة خطأ بشري عظيم"، معبرة عن أسفها لـ"التأخر في إعلان سبب هذا الحادث المهم"، مشيرة إلى أن ذلك "أربك عرض المعلومات للشعب".

وأكدت الحكومة أنه "كان ينبغي أن يتم إخبار الشعب بالواقعة منذ اللحظة الأولى التي أطلع المسؤولون فيها على الحادث"، لافتة إلى أنها "أعلمت الشعب بالموضوع في البيان الرئاسي فور تلقي المعلومات اللازمة".

كذلك أعلنت أنها شكلت فريق عمل لمتابعة الحادث برئاسة وزير الطرق وبناء المدن، محمد إسلامي، وبعضوية وزراء الدفاع والعدل والخارجية ومسؤولين آخرين.

الحرس الثوري: لا نية لكتمان الحقيقة

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، في كلمة بالبرلمان الإيراني، الأحد، أن ظروف فجر الأربعاء الماضية "كانت حربية بالكامل"، في إشارة إلى إطلاق قواته صواريخ باتجاه قواعد أميركية بالعراق وسط توقعات برد أميركي عليها.

وقال سلامي، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا": "جميعنا حزينون ونقدم اعتذارنا"، نافياً وجود نية لكتمان الحقيقة، ومشيراً إلى "أننا شككنا منذ اللحظة الأولى في حادث سقوط الطائرة بسبب التزامن بين ذلك والهجمات الصاروخية".

وأضاف سلامي: "نحن من طرحنا منذ اللحظة الأولى فرضية أن تكون الطائرة قد أسقطت بصاروخ منا"، معتبراً أن "أحداً ما كان بإمكانه أن يعلم بالسبب في حال لم نكن نحن من طرح هذه الفرضية منذ البداية".

وأرجع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، سبب التأخر في إعلان السبب الحقيقي لسقوط الطائرة إلى "ضرورة دراسة كافة الفرضيات، ومنها تصرفات محتملة من العدو في إيجاد الخلل في الرادارات واختراق أنظمة الدفاع الجوي أو اختراق القوات وغيرها من العوامل".

لا استقالات

انتشرت مساء الأحد أنباء على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران أخبار عن احتمال استقالة شخصية كبيرة في الدولة. وطرحت أسماء بارزة، مثل نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، والمتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي.

إلا أن وكالات أنباء ومواقع إيرانية نفت هذه الأنباء نقلاً عن "مصادر مطلعة"، معتبرة أنها "شائعات". كما أن وكالة أنباء التلفزيون الإيراني نقلت عن "مصدر مطلع" في مجلس الأمن القومي نفيه استقالة شمخاني. وأوردت وكالة "تسنيم" في خبر عاجل، مساء اليوم، أن الأنباء عن استقالة مسؤولين إيرانيين على شبكات التواصل "عارية عن الصحة وكاذبة".