المعارضة ترفض نقل "جنيف" إلى أستانة وتتبنّى "سلّة" رابعة

المعارضة ترفض نقل "جنيف" إلى أستانة وتتبنّى "سلّة" رابعة

02 مارس 2017
الحريري في جنيف (مارتيال تريزيني/فرانس برس)
+ الخط -

مرّ الأسبوع الأول من مباحثات مؤتمر جنيف 4 مثلما كان متوقعاً، أي بلا أي تقدم، بينما يتوقع أن يعلن المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، نهاية الجولة الأولى غداً الجمعة، لتنطلق الجولة الثانية، مبدئياً، في 20 من الشهر الحالي، بعد اجتماعات أستانة المخصصة للعناوين الأمنية العسكرية، والتي ستعقد لقاءاتها المقبلة في 14 مارس/آذار الحالي في عاصمة كازاخستان. وإن انتهت الجولة الأولى بالفعل غداً الجمعة، تكون قد استغرقت تسعة أيام لم يتحقق فيها فعلياً أي جديد، بسبب رفض النظام أي حديث في الانتقال السياسي، بحماية روسية مطلقة، عبّر عنها الفيتو الروسي الصيني المزدوج في مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء، وسط غياب أميركي ممدد له من زمن باراك أوباما عن الملف السوري، من دون أن يخرج دي ميستورا عن ممارساته التي باتت تقليدية في محاولة إضعاف موقف المعارضة كلما أقدم النظام على عرقلة مؤتمر سلام، أكان جنيف 2 أو 3 أو 4 اليوم، وذلك بدل أن يسمّي الطرف الذي يتحمل مسؤولية فشل جهود الأمم المتحدة. لكن الوفد السوري المعارض تمكن من مفاجأة المبعوث الدولي بمطالبته إضافة سلة جديدة إلى السلال الثلاث الأساسية (طريقة الحكم وإعداد دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة)، وهي قريبة من السلة التي طالب بها وفد النظام السوري، ووضعت عنوان لها "مكافحة الإرهاب وجرائم الحرب" بما فيها استخدام السلاح الكيماوي.

وقال مصدر من داخل المعارضة السورية إن المعارضة السورية لم تعترض على مبدأ السلة التي طرحها رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري والروس، ولكنها تريد أن تتضمّن جرائم الحرب بما فيها استخدام السلاح الكيماوي. وأضاف المصدر، والذي شارك في الاجتماع الثالث لوفد المعارضة مع دي ميستورا، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، يوم الأربعاء، في حديث خاص لـ "العربي الجديد"، أن التخوّف لدى المعارضة هو طرح دي ميستورا لبحث السلات بالتوازي، وهو الشيء الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن، إذ إن القرار 2254 يدعو إلى مفاوضات وتليها المرحلة الانتقالية التي تشكّل جمعية تأسيسية، وهي التي تقوم بإعداد الدستور، والاستفتاء عليه، ومن ثم تجرى الانتخابات. وقد أبلغ الوفد المعارض دي ميستورا هواجسه هذه عندما التقاه للمرة الثالثة منذ بدء مباحثات مؤتمر جنيف في 23 فبراير/شباط الماضي.

وعلمت "العربي الجديد"، من مصدر في المعارضة السورية، أن دي ميستورا بدا في اللقاء أكثر صراحة في إبداء ملاحظات سلبية على أداء وفد النظام السوري ومطالبه التعجيزية، بحسب عضو مشارك في اجتماع وفد المعارضة مع الوسيط الدولي. وفي تقييم سريع للأيام السبعة التي مرّت على الجولة الأولى من جنيف 4، يعبّر أحد أعضاء وفد التفاوض أن "كل ما تركز عليه المعارضة في هذه الجولة من المفاوضات هو التوافق على المواضيع والنقاط التي سيتم بحثها في الجولة الثانية التي من المتوقع عقدها في العشرين من مارس الحالي لا أكثر".

وسعياً منها للتوصل إلى تقدم في المفاوضات تستمر المعارضة في الانفتاح على مختلف الأطراف السياسية، بما في ذلك الروس. من هنا، وافق وفد قوى الثورة والمعارضة على الاجتماع بنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مساء أمس في مقر البعثة الروسية المقابلة لمبنى الأمم المتحدة في المدينة السويسرية. ومع أن كبير مفاوضي المعارضة، محمد صبرا، اكتفى بالقول لـ"العربي الجديد" إن المعارضة ستكون أقرب إلى دور المنصت للرؤية الروسية في ما يخص الاجتماع مع غاتيلوف، غير أن أحد المشاركين في اللقاء مع الدبلوماسي الروسي أشار إلى أن الوفد نقل للروس رفضاً قاطعاً لـ"تحويل جنيف إلى أستانة، وأبلغناهم أنهم إما أن يمارسوا ضغوطاً إضافية ليلتزم النظام بوقف النار وبما جاء في دعوة دي ميستورا إلى هذه المفاوضات، أو يتحملوا مسؤولية الفشل".

المساهمون