تونس: الرئاسات الثلاث تجتمع لتجاوز الخلافات

تونس: الرئاسات الثلاث تجتمع لتجاوز الخلافات

19 مارس 2020
سعيد خلال استقباله للغنوشي والفخفاخ اليوم (تويتر)
+ الخط -
انتهت القيادة السياسية في تونس إلى توحيد المواقف والتوجهات لمجابهة جائحة كورونا التي تهدد البلاد، بعد فترة من البرود والخلاف والتنافس السياسي بين الرئاسات الثلاث، البرلمان والحكومة ورئيس الجمهورية.

والتقى اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد، ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، في قصر الرئاسة بقرطاج، بعد فترة برود بينهم تابعها التونسيون حتى خلال فترة أزمة فيروس كورونا.

ويبدو أن لقاء سعيد والغنوشي والفخفاخ جاء ببادرة من الأول من أجل توحيد المواقف بين السلطات، بمختلف رئاساتها، خصوصا في ظل الأزمة التي تتطلب تضامنا بين التونسيين على اختلافهم.

وجاء في بلاغ رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية أنه "تم خلال اللقاء بحث آخر المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا والنظر في نجاعة الإجراءات التي تم اتخاذها ومدى التزام المواطنين بها".

وأضاف نفس البلاغ أنه "تم التطرق إلى كيفية تشديد الحرص لمنع العدوى والتوقي من انتشار هذا الفيروس الخطير".

ويرى مراقبون أن رمزية اللقاء بين رأسي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، بعد ما تم تسجيله من خلافات سياسية بينهما، وتنافس واضح على قيادة البلاد، وتنازع مكشوف في الصلاحيات، تعكس رسالة إلى التونسيين بضرورة وضع الخلافات جانبا وتوحيد الصفوف في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد.
وقال المحلل محمد الغواري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "اللقاء الدائر في قصر الرئاسة في قرطاج بين سعيد والغنوشي والفخفاخ يَجُبُّ ما قبله من خلاف بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والذي فضحه البلاغ قبل الأخير للرئيس سعيد، الذي ذكّر عبره البرلمان بضرورة احترام كل سلطة لاختصاصها ومجال عملها، ردا منه على الحراك السياسي والاتصالي المكثف للغنوشي، والذي سحب به البساط من تحت السلطة التنفيذية".

وأضاف أن "سعيد لم يفوت فرصة ليحجم دور منافسه المستتر، الغنوشي، الذي لا يهدأ له بال بدوره لاقتحام جميع مجالات الحكم من مختلف أبواب الظهور والحضور السياسي حتى خلال فترة الأزمة".

وشدد الغواري على أن "التونسيين يحتاجون إلى جرعات من الأمل وعن قيادة يتمثلونها، وذلك إذا مثلت لهم الأنموذج والقدوة في التضامن ووحدة الصف واحترام الآخر والالتفاف بعضهم حول البعض الآخر"، مشيراً إلى أن "حساسية الشعب تزداد في فترة الأزمات، ويتضاعف تركيزه على الحكام والمسؤولين".