الرئاسة الإيرانية تنفي استقالة روحاني.. والأخير يرغب بـ"حلّ المشاكل"

الرئاسة الإيرانية تنفي استقالة روحاني.. والأخير يرغب بـ"حلّ المشاكل مع الجوار"

10 فبراير 2020
لم يخف المحافظون المتشددون فرحتهم (Getty)
+ الخط -
بعد انتشار أنباء على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، خلال اليومين الماضيين، حول استقالة الرئيس حسن روحاني بالتزامن مع احتفالات الذكرى السنوية لما يعرف بـ"انتصار الثورة الإسلامية"، نفى رئيس قسم الإعلام في الرئاسة صحة هذه الأنباء، معتبراً أنها "إشاعات مكررة"، فيما أجرى روحاني، اليوم الاثنين، لقاءات رسمية وأدلى بتصريحات أعرب خلالها عن رغبة طهران بتجاوز الخلافات مع جيرانها.

وقال مستشار الرئيس للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، إن "نشر إشاعات منظمة ضد المسؤولين رفيعي المستوى يهدف إلى ضرب استقرار البلاد"، معتبراً ذلك "خطوة مناهضة للثورة لها تبعات أمنية مضادة".

ورغم هذا النفي لم يخف محافظون متشددون فرحتهم بهذه الأنباء "لو كانت صحيحة"، حيث علق رئيس لجنة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، جليل محبي، عليها بتغريدة باللغة الفارسية على "تويتر"، قائلاً "للأسف نبأ استقالة روحاني ليس صحيحاً ليسعدنا".
وفي نشاط رسمي له اليوم الاثنين، استقبل روحاني السفراء والمندوبين الأجانب لدى طهران بمناسبة ذكرى "انتصار الثورة الإسلامية"، ليقول في اللقاء إن الصواريخ التي تنتجها بلاده "ليست لأجل الاعتداء على الآخرين"، منتقدا بذلك اعتراض الغرب على برامجها الصاروخية وامتلاكها "صواريخ متطورة".
وقال "إننا استخدمنا صواريخنا مرتين، مرة ضد داعش (في سورية انطلاقاً من إيران) رداً على هجماتها في طهران ضد البرلمان ومحافظة خوزستان، ومرة أخرى ضد قاعدة عين الأسد الأميركية بعد اغتيال قائدنا العسكري"، في إشارة إلى قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية.
واعتبر روحاني اغتياله "جريمة كبيرة تنتهك جميع المقررات الدولية"، مضيفاً أن واشنطن قامت بهذا الاغتيال بينما سليماني "كان ضيفاً رسمياً" على العراق و"بعد ساعات من وصوله كان من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء العراقي (عادل عبد المهدي)".
وخاطب روحاني جيران إيران، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، قائلاً: "نطمئن جميع جيراننا وشعوب المنطقة بأننا نريد التعايش السلمي"، مؤكدًا رغبة طهران بـ"حل المشاكل مع جميع الدول الجارة من دون استثناء"، في إشارة غير مباشرة إلى السعودية.
وفيما أضاف "لدينا علاقات الصداقة والأخوة مع الكثير من هذه الدول"، أكد أن "مطلبنا هو الأخوة والصداقة والتفاوض وإنهاء الحرب والعدوان... وإنهاء العقوبات".
وكعادته وجّه روحاني انتقادات حادة إلى السياسات الأميركية في المنطقة وتجاه بلاده، واصفاً عقوبات واشنطن ضدها بأنها "غير إنسانية وجريمة إنسانية وتصرف إرهابي يستهدف الشعب الإيراني برمته"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن إيران "خرجت منتصرة في مواجهة العقوبات"، قائلاً إن "جميع المؤشرات الاقتصادية خلال الشهور الثمانية الأخيرة تشير إلى أن ظروف إيران مستقرة وأن أميركا أخطأت".
وأكد أن "الحسابات الأميركية خاطئة"، وأن بلاده "لن تستسلم أمام العقوبات"، معتبراً أن الهدف من "الضغوط القصوى هو إخضاع السلطات أو الشعب الإيراني". وأضاف أن الإدارة الأميركية "كانت تتصور بأنها من خلال ممارسة الضغوط القصوى على كافة الواردات والصادرات سيُجبر الشعب على النزول في الشوارع للاحتجاج ويعطي الضوء الأخضر لأميركا".

ومتحدثاً عما يسمى بـ"صفقة القرن"، التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أواخر الشهر الماضي، والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، اعتبرها روحاني "جريمة ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة وتصرفاً مناهضاً لحقوق الإنسان"، مؤكداً أن "أرض فلسطين هي للشعب الفلسطيني".