الرئاسة الجزائرية: تحييد لعمامرة إخفاق لغوتيريس

الرئاسة الجزائرية: تحييد لعمامرة اخفاق لغوتيريس ولا حل في ليبيا دون موافقتنا

21 ابريل 2020
لعمامرة أعلن سحب موافقته على ترشيح الأمين العام (تويتر)
+ الخط -
أكدت الجزائر أنه لن يكون هناك أي حل سياسي للأزمة في ليبيا من دون موافقتها، واعتبرت أن الفشل في تعيين الدبلوماسي ووزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة رئيساً لبعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا، يقع على عاتق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، واتهمت دولاً إقليمية بـ"التواطؤ" لقطع الطريق على ترشيحه.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، محند السعيد أوبلعيد، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، الثلاثاء، في مقر الرئاسة، هو الأول من نوعه منذ عقود، إن "الفشل في تعيين لعمامرة كرئيس للبعثة الأممية إلى ليبيا، يعود إلى فشل الأمين العام للأمم المتحدة في إقناع ممثل دولة عضو في مجلس الأمن بمقترحه تعيين لعمامرة"، مضيفاً أنّ "رفض ممثل هذه الدولة للعمامرة لا يتعلق بمصالح هذه الدولة في حد ذاتها، ولكن استجابة لضغوط دول إقليمية لا تريد للأزمة الليبية أن تجد طريقها إلى الحل، ولا تريد خيراً لليبيا".

وذكر محند السعيد أن "هذا الإخقاق لا يعود إلى ضعف الموقف والثقل الدبلوماسي للجزائر"، مشيراً إلى أن اقتراح لعمامرة "هو إقرار بكفاءة الدبلوماسيين الجزائريين الذين نجحوا في حل عدد من الأزمات الدولية والأفريقية، كالأخضر الإبراهيمي ومحمس سحنون وغيرهما".
وكان المسؤول في الرئاسة الجزائرية يعلق على قرار لعمامرة، الخميس الماضي، بسحب موافقته المبدئية التي منحها للأمين العام للأمم المتحدة، في السابع من مارس/ الماضي، بسبب اعتراضات ضده في مجلس الأمن لشغله منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفاً للمبعوث السابق غسان سلامة، الذي كان قد استقال، في الثاني من مارس الماضي، لأسباب قال إنها صحية، ولتعقيدات الوضع في ليبيا.

وكان لعمامرة قد أفاد، في تصريح صحافي، الخميس، بأنّ "المشاورات التي يقوم بها غوتيريس منذ ذلك الحين (بشأنه) لا تحظى بإجماع مجلس الأمن وغيره من الفاعلين، وهو إجماع ضروري لإنجاح مهمة السلم والمصالحة الوطنية في ليبيا"، وشعر لعمامرة بوجود رفض إقليمي ومن قبل قوى فاعلة في مجلس الأمن لشغله هذا المنصب.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن مصدر دبلوماسي يعمل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنّ "مساعي وزير الخارجية الجزائري السابق تمت عرقلتها من قبل تحالف من الفاعلين الإقليميين، والذين وجدوا آذاناً صاغية داخل إدارة دونالد ترامب في واشنطن"، وسمّت في هذا السياق دولاً كمصر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى المغرب، الذي بدا "غير متحمس هو الآخر لاحتمال أن تستعيد الجزائر تأثيرها الدبلوماسي من خلال الوساطة الاستراتيجية في ليبيا، وربما قامت الرباط بتنشيط شبكات نفوذها في واشنطن".

وفي السياق نفسه، ذكر المسؤول في الرئاسة الجزائرية أنّ "الجزائر ستواصل دعمها النزيه لمساعي إيجاد حل في ليبيا، لأننا بلد جار لنا حدود جغرافية مع ليبيا، ولأن هذا واجب ودين على عاتق الجزائر رداً لجميل الشعب الليبي الذي دعم حركة التحرير الجزائرية".

وشدد على أنه "لن يكون هناك أي حل للأزمة في ليبيا دون موافقة الجزائر، أو يكون ضد مصالح الجزائر"، في إشارة إلى تصريح سابق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال فيه إن "الجزائر ستكون معنية وشريكة بالضرورة بأي حل سياسي في ليبيا، ولن تقبل إقصاءها أو تحييدها مهما كانت الظروف".