"B.D.S" في سنتها العاشرة تحشد يهود أميركا ضد إسرائيل

"B.D.S" في سنتها العاشرة تحشد يهود أميركا ضد إسرائيل

09 يوليو 2015
حملة المقاطعة نجحت على عدة صعد (فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت ريبيكا فِلكومرسون من "منظمة صوت يهودي من أجل السلام" ومقرها نيويورك، اليوم الخميس، أن 40 في المئة من المجتمع اليهودي الأميركي يدعمون حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها "B.d.s" بما تقوم به من فعاليات لمقاطعة إسرائيل.

وأوضحت فِلكومرسون، في كلمة مباشرة لها عبر "سكايب"، خلال مؤتمر عقد بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أن "المجتمع اليهودي تغير، نتيحة لما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وجرائم، حيث تخالف إسرائيل ما تدعيه من السلام".

ودفعت الجرائم الإسرائيلية يهود أميركا للنظر بطريقة مختلفة عما كان عليه الحال في السابق، والعمل من أجل إحلال السلام، والاهتمام بحركة المقاطعة واحترام القوانين الدولية في ذات الوقت، إذ إن BDS تزدهر وصورة إسرائيل تتراجع، حتى وصلت الأمور إلى تخصيص يهود أميركا لنحو 150 مليون دولار لدعم "BDS".


وفي كلمة له عبر السكايب، أكد ماندلا مانديلا، عضو برلمان جنوب أفريقيا وحفيد الزعيم الراحل نلسون مانديلا، على أن حرية جنوب أفريقيا لن تكون كاملة بدون حرية فلسطين، داعيًا جميع الشعب في جنوب أفريقيا للعمل من أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني.

الفنان اللبناني العالمي مارسيل خليفة، تحدث في كلمة مسجلة له، سماها رسالة حب إلى فلسطين، قائلاً، "يسألونني عن حبي لفلسطين، وأنا أقول لقد اسغنيت بفلسطين عن كل العالم".

تقدم في عمل "BDS"

شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا محليًا في الالتفاف حول حركة المقاطعة برغم تأخرها بسبب الوضع الفلسطيني، ضمن المقاومة الشعبية التي تشمل مقاومة التطبيع وحركة المقاطعة، إلى أن اتسع نطاق الحملة وشاركت فيها نحو 30 مبادرة وطنية، وحتى المستوى الرسمي الفلسطيني بدأ يتفاعل مع الحركة.

وتحدثت العضو المؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، ليزا تراكي، في كلمتها، عن التقدم في عمل حركة "BDS"، والتي لم يكن من المتوقع أن تسرع بهذا الشكل، لكن ما تقوم به إسرائيل من جرائم شكل قاعدة لاتساع الحركة، وانضم لحملتها الكثير من شرائح المجتمع إلى أن وصلت إلى الآلاف منهم.

لكن إقامة إسرائيل لجدار الفصل العنصري في العام 2003، شكلت رافعة قانونية لحركة المقاطعة واستمرارها في عملها عالميًا مستندة إلى القانون الدولي، وهو ما يؤكده عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية للمقاطعة، جمال جمعة.


وعززت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وما سقط خلالها من شهداء فلسطينيين، موقف BDS، وفق ما يقول الناشط في "BDS"حيدر عيد، والذي تحدث في كلمة مباشرة له من غزة عبر سكايب.

ولفت إلى أن BDS استطاعت تحقيق إنجازات خلال 10 سنوات في فترة قصيرة، مقارنة مع جنوب أفريقيا التي احتاجت إلى 30 سنة من أجل ذلك.

عمر البرغوثي، العضو المؤسس في حركة "BDS" أكد في حديث لـ"العربي الجديد" على هامش المؤتمر، في سؤال حول إمكانية إيجاد قانون يساند المقاطعة ويجرم من لم يلتزم بالمقاطعة، على أن "BDS" ليس لها علاقة بالسلطة فهي مستقلة، إذ إن السلطة وجدت ضمن اتفاقية أوسلو، وهي غير مهيأة لأن تكون مقاومة بل هي سلطة إدارية فقط.

BDS لا تستطيع تحقيق التحرر لوحدها والاحتلال متخوف

يقول البرغوثي إن حركة المقاطعة لا يمكنها وحدها أن تحرر فلسطين، فلا بد من استنهاض الحركات الوطنية الفلسطيني والعربية من أجل ذلك، ولا يمكنها أن تأخذ مكان تلك الحركات، ضمن تعاضد الجميع.

من جانبه، لفت عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية للمقاطعة، نصفت الخفش، إلى وجود تحديين رئيسيين يواجهان حركة المقاطعة عربيًا، وهما: فشل النظام العربي في التصدي لإسرائيل وحل القضية الفلسطينية، إضافة إلى كيفية تحويل الدعم إلى حملات شعبية.

ودعا الخفش إلى ضرورة العمل على إنهاء العلاقات العربية الإسرائيلية، السرية منها أو العلنية، وكذلك محاسبة الشركات المتورطة بالتعاون مع إسرائيل اقتصاديًا.

وبرغم أن فعاليات BDS سلمية، إلا أن هلعًا يسود إسرائيل بسبب إنجازات حركة المقاطعة، إذ يشير البرغوثي إلى أن دولة الاحتلال فاشلة في محاربة حركة المقاطعة، وتحاول تجريم الحركة عالميًا، لكنها لن تستطيع لأن BDS حركة شعبية تستند إلى القانون الدولي في نشاطها وهي مستمرة حتى إحقاق حقوق الفلسطينيين.

وبحسب البرغوثي، فإن تقريرًا للأمم المتحدة تحدث عن أن استثمارات دولية مباشرة مع إسرائيل قد انخفضت إلى 46 في المئة في العام 2014، نتيجة حركة المقاطعة ولما حدث من حرب وجرائم إسرائيلية في قطاع غزة.

بينما أشارت مؤسسات أميركية أخرى إلى إمكانية حدوث خسائر فادحة لإسرائيل خلال العشر سنوات المقبلة بسبب حركة المقاطعة، متوقعة أن تصل الخسائر إلى ما بين (21 و56 مليار دولار).