طهران تدعو أوروبا لعدم المماطلة بشأن الاتفاق النووي

طهران تدعو أوروبا لعدم المماطلة وتؤكد اهتمامها بالحوار حول اليمن

11 يونيو 2018
قاسمي: ترامب يتحدث عن أمور عجيبة (فاطمة بهرمي/Getty)
+ الخط -


أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، اليوم الإثنين، عن أمله في أن تصل بلاده خلال المرحلة المقبلة إلى تفاهم مع الطرف الأوروبي، الذي سيؤدي التزامه بتعهداته، إلى أن تتخذ إيران قرار الحفاظ على الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن خلاف ذلك سيؤدي إلى "قرارات ثانية".

ووصف قاسمي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الموقف الدولي من الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع بلاده بأنه كان إيجابياً، لافتاً إلى أن اللجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق، والتي اجتمع أعضاؤها في طهران مؤخراً، بحثت عناوين اقتصادية تتعلق بالاتفاق.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية استمرار المباحثات بين طهران والأوروبيين على مستويات عدة، داعياً إياهم إلى عدم المماطلة واتخاذ الخطوات اللازمة خلال فترة وجيزة، فطهران "لن تنتظر طويلا". وعلّق قاسمي على التصريحات الفرنسية التي تحدثت عن التفاوض الأوروبي مع طهران في الجلسات ذاتها حول ملفات، نافياً إياها، ومؤكداً أن "هذه المباحثات خاصة بالنووي فقط".

كما رأى قاسمي أنه من الصعب التخمين في الوقت الراهن ما إذا كانت الشركات الأجنبية ستبقى في القطاعات الإيرانية أم ستنسحب منها تخوفاً من تبعات الخطوة الأميركية، معتبراً أنه "من المبكر الحكم على ذلك حالياً". وقال إن بلاده تكثف اتصالاتها الديبلوماسية للوصول إلى نتيجة في هذا الصدد، معتبراً أن الاتحاد الأوروبي غير موافق على انسحاب واشنطن، وأن الخلافات خلال اجتماع مجموعة الدول السبع ظهرت على السطح، مبدياً تفاؤله من استمرار التعاون حول الاتفاق مع بلاده من دون الولايات المتحدة.


وفي ما يتعلق بالتصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي اعتبر أن تغيرا قد طرأ على سلوك إيران بعد انسحابه من الاتفاق النووي، قال قاسمي إن ترامب "يتحدث حول أمور عجيبة لا يمكن فهمها"، مؤكداً أن مواقف إيران مما يجري في المنطقة ومن الإرهاب "واضحة ولم يطرأ عليها أي تغيير".

وعلّق أيضاً على الحوار الأميركي مع كوريا الشمالية، فذكر أن طهران ترحب بأي إجراء من شأنه تحقيق الاستقرار، لكنها غير متفائلة، ولا تثق بالجانب الأميركي الذي ينكث بالعهود، داعياً بيونغ يانغ إلى التصرف بحذر.

حوار حول اليمن

إلى ذلك، أشار قاسمي إلى أن أول جلسة عقدها مسؤولون إيرانيون مع ممثلين من أوروبا حول اليمن كانت على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، ثم عقدوا اجتماعاً ثانياً في روما، مؤكداً أن طهران معنية بالحوار مع هذه الأطراف لرفع الحصار عن هذا البلد، وإيجاد حل لأزمته، والوقوف بوجه ما وصفه بالعدوان السعودي.

ورأى أن الرياض تعمل جاهدة لضرب بلاده من خلال استغلال العلاقات مع إسرائيل، فتحاول عزل إيران وشيطنتها، بالتزامن وإرضاء الكيان الصهيوني، معتبراً أن هذا السلوك ليس حديث العهد، لكنه سيواجه برد فعل من قبل العالم الإسلامي.

وفي ما يخص حوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الأطراف الأوروبية حول برنامج إيران الصاروخي ودورها الإقليمي، قال قاسمي إن طهران تسعى إلى تحقيق استقرار المنطقة، وتؤمن بأهمية حوار أطرافها، وبأن المساعي الأميركية والإسرائيلية لن تصل إلى نتيجة.

اتفاق إيراني - روسي

وبعد صدور تصريحات روسية حول التواجد الإيراني في الجنوب السوري، رأى قاسمي أن ذلك لا يعني "مواقف جديدة إزاء طهران ولا خلافاً مع موسكو"، قائلاً إن "التنسيق بين الطرفين لا يزال مستمراً"، وأن حضورهما في سورية "مشروع، وجاء بناء على طلب حكومة دمشق"، بحسب تعبيره.

وفي ما يخص تصريحات مستشار المرشد علي أكبر ولايتي، والذي دعا للتوجه أكثر نحو الشرق، بدلاً عن الغرب، وقصد بذلك موسكو، ما تسبب بانتقادات واسعة في الداخل بعد الحديث عن موافقة روسيا على إخراج إيران من سورية، ذكر المتحدث باسم الخارجية أن "ذلك سؤال صعب، فلدى ولايتي علاقات جيدة مع الخارجية، وبعض تصريحاته نابعة من ضرورات معينة"، واصفاً إياها بالدقيقة والمحسوبة.