سيناء تعجّ بالسياح الإسرائيليين... وحكومتهم قلقة على الترسانة المصرية

سيناء تعجّ بالسياح الإسرائيليين... وحكومتهم قلقة على الترسانة المصرية

23 أكتوبر 2016
قلق إسرائيلي من التعزيزات العسكرية المصرية بسيناء (الأناضول)
+ الخط -
في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات داخل تل أبيب من تبعات اليوم التالي لغياب النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، على "الأمن القومي" الإسرائيلي، تدل المؤشرات على عودة مكثفة للسياح الإسرائيليين إلى سيناء، على الرغم من التحذيرات الرسمية التي تصنف سيناء ضمن المناطق الخطرة التي يتوجب على الإسرائيليين عدم التوجه إليها، بسبب نشاط تنظيم "ولاية سيناء" الذي يجاهر باعتبار إسرائيل هدفاً له.

وذكرت تحقيقات صحافية أن الإسرائيليين يتحدون التوجيهات الرسمية بفعل انخفاض أسعار الخدمات التي يتمتع بها السائح الأجنبي في سيناء. وأفاد تحقيق نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس السبت، بأن آلاف الإسرائيليين توجهوا إلى سيناء عشية عيد "العرش" اليهودي الذي حل الأسبوع الماضي. وأضاف أنهم قصدوا بشكل خاص الشواطئ على البحر الأحمر وخليج نويبع والمرافق الأثرية والتاريخية الشهيرة في أرجاء شبه الجزيرة.

ولفت التحقيق إلى أن الحصول على الخدمات بات أكثر يسراً للسياح الإسرائيليين، إذ إن كل سائح بإمكانه الحصول على كوخ وسيارة أجرة عبر التواصل مع الجهات المعنية على موقع "فيسبوك". وحسب التحقيق، فإن السياح الإسرائيليين "يوثقون مشاعر الارتياح والسعادة عبر نشر صور لهم على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن منهم من يدعون أصدقاءهم وزملاءهم في العمل للقدوم إلى سيناء للاستمتاع".

ونقلت "يديعوت" عن أحد الإسرائيليين بعد عودته من سيناء نهاية الأسبوع، أنه أمضى عطلة العيد برفقة صديق له وأنه ينوي العودة في أية إجازة مقبلة برفقة زوجته وأولاده. وتقول سيدة إنها كانت تتوجه لسيناء منذ أن كانت طفلة، لكنها توقفت عن ذلك بعد ثورة "25 يناير" المصرية. وأوضحت أن هذه المرة الأولى التي تزور فيها المكان بعد الثورة. ونقلت الصحيفة عن نفس السائحة الإسرائيلية قولها إن "مظاهر الحرب بين (تنظيم "الدولة الإسلامية") داعش والجيش المصري واضحة للعيان، ومع ذلك تبقى سيناء أكثر أمناً من إسرائيل، حيث إنني لا أستطيع زيارة بيت والديّ في القدس بسبب الخوف من العمليات التي ينفذها الفلسطينيون"، على حد تعبيرها.

واعتبر طبيب نفسي إسرائيلي، في حديث لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنه على الرغم من الحجج التي يسوقها الإسرائيليون لتبرير سفرهم إلى سيناء إلا أنهم يتصرفون "كانتحاريين بكل ما تعنيه الكلمة"، وفق قوله. وتشير الصحيفة إلى أن العامل الاقتصادي يلعب دوره في تشجيع الإسرائيليين على التوجه إلى سيناء. وتشير إلى أنه في مقابل أسعار الفنادق الجنونية في "إيلات" تعتبر نفقات الإقامة والخدمات في سيناء متدنية جداً.

وفي تحقيق نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر، يوم الجمعة، أفاد سياح إسرائيليون، بعد عودتهم من سيناء، أن عناصر الأمن في دولة الاحتلال حذروهم عند المعبر الحدودي الذي يربط إيلات بطابا، وذكروهم أن الأمن الإسرائيلي يحظر التوجه لسيناء. إلا أنهم رفضوا الانصياع لهذه التعليمات. ونقلت الصحيفة عن عدد من السياح أنه على الرغم من انتشار حواجز الجيش المصري بكثافة إلا أنهم لم يتعرضوا لأية مضايقات. ونقلت عن هيئة مكافحة الإرهاب في ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، دعوتها للسياح الإسرائيليين بمغادرة سيناء "فوراً"، معتبرة وجودهم هناك "غير مسؤول".

في المقابل، ذكرت "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر، يوم الجمعة، أن القيادة الإسرائيلية قلقة جداً من اتجاه نظام السيسي لتعزيز القوة العسكرية المصرية، البحرية والجوية والصاروخية. ونوهت الصحيفة إلى أن القلق الإسرائيلي لا يتعلق بنوايا النظام المصري الحالي الذي يرتبط بإسرائيل بشراكة استراتيجية، بل بالخوف من إمكانية أن يسقط هذا النظام، وما يطرحه ذلك من احتمال أن تقع الترسانة العسكرية المصرية تحت نظام صاحب توجهات سياسية وأيديولوجية مغايرة. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تخشى أن يشهد عام 2018 اضطرابات اجتماعية وسلطوية قد تفضي إلى غياب النظام القائم في القاهرة، بما يسمح بتحقق السيناريو الذي تخشاه إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية طالبت نتنياهو أخيراً، بإلزام السيسي بالتوقيع على تعهد يلتزم بموجبه بسحب القوات المصرية من شمال سيناء بمجرد أن تنتهي الحرب مع "داعش". وأضافت الصحيفة أن هناك خشية من أن يعقب نظام السيسي نظام "معادي" يمكن أن يعتبر تواجد القوة العسكرية المصرية شمال سيناء "حقاً سيادياً" وليس نتيجة موافقة إسرائيل على تجاوز الملحق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1978.