الصواريخ الإيرانية تفاقم قلق إسرائيل على جبهتها الداخلية

الصواريخ الإيرانية تفاقم قلق إسرائيل على جبهتها الداخلية

13 أكتوبر 2019
استنفار هيئة أركان الجيش الإسرائيلي(Getty)
+ الخط -

أدى الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين سعوديتين، الشهر الماضي، والذي تزعم إسرائيل أن إيران تقف خلفه، إلى حالة من القلق الشديد والارتباك في قيادة الجيش والمؤسسة الأمنية الاستخبارية الإسرائيلية.

وفي 14 من الشهر الماضي، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لـ"أرامكو" شرقي المملكة السعودية، جراء استهدافهما بطائرات مسيَّرة.

وكشف موقع "والاه" الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنّ دقة الإصابة التي امتاز بها هذا الهجوم، على الرغم من أن الصواريخ قد أطلقت عن بعد مئات الكيلومترات، قد دفع هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إلى الاستنفار والبحث في كيفية تأمين الجبهة الداخلية وتقليص فرص إصابتها بالصواريخ.

ونقل أمير بوحبوط، المعلق العسكري للموقع، عن أوساط عسكرية في تل أبيب قولها إن نجاح التكنولوجيا الإيرانية التي استخدمت في تصنيع الصواريخ التي أطلقت على شرق السعودية في تحييد تأثير منظومات الدفاع الجوي الأميركية التي تغطي المنطقة، قد أثار بشكل خاص قلقاً كبيراً في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي.

وحسب الأوساط، فإن ما فاقم الشعور بالقلق لدى الجنرالات الذي يشكلون هيئة الأركان وأوساط التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، الطريقة التي استخدمها الإيرانيون في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على المنشآت النفطية السعودية، واختيارهم التوقيت الذي يقلّص من قدرة واشنطن والرياض على الرد.

ونقل بوحبوط عن موشيه أورطتس، الذي عمل مديراً للشعبة الإلكترونية ومنظومات السلاح والفضاء في الصناعات الجوية الإسرائيلية، قوله إن خطورة الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية التي تملكها إيران تضاهي خطورة السلاح النووي، على اعتبار أن هذه الصواريخ بالإمكان توجيهها لتصيب منشآت أو مرافق حساسة جداً يؤدي المسّ بها إلى نتائج كارثية على كل الصعد.

وحسب أورطتس، لم يمثل التطور التكنولوجي الإيراني في مجال صناعة الصواريخ مفاجأة له، مشيراً إلى أن الإيرانيين شرعوا بدمج التقنية المتقدمة في صناعة السلاح منذ ثمانينيات القرن الماضي. ولفت إلى أن الإيرانيين بات بإمكانهم تطوير صواريخ بالستية قادرة وطائرات مسيرة يمكنها أن تضرب أهدافاً على مسافات طويلة جداً.

ونقل بوحبوط عن ضابط كبير عمل في مجال الدفاعات الجوية الإسرائيلية قوله إن الصواريخ الإيرانية التي استخدمت في الهجوم على شرق السعودية، تمتاز بسرعة كبيرة، بشكل يقلص من فرص اعتراضها وإسقاطها بمنظومات الدفاع الجوي، مشيراً إلى أن إيران انضمت إلى نادي الدول الأكثر تطوراً في مجال صناعة الصواريخ، التي تضم: روسيا، الهند، باكستان، كوريا الشمالية، والصين.

من جهة ثانية، لفت بوحبوط إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل قد طورت منظومة "مقلاع داود"، كمنظومة دفاع جوية يفترض أن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية، إلا أن هناك ما يؤشر على أنه لا توجد ثقة لدى المؤسسة العسكرية في تل أبيب بالنجاحات التي يمكن أن تحققها هذه المنظومة عند الاختبار الحقيقي.

ونقل بوحبوط عن ضابط إسرائيلي كبير آخر عمل في سلاح الدفاعات الجوية قوله إن فشل منظومات الدفاع الجوي الأميركية في اعتراض الصواريخ الإيرانية يفاقم المخاوف من إمكانية فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ الإيرانية، على اعتبار أن نتائج استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ ذات دقة إصابة عالية سيفضي إلى نتائج بالغة الخطورة لم يسبق لإسرائيل أن تعرضت لها.

وحسب الضابط، فإن إسرائيل التي طورت عدة منظومات للدفاع الجوية لمواجهة تحديات ذات طبائع مختلفة، مثل: القبة الحديدية، حيتس، وبراك، تدرك أن التحول المتواصل على طبيعة التهديدات الأمنية يفرض عليها بناء منظومات دفاع جوية تكون قادرة على توفير ردود على هذه التحديات.

وأضاف أن أعداء إسرائيل يدركون أن قدرتهم على مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي محدودة، ما يدفعهم إلى الاعتناء بمنظومات الصواريخ القادرة على ضرب العمق الإسرائيلي، ما يفرض على تل أبيب مواءمة منظومات الدفاع الجوية الخاصة بها بنحو مستمر.

ورأى الضابط الكبير أن السلوك الأميركي، ولا سيما المواقف التي يعبّر عنها الرئيس دونالد ترامب، يثير القلق الإسرائيلي بشكل خاص، ولا سيما تعبيره بوضوح عن رغبة واشنطن في عدم التورط عسكرياً بمواجهة مع إيران. وأضاف أن ما يفاقم الأمور، حقيقة أن الجنرال مارك ميلي، الذي اختاره ترامب لقيادة هيئة أركان الجيش الأميركي، يتبنى موقفه تماماً ويرفض التورط العسكري في العراق، أفغانستان، سورية، وغيرها.

من جهة ثانية، أوضح بوحبوط أن إحدى المشاكل التي تواجه قيادة الجيش الإسرائيلي تتمثل بالصعاب التي تعترض إقرار خطة طويلة المدى لتطوير الجيش وملاءمته للتحديات الأمنية، وعلى وجه الخصوص تطوير المزيد من منظومات الدفاع الجوية القادرة على تقليص المخاطر الناجمة عن إطلاق إيران صواريخ ذات دقة إصابة عالية، ولا سيما في ظل المأزق السياسي الذي تعيشه إسرائيل في أعقاب الانتخابات الأخيرة، على اعتبار أن حكومة انتقالية ليس بوسعها اتخاذ قرارات بحجم إقرار مثل هذه الخطة.

دلالات

المساهمون