تركيا تدمّر أهدافاً حيوية لـ"الكردستاني"..وبغداد تستدعي سفير أنقرة للاحتجاج

القصف التركي شمال العراق دمّر أهدافاً حيوية لـ"الكردستاني"..وبغداد تستدعي السفير التركي للاحتجاج

14 ديسمبر 2018
إحدى الغارات طاولت موقعاً استخبارياً للحزب (صافين حمد/فرانس برس)
+ الخط -
كشف مسؤولون محليون في إقليم كردستان العراق، ومصادر عسكرية في محافظة نينوى شمالي العراق، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 11 عنصرا من مسلحي العمال الكردستاني، بينهم عنصران بارزان ضمن الحزب المصنف على لائحة الإرهاب لدى السلطات التركية، وذلك خلال غارات جوية نفذتها مقاتلات تركية في مناطق سنجار ومخمور شمالي العراق في ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس، هي الثانية من نوعها في أقل من ثلاثة أشهر، فيما استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد وسلمته رسالة احتجاج بشأن "الخروقات الجوية المتكررة".

وقال مسؤول عسكري عراقي في نينوى لـ"العربي الجديد"، إن الغارات التركية استهدفت مواقع متقدمة لمسلحي العمال الكردستاني في جبل سنجار ومخمور وجبل قرجوغ، الواقع 90 كم جنوب شرق الموصل، مضيفا أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن إحدى الضربات استهدفت اجتماعا مصغرا لعناصر الحزب في سنجار، وما زالت الترجيحات بأن عدد القتلى كبير، لكن الحزب يحيط بالمنطقة المستهدفة ولا يسمح لأحد الاقتراب، والجيش العراقي غير موجود في تلك المنطقة.

وكشف المتحدث ذاته أن إحدى الغارات طاولت موقعا استخباريا مهمّا للحزب في جبل سنجار، حيث توجد نقاط مراقبة وإيواء لعناصر الحزب لم تنسحب منها، رغم إعلان بغداد في مارس/ آذار العام الجاري انسحاب مسلحي حزب العمال الكردستاني، وتسلم الجيش العراقي مسؤولية الأمن في المدينة وضواحيها، وذلك عقب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية عسكرية تستهدف سنجار، في حال لم تقم بغداد بواجباتها حيال تهديد الأراضي التركية من قبل مسلحي الحزب الموجودين في تلك المنطقة.

وتحدثت مصادر كردية من قوات البشمركة في منطقة زمار القريبة، أن العملية التركية جاءت استباقية لمنع تحرك العشرات من مسلحي الحزب باتجاه الأراضي السورية، للمشاركة في أي مواجهات عسكرية تجري بين الجيش التركي والفصائل الكردية بعد تلويح الرئيس التركي بعملية وشيكة هناك.

وقال ضابط في البشمركة لـ"العربي الجديد"، إن مسلحي العمال الكردستاني يتحركون منذ يومين لرفد الفصائل الكردية المسلحة داخل سورية بالأسلحة والمقاتلين، تحسبا للمواجهات مع القوات التركية، و"نعتقد أن القصف جاء رداً على ذلك، إضافة إلى أنه قد يتكرر مرة أخرى في حال لم يتوقف العمال الكردستاني عن استخدام الأراضي العراقية، وخاصة إقليم كردستان، قاعدة تنطلق منها هجماته ضد المصالح التركية"، وفقا لقوله.

في المقابل، قال قائم مقام قضاء سنجار فهد حامد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطيران الحربي التركي شن ليلة أمس تسع ضربات استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني في سنجار ومخمور وجبل قرجوغ، وهي مناطق فيها تحصينات تابعة لحزب العمال"، وأن الضربات الجوية أسفر عنها مقتل خمسة من عناصر الحزب وإصابة ستة آخرين، مؤكدا أن الحصيلة أولية.

وهذه المرة الأولى التي تستهدف فيها أنقرة جبل قرجوغ شمالي العراق، إذ قصفت المرات السابقة جبل سنجار وسلسلة جبال قنديل، ومناطق في مخمور حيث عناصر العمال الكردستاني.


إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان الجمعة، إنها استدعت السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، وسلمته رسالة احتجاج بشأن "خروقات جوية متكررة" للمجال الجوي.

وذكر البيان أن "الوزارة تستنكر ما قامت به الطائرات التركية من خرق للأجواء العراقية، واستهداف للعديد من المواقع في شمال العراق، التي أوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات".

وفي السياق، طالب الاتحاد الوطني الكردستاني أنقرة بوقف القصف التركي على مخمور، واعتبر أنها "انتهاك للسيادة العراقية".

وقال بيان للحزب: "نعبر عن إدانتنا ورفضنا الشديد للقصف التركي لأراضي العراق، بحجة مطاردة المعارضة المسلحة، وهذه الأعمال تنافي قيم حسن الجوار والأعراف والمواثيق الدولية في احترام سيادة الدول، وعدم انتهاكها تحت أي ذريعة دون قرار أمميّ أو مشترك مع الحكومة العراقية، ويجب وضع حد لهذه الانتهاكات والخروقات للسيادة للعراقية التي أكدها الدستور العراقي، واتخاذ خطوات فاعلة لردع الجانب التركي".

وأكد البيان أنّ "الحكومة العراقية يمكنها استخدام ورقة الاقتصاد والتبادل التجاري الكبير مع تركيا وتصدير النفط عبرها، وما يوفره ذلك من عائدات مالية لها كورقة ضغط، وأخذ تعهدات وضمانات رسمية بعدم تكرار هذه الاعتداءات والخروقات والانتهاكات للسيادة العراقية".