استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان... والبحرية البريطانية تحقق

استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان... والبحرية البريطانية تحقق

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
لندن

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
13 يونيو 2019
+ الخط -
قال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، المتمركز في البحرين، اليوم الخميس، إنّ ناقلتي نفط تضررتا بحادث في خليج عمان، وصفه المسؤول عن تشغيل إحداهما بأنّه هجوم، فيما أعلنت البحرية البريطانية عن إجراء تحقيق في الحادث.

وذكرت وكالة "بلومبيرغ" أنّ النيران اشتعلت في ناقلة النفط "فرونت ألتير"، اليوم الخميس، وفق ما أعلنه مسؤول في ميناء الفجيرة الإماراتي، وشخص آخر مطلع على الموضوع.

وجاء اشتعال السفينة بعدما تم تحميلها بالنفط من العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل الانطلاق إلى البحر، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبيرغ".

وذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن أربعة مصادر في الشحن البحري والتجارة، أنّه تم إخلاء ناقلتين بعد حادث في خليج عمان، وأنّ أفراد الطاقم بخير. وقال مصدر إنّ النيران لا تزال مشتعلة في ناقلتي النفط بعد الهجوم.

وذكرت المصادر أنّ إحدى الناقلتين ترفع علم جزر مارشال واسمها "فرونت ألتير"، بينما الناقلة الثانية اسمها "كوكوكا كاريدجس" وترفع علم بنما.

وقال متحدث باسم شركة "بي إس إم شيب مانجمت" (سنغافورة) المشغلة للناقلة "كوكوكا كاريدجس"، لـ"رويترز"، إنّ الناقلة تعرضت لأضرار جراء حادث أمني في خليج عمان، اليوم الخميس.

وقال المتحدث إنّ طاقم السفينة الذي يضم 21 بحاراً، هجر السفينة بعد الحادث الذي ألحق أضراراً بجانبها الأيمن. وأضاف أنّ سفينة قريبة اسمها "كوستال إيس" سارعت بانتشال الربان والطاقم من قارب نجاة.

وأُصيب أحد أفراد طاقم "كوكوكا كاريدجس" بإصابات طفيفة في الحادث، وتلقى الإسعافات الأولية على متن "كوستال إيس".

وأضاف المتحدث أنّ "كوكوكا كاريدجس لا تزال في المنطقة ولا تواجه خطر الغرق. وشحنة الميثانول سليمة".

وكانت السفينة "كوكوكا كاريدجس" في طريقها من الجبيل بالسعودية إلى سنغافورة محملة بشحنة "ميثانول"، وتبعد 70 ميلاً بحرياً تقريباً عن الفجيرة، وحوالى 14 ميلاً بحرياً عن إيران.

ونقلت صحيفة "تريد ويندز" المعنية بالشحن، اليوم الخميس، عن مصادر لم تحددها، بحسب "رويترز"، أنّ طوربيداً أصاب ناقلة نفط مملوكة لشركة "فرونت لاين" النرويجية قبالة سواحل إمارة الفجيرة بالإمارات. ولم يتسن لـ"رويترز" الحصول على تعليق من الشركة.



من جهتها، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن مصدر مطلع قوله إنّ سفينة إيرانية أنقذت 44 بحاراً أجنبياً كانوا على متن ناقلتي نفط تعرضتا لحادث في بحر عمان، اليوم الخميس.

وقال المصدر إنّ السفينة الإيرانية نقلت جميع هؤلاء البحارة إلى ميناء جاسك الإيراني في محافظة هرمزغان الإيرانية، مضيفاً أنّ عملية الإنقاذ تمت بالتنسيق مع مركز الإنقاذ البحري في المحافظة.

وأكد المصدر أنّ ناقلة النفط الأولى تعرّضت للحادث في تمام الساعة 8:50 بتوقيت إيران، على بعد 25 ميلاً من ميناء جاسك الإيراني، موضحاً أنّ 23 بحاراً كانوا على متنها.

وأشار إلى أن هذه الناقلة كانت تحت علم جزر مارشال وتحمل مادة ميثانول، شحنتها من ميناء بندر الروس من دولة قطر باتجاه تايوان.

وأوضح المصدر أنّه بعد ساعة من هذا الحادث، تعرضت ناقلة نفط أخرى في تمام الساعة 9:50 بتوقيت إيران، لهجوم على بعد 28 ميلاً من ميناء جاسك.

وأشار إلى أنّ هذه الناقلة كانت تحت علم بنما، وكانت قد شحنت بميثانول من ميناء سعودي متجهة نحو سنغافورة.

ولفت إلى أنّ 21 بحاراً كانوا على متن الناقلة الثانية تم نقلهم بالإضافة إلى 23 آخرين كانوا على متن ناقلة النفط الأولى إلى ميناء جاسك الإيراني.

وقال الأسطول الخامس الأميركي، وفق ما ذكرته "رويترز"، إنّ "القوات البحرية الأميركية في المنطقة تلقت نداءي استغاثة، وهي موجودة في المنطقة وتقدم المساعدة".

وكانت مجموعة سلامة بحرية تابعة للمملكة المتحدة قد حذرت في وقت سابق، اليوم الخميس، من وقوع حادث "غير محدد" في خليج عمان، وحثت على "توخي الحذر الشديد" وسط أجواء التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد، بعدما أرسلت ناقلة نفط إشارة استغاثة إلى ميناء في دولة الإمارات.

وأعلنت مجموعة عمليات التجارة البحرية التي تديرها البحرية البريطانية حالة التأهب، في وقت مبكر اليوم الخميس، ولم توضح تفاصيل أكثر، لكنها قالت إنّها تجري تحقيقات في الحادث.

وصعدت أسعار النفط، اليوم الخميس، بعد الحادث، فبحلول الساعة 06:46 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" دولارين أو 3.3%، إلى 61.97 دولارا للبرميل.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.41 دولار، أو 2.7% إلى 52.55 دولارا للبرميل.


ويأتي الهجوم في خليج عمان، اليوم الخميس، بعد استهداف أربع ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة، الشهر الماضي، في "عمليات تخريب" اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراءها، بينما نفت طهران تورطها في الواقعة.

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، التي بدأت أخيراً تعيد النظر في التزاماتها تجاه الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده منه، منذ عام.

وسعت إدارة ترامب، منذ ذلك الحين، إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، متهمة إياها بدعم جماعات مسلحة ومتابعة نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية.

والشهر الماضي، كثّفت واشنطن من حملتها "الضغط الأقصى" من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" في المنطقة، رداً على مزاعم بأنّ إيران وحلفاءها يهددون بمهاجمة المصالح الأميركية.

وأعلنت دولة الإمارات، الأسبوع الماضي، أنّ النّتائج الأوّلية لتحقيق قادَتْه ويتعلّق بعمليّات "تخريب" تعرّضت لها أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نرويجيّة وسفينة شحن إماراتيّة)، في 12 مايو/ أيّار، في الخليج، تُشير إلى وقوف إحدى الدول على الأرجح وراء تلك العمليّات، لكن لا يوجد دليل، حتّى الآن، على تورّط إيران.

وقدّمت كلٌّ من الإمارات والسعوديّة والنرويج النّتائج الأوّلية للتحقيق المشترك، وذلك خلال إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الذين سيتلقّون كذلك النتائج النهائيّة لكي ينظروا في ردّ محتمل، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".