كيبيك الكندية... أرضية خصبة لليمين المتطرف

كيبيك الكندية... أرضية خصبة لليمين المتطرف

26 يونيو 2017
تظاهرة لليمين الكندي في مونتريال (عمرو صلاح الدين/الأناضول)
+ الخط -
اليمين الشعبوي في كندا ليس مجرّد فريق سياسي عادي، بل مجموعات معادية للهجرة قريبة من اليمين المتطرف أو مرتبطة به، مثل "لا موت" (قطيع الذئاب) و"جنود أودان" و"اتحاد الكيبيكيين الأصليين"، تظهر إلى العلن في كندا من أجل إثبات حضورها في المشهد السياسي. وهذه المجموعات التي يصل عدد منتسبيها إلى آلاف عدة، تجذب بشكل عام المؤيدين بفضل الشخصيات التي تقودها أو لارتباطها بمنظمة تتمتع بوجود قوي على الساحة الدولية.

في هذا السياق، اعتبرت الخبيرة في قضايا اليمين المتطرف في كندا أوريلي كامبانا، أن "أي مجموعة يمكن أن تزول بين ليلة وضحاها، جراء انقسام داخلي أو قرار أعضائها حلّها أو الانتقال إلى العمل السري". وأوضحت كامبانا، الأستاذة في جامعة لافال في مقاطعة كيبيك، أنه "مع احتداد الجدل حول العلمانية والحجاب، خرج المتطرفون من الظل، بينما كانت هذه المجموعات اليمينية المتطرفة حتى فترة قصيرة جداً ترفض أن تكون جزءاً من الطبقة السياسية والنقاش العام". وأضافت أن "كثيرين يربطون اليمين المتطرف بالعنصرية. وهذه المجموعات تريد محاولة الحصول على شرعية".

وفي خريف 2016، تظاهر حوالى خمسين من أنصار اليمين المتطرف أمام الجمعية الوطنية في كيبيك، وكان من أبرزهم أعضاء في منظمة "أتالانت". وفي مارس/ آذار تجمع حوالى مئتي شخص من منظمتي "لا موت" و"المدافعون عن عدالة الشعب"، للاحتجاج على مذكرة للبرلمان الكندي تدين كراهية الإسلام أقرّت بعد إطلاق النار بمسجد في كيبيك في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي. وقُتل في هذا الهجوم ستة مسلمين برصاص أطلقه شاب ذو توجه قومي. وقد وُجّهت حينها أصابع الاتهام إلى المجموعات اليمينية المتطرفة التي تنكرت له.

من جهتها، ذكرت جمعية "نرحب باللاجئين"، أن "الهجوم نفّذه طالب معروف بمواقفه المتشددة في قضايا الهوية ومؤيد (لزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين) لوبان ومعاد لحقوق المرأة في جامعة لافال وعلى شبكات التواصل الاجتماعي". ومثلما يحدث في أوروبا، ينادي اليمين المتطرف الكندي بمكافحة الهجرة. وقد شكّل استقبال أكثر من أربعين ألف لاجئ سوري منذ وصول رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى السلطة، فرصة لناشطي اليمين المتطرف للظهور علناً، عندما تظهر صعوبات في استيعاب هؤلاء اللاجئين.


في هذا الإطار، رأى العضو السابق في "اتحاد الكيبيكيين الأصليين" ماكسيم فيزيه، أن "المجموعات اليمينية المتطرفة الكيبيكية لديها أهداف عدة، لكن سواء كانت معادية للهجرة أو قومية متشددة وفاشية جديدة تجري المعركة تحت راية العلمانية، وتمرّ عبر محاربة التطرف".

من جهته، قال باتريك بودري، أحد مؤسسي مجموعة "لا موت" قبل أكثر من سنتين، إن "معركتنا هي مكافحة التطرف"، رافضاً الاتهام بـ"الدفاع عن قيمة متطرفة أو عنصرية". وأضاف الرجل الخمسيني الذي كان يرتدي قميصاً يحمل صورة قائمة ذئب أن "المجتمع الكيبيكي ليس عنصرياً بل منفتحاً ومضيافاً". لكنه اعترف بأن "حركته قد تصبح أكثر تشدداً في المستقبل". وتثير أفكار حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي إعجاب بودري، الذي قال إن "ما أسمعه من الجبهة الوطنية يروق لي". والأمر نفسه يطبق على "اتحاد الكيبيكيين الأصليين" الذي رحب بالزيارة المثيرة للجدل لمارين لوبان إلى المقاطعة في إبريل/ نيسان 2016.

وتبدو الأرضية خصبة لأفكار "الجبهة الوطنية" في كيبيك إثر تصويت 20 في المائة من الفرنسيين للوبان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أي أكثر بمرتين من المعدل بين فرنسيي كندا في الإجمال. ويأمل العديد من هذه المجموعات في تحقيق اختراق في انتخابات العام المقبل في المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي يحكمها الحزب الليبرالي. ورشح حزب "أوريزون كيبك أكتويل" المرتبط بحزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي إلى انتخابات جزئية جرت في نهاية مايو/ أيار في مونتريال ألكسندر كورمييه - دوني. وظهر على أحد إعلاناته الانتخابية وجه شابة مقسوم إلى نصفين، في جهة تضع قبعة زرقاء فيما النصف الآخر من وجهها مغطى بنقاب. وقال كورمييه - دوني الذي ظهر في صور مع مارين لوبان على شبكات التواصل الاجتماعي أو على الموقع الإلكتروني لحركته: "نريد من المهاجرين ان يتبنوا أعراف وعادات شعب كيبيك، وهذا لا علاقة له بالعنصرية".

(فرانس برس)