انسحاب خمس كتل برلمانية يفشل جلسة البرلمان العراقي

انسحاب خمس كتل برلمانية يفشل جلسة البرلمان العراقي

19 ابريل 2016
الجبوري خرج من مبنى البرلمان وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة(Getty)
+ الخط -



فشل البرلمان العراقي في عقد جلسته، اليوم الثلاثاء، وذلك بسبب انسحاب خمس كتل برلمانية، في حين كان رئيس البرلمان، سليم الجبوري، قد وصل إلى مبنى البرلمان استعداداً لحضور الجلسة التي دعا لعقدها رئيس الجمهوريّة فؤاد معصوم، غير أنه قدّم اعتذاراً مسبقاً عن إدارة الجلسة.

وأدى اعتذار رئيس البرلمان عن ترؤس الجلسة وتنصيب كتلة نوري المالكي "دولة القانون" للنائب عدنان الجنابي رئيساً مؤقتاً دون العودة إلى باقي الكتل إلى انسحاب خمس كتل برلمانية هي "اتحاد القوى" و"التحالف الكردستاني" و"بدر" و"الفضيلة" و"المواطن"، ما أدى إلى اختلال النصاب القانوني لعقد الجلسة واضطرار (الرئيس المؤقت) عدنان الجنابي إلى إعلان تأجيل الجلسة ليوم الخميس المقبل.

ووصف برلمانيون عراقيون، اليوم الثلاثاء، محاولة النواب المعتصمين، اختيار رئيس جديد للبرلمان من بينهم بأنه انقلاب على الشرعية.

وقال مصدر برلماني مطلع، لـ "العربي الجديد" إن "النصاب بدأ مكتملاً مع عقد جلسة اليوم"، مؤكداً أن إصرار النواب المعتصمين على إعادة ترشيح الجنابي دفع أغلب الكتل السياسية الحاضرة، إلى مغادرة الجلسة.

وأضاف "أدى انسحاب عدد كبير من النواب، إلى اختلال النصاب القانوني للجلسة، التي لم يبقى فيها سوى 116 برلمانياً، وهذا العدد أقل بكثير من النصاب القانوني، الذي يجب ألا يقل عن 165 نائباً، ما دفعهم لتأجيل الجلسة إلى يوم الخميس"، مبيناً أن الكتل التي أصرت على البقاء معتصمة داخل البرلمان، هي "الأحرار" التابعة للتيار الصدري، و"ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي.

إلى ذلك، قال عضو البرلمان عن "تحالف القوى العراقية"، أحمد السلماني، إن البرلمانيين المعتصمين ضربوا الدستور عرض الحائط، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي "حضرنا إلى الجلسة بناء على مبادرة رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، الليلة الماضية، والتي أدت إلى الاتفاق على رئاسة النائب سعدون الدليمي لجلسة اليوم، ليتم طرح مسألة إقالة رئاسة البرلمان للتصويت"، مشيراً إلى أن النواب المعتصمين، أصروا على رئاسة مرشحهم عدنان الجنابي للجلسة، ما دفع أغلب الكتل السياسية الحاضرة إلى المغادرة.

وقال مسؤول بارز في مكتب رئيس البرلمان سليم الجبوري إن كتلة المالكي تمارس إرهاباً على النواب، بينما مليشيات الحشد التي تحيط بالمنطقة الخضراء ترهب النواب وخاصة المستقلين، مبيناً أن مبادرة رئيس الجمهورية كادت أن تنجح لو تم عقد الجلسة، لكن كتلة المالكي تعمّدت إفشالها.



من جهتها، قالت عضوة البرلمان عن التحالف الكردستاني، أشواق الجاف، إن ما حدث اليوم يمثل انقلاباً على الشرعية، مشيرة خلال تصريح صحافي إلى أن نصاب النواب المعتصمين لم يكتمل.

وأكدت أن ما يحدث في البرلمان العراقي غير دستوري، وغير قانوني، مضيفة "لا يمكن فرض إرادة ما يقرب من 130 نائباً معتصماً على الآخرين".

وقال مصدر برلماني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجبوري دخل مبنى البرلمان وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، خوفاً من تعرضه لاعتداء من قبل النواب المعتصمين"، مبيّناً أنّ "الجبوري دخل، حال وصوله، إلى مقر كتلة تحالف القوى العراقيّة".

واضطر الجبوري إلى الخروج بعد ذلك من مبنى البرلمان تحت حماية مشددة، وذلك بعد أن اعتذر عن ترؤس جلسة اليوم.

وقال مكتب الجبوري، في بيان صحافي، إنّ "رئيس البرلمان ونائبيه همام حمودي وآرام شيخ محمد يعتذرون عن القيام بمهامهم بشأن إدارة جلسة اليوم"، مبيناً أنّه "بناءً على المادة 11 من النظام الداخلي للبرلمان، فإنّه يحق للمجلس اختيار من سيقوم بإدارة الجلسة من السادة النواب".

وأضاف البيان، أنّ "الجبوري سيحضر الجلسة بقلب مفتوح واستعداد كامل للإجابة عن أي استفسارات بشأن الأزمة"، موضحاً أنّ "الجبوري ليس لديه أي خطوط حمراء على ما سيطرح داخل الجلسة، لأنّ الأهم هو استمرار جهود الإصلاح تحت قبة برلمان واحد يضم ممثلي الشعب المتطلّع إلى دولة أساسها الدستور والقانون".