واشنطن "تريد خنق طهران"... والوضع في سورية "حافل بالمفاجآت"

واشنطن "تريد خنق طهران"... والوضع في سورية "حافل بالمفاجآت"

25 فبراير 2017
توقعات بأن تتجه العلاقات الأميركية الإيرانية نحو تصعيد إضافي(Getty)
+ الخط -
يقرأ مسؤول عربي رفيع المستوى، مطلع على العديد من الكواليس السياسية والعسكرية في المنطقة بحكم منصبه ودور دولته الفاعل، التقته "العربي الجديد" في لندن، التطورات في المنطقة، بدءاً من الملف السوري وتأكيده أن "الوضع في سورية حافل بالمفاجآت، والمعركة لم تنته على الأرض"، مروراً بالحرب على "داعش". كما يتوقف مطولاً في حديثه مع "العربي الجديد" عند لغة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، معتبراً أنها "لا تبشر بخير"، لا سيما في ظل مؤشرات تفيد بتوجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى "وضع سياسة جديدة للمنطقة" تشمل الدخول في شراكات استراتيجية مع الخليج.

ووفقاً للمسؤول العربي نفسه فإنه "من الواضح أن ترامب عازم على وضع سياسة جديدة للمنطقة كي تدوم إلى ما بعد ولايته الحالية، سواء كان سيترشح لولاية ثانية أم لا، وذلك ببناء شراكات استراتيجية جديدة ذات طابع دفاعي واقتصادي". ويبدو المسؤول نفسه واثقاً من "أن إحدى قواعد سياسة ترامب هي العمل على خنق إيران اقتصادياً إلى حد منعها من تصدير النفط". وبناءّ على ذلك، يرى المصدر أن "هذا التوجه سوف يقود إلى رفع سعر البترول إلى حدود 100 دولار".



كما تحضر العلاقة بين إدارة ترامب ودول الخليج العربي في حديث المسؤول العربي الذي يقول إن "الإدارة الأميركية الجديدة عازمة على الدخول مع منطقة الخليج العربي في شراكات استراتيجية واستثمارات مشتركة في ميدان الطاقة مع الشركات الأميركية مثل شل أويل وغاز أويل، وفي ميدان الطاقة المتجددة التي تعتمد على الذرة".

أما على الصعيد العسكري فيشير إلى أن الإدارة الأميركية تتجه إلى تطوير الصيغ الموجودة حالياً من اتفاقات دفاعية وأمنية إلى توقيع معاهدات دفاعية وأمنية. ويتوقف عند معرفة رموز الإدارة الجديدة منطقة الخليج جيداً، كما هو الأمر مع مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزيري الدفاع جيمس ماتس والخارجية ريكس تيلرسون، وجميعهم على متابعة لأوضاعها منذ زمن طويل. ورداً على سؤال "العربي الجديد" حول احتمالات أن ينعكس هذا الأمر على الوضع العربي عموماً وفي سورية على وجه الخصوص، يشير المسؤول العربي إلى أنه لم تحصل تطورات كبيرة في المشهد السوري، باستثناء الموقف التركي الذي اختلف بعد انقلاب 15 يوليو/ تموز الماضي على الصعيد التكتيكي، وكان لموقف إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما دور أساسي في ذلك، على حد وصفه. ويلفت إلى أن "ما حصل فوق طاقة تركيا على تحمله لوحدها في الوقت الذي كانت تواجه فيه إرهاب داعش وحزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكردي، وتمكن ملاحظة ذلك من خلال موقفها من حلب التي تعتبرها منطقة حيوية بالنسبة لها على كافة المستويات".

ويعرب المسؤول العربي نفسه عن قناعته بأن "الحديث عن تقسيم سورية مجرد تكهنات لا أساس لها". ويؤكد "أن الوضع في سورية حافل بالمفاجآت. والمعركة لم تنته على الأرض، فالسوريون يمكن أن يقبلوا التفاهم مع روسيا، ولكنهم لن يقبلوا بإيران ودور لبشار الأسد في مستقبل سورية". ولم يستبعد المسؤول العربي مسألة إقامة مناطق آمنة في سورية وفق توجه الإدارة الأميركية الجديدة ومشروع تركيا. ووفقاً للمسؤول نفسه فإن إقامة هذه المناطق سوف يترتب عليها حظر طيران كما حصل في العراق عام 1991، وفي هذه الحالة ستوجه ضربة كبيرة للنظام السوري وإيران والمليشيات الطائفية المرتبطة بها والتي تقاتل السوريين.

ويرى المصدر أن الحل في سورية حتى يسير بخطى ثابتة، فهو يتطلب مشاركة خمس دول أساسية، الولايات المتحدة، روسيا، تركيا، إيران، والمملكة العربية السعودية. وبالنسبة إليه، فإن أي مسعى جاد للحل في سورية يجب أن يأخذ هذا الأمر في عين الاعتبار بعدما جرّب العالم كل السبل والطرق ولم يصل إلى مخرج حقيقي ونهائي منذ مجموعة "أصدقاء سورية" وصيغة مبعوثي الأمم المتحدة وآخرهم ستيفان دي ميستورا. ويلفت المسؤول العربي إلى أن الجميع يتحدث عن حل سياسي، لكن من دشّن هذا الطريق هو روسيا وتركيا، وكي نذهب حتى نهاية الطريق لا بد من تفاهم الدول الخمس أولاً.

وحول مسألة محاربة الإرهاب في سورية، يقول المصدر "نحن إزاء طرفين، داعش وبقية الفصائل التي يتم تصنيف بعضها إرهابية مثل جبهة النصرة، وبالنسبة لداعش هناك إجماع دولي على ضرورة محاربته وهزيمته، ولكن حتى الآن لا تبدو الحرب ضد داعش أعطت نتيجة كبيرة سواء في العراق أو سورية". ويضيف "مثال ذلك ما يحصل في الموصل من مراوحة وعدم حصول تقدم كبير منذ أكثر من أربعة أشهر، وهذا التقييم تتشاركه أطراف دولية عدة". ويبدي المصدر قناعة بأن "القضاء على داعش في سورية يجب أن يوضع في نفس ميزان رحيل النظام السوري وبشار الأسد".

وفي ما يتعلق بالمعارك الميدانية المرتقبة في سورية وتحديداً في الرقة، يقول المسؤول العربي "إن من سيحرر الرقة من داعش ليس قوات سورية الديمقراطية والأكراد وأحمد الجربا (رئيس تيار الغد السوري) ، بل فصائل الثورة السورية المسلحة". ويكشف المصدر عن أن "الولايات المتحدة طلبت من دول خليجية ذات تأثير على المعارضة السورية المسلحة بحث هذا الأمر". ويوضح أن "الأمر ينتظر ضمانات أميركية للمعارضة السورية لوضع معركة الرقة وبشار الأسد في مستوى واحد".

كما يشير إلى أن "بقية الفصائل متباينة الأيديولوجيات والمرجعيات، وبعضها تتهمه الأطراف الدولية بالإرهاب مثل جبهة النصرة". لكنه يلفت إلى أن "الأطراف الدولية ليست مستعجلة لفتح معارك مع بعض هذه الفصائل، لأنها تدرك أن أجندتها ليست دولية". ووفقاً للمسؤول نفسه "فإن هناك طريقتين للتعامل معها، فإما الطلب منها كي توائم نفسها وفكرها مع الوضع السوري، أو مقاتلتها لاضعافها أو دفعها لانشقاقات واندماجات جديدة".

المساهمون