الأردن... الصورة وتعديلها

الأردن... الصورة وتعديلها

24 نوفمبر 2016
لا يتوقع الأردنيون الكثير من البرلمان (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
حمل مجلس النواب الأردني الثامن عشر، بعد انتخابه في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، كما حملت مجالس نيابية سبقته، مسؤولية العمل على تعديل الصورة السلبية التي استقرت في أذهان المواطنين عن المجالس النيابية. وليس من التعجل في شيء الحكم بأن المجلس عاجز عن الاضطلاع بالمسؤولية الكبيرة، وليس من المبالغة القول إن الأمل الذي عُلّق على المجلس الجديد استحال كابوساً سيراكم في الصورة السلبية التي يحملها المواطنون عن المجالس النيابية، التي لم يفشل أعضاؤها فقط في الدفاع عن حقوق المواطنين فحسب، بل تواطئوا مع الحكومات المتعاقبة باتجاه الإضرار بحقوق المواطنين وسلبهم فرص العيش الكريمة.

تعديل الصورة السلبية يستوجب بالضرورة أن يقدم المجلس الجديد نموذجاً استثنائياً بأدائه، وأن ينحازَ عميقاً لمصالح الشعب ويعبّر عن إرادته، ومن قبل ذلك ينحاز لدوره الحقيقي في التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية، لا أن يواصل دور المتسول على عتباتها لتحصيل حفنة من المطالب الخدمية يسترضي بها قواعده الانتخابية، ويدفع مقابلها أن يتحول معولاً يضرب في أساسات السلطة التشريعية.

الأردنيون يؤمنون بالمثل القائل "المكتوب مُبَيَّن من عنوانه"، لذلك فإنهم باتوا موقنين بعد أول ظهور أدائي لمجلس النواب خلال مناقشات الثقة ببيان حكومة رئيس الوزراء هاني الملقي، بأن لا أمل في مجلس النواب الثامن عشر، أسوة بالمجالس التي سبقته، من دون أن يقلل ذلك من قيمة أعضاء بالمجلس، حتى من أولئك الذين قدموا أداءً متميزاً وهم يخوضون تجربتهم النيابية الأولى.

تبدل مزاج المنصة تحت القبة بتدبل الواقفين عليها من النواب للرد على بيان الثقة المقدم من الحكومة، أحياناً كانت المنصة مشوشة تائهة لا تمتلك بوصله، وأحياناً أخرى كانت جسراً لعبور رسائل الغزل بالحكومة، ومرات كثيرة تحولت منبراً لخطيب ما، وأحياناً مسرحاً لفقرة كوميدية أثارت موجة من الضحك، ونادراً ما استعادت مكانتها السياسية. استحالة تعديل المجلس الحالي للصورة السلبية عن المجالس النيابية، وثقته صورة التقطتها عدسات كاميرات المصورين للرسائل المتبادلة تحت القبة، والتي تكشف انشغال النواب بتبادل النكات واختيارات الطبخ، وغيرها من الأمور المخجلة.

المساهمون