معركة تكريت .. خلاف بين فصائل "الحشد الشعبي"

معركة تكريت .. خلاف بين فصائل "الحشد الشعبي"

24 مارس 2015
الفهداوي: المواجهة المسلحة بين المليشيات أمر غير مستبعد (الأناضول)
+ الخط -
لم يدم اتفاق المليشيات المسلحة المنضوية تحت ما يعرف بهيئة "الحشد الشعبي"، والمساندة لجهود القوات العراقية النظامية في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، طويلاً، حيث رفض بعض قادة المليشيات المتواجدة في تكريت دخول مليشيا "سرايا السلام"، التابعة للتيار الصدري مجدّداً ضمن "الحشد" بعد أن رفع زعيم التيار، مقتدى الصدر التجميد عنها.
وقال مصدر قريب من "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الصدر بعث قوة من سرايا السلام إلى ساحة المعركة بتكريت، بعد أن رفع التجميد عنها، الأمر الذي أوجد اختلافاً كبيراً بين مكونات الحشد الشعبي"، موضحاً أنّ "بعض قادة الفصائل المكونة للحشد رفضوا رفضاً قاطعاً دخول سرايا السلام، وهدّدوا بالانسحاب في حال فرض عليهم ذلك".
وأشار إلى أنّ "الاختلاف حال دون دخول سرايا السلام ساحة المعركة حتى الآن، وهي بانتظار إصدار أمر من زعيمها إما بالانسحاب، أو دخول المعركة"، مضيفاً أنّه "في حال أمر الصدر بدخولها المعركة فإنّ ذلك قد يتسبب بصدامات بينها وبين بعض الفصائل الرافضة لذلك، الأمر الذي قد يؤثر على سير المعركة، والتي قد تفتح ثغرة كبيرة قد يستغلها داعش".
من جهته، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة، إبراهيم الفهداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فصائل الحشد الشعبي هي فصائل غير منضبطة، بل هي فصائل متناحرة فيما بينها وإن كان قد جمعها هدف واحد من خلال فتوى المرجعيّة، لكن هناك أهدافاً أخرى فرعيّة مختلفة من فصيل لآخر ومتعارضة، ويسعى كل فصيل لتحقيقها مهما كانت النتائج".
وأوضح الفهداوي، أنّ "هذه الأهداف تجعل من الاختلاف بين فصائل الحشد أمراً واقعاً لا محالة"، مستدركاً بالقول "لكن يبقى هنا هل يتطور الخلاف إلى مواجهات مسلحة بين الفصائل، أم لا؟".
وأكد أنّ "المواجهة المسلحة بين الفصائل أمر غير مستبعد في أيّ وقت"، لافتاً إلى أنّ "الفصائل والجماعات المسلحة تبقى في أي مجتمع وأي مكان غير منضبطة، وأنّ الاعتماد عليها في أيّ معركة ستكون له نتائج سلبية على ساحة المعركة وتداعيات أخطر فيما بعد المعركة، وهذا أمر يجب الانتباه له من قبل الحكومة العراقيّة، التي أهملت هذا الجانب وتغاضت عنه بشكل ينذر بخطر محدق".
وتضم مليشيا "الحشد الشعبي" عشرات الفصائل التابعة لمليشيات شيعية يرتبط أغلبها بإيران، وجمعت تلك الفصائل فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني، الذي دعا إلى "الجهاد الكفائي" ضد تنظيم "داعش" الذي اجتاح مساحات واسعة من العراق في يونيو/حزيران 2014.

اقرأ أيضاً: العراق: مليشيات مسلحة تهدد قادة الجيش بالقتل