مصر تحذر "حماس" و"الجهاد" من الرد على اغتيال سليماني

"الوسيط المصري" يحذر "حماس" و"الجهاد" من المشاركة في الرد على اغتيال سليماني

04 يناير 2020
الاحتلال الإسرائيلي يتوجّس من رد إيراني (Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية خاصة أنّ مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة نقلوا تحذيراً شديد اللهجة لحركتي المقاومة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من الجانب الإسرائيلي، يؤكد خطورة المشاركة ضمن أي خطط إيرانية في الرد على اغتيال الولايات المتحدة الأميركية لقائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، السبت، إنّ المسؤولين في تل أبيب أبلغوا الجانب المصري بحكم دوره في الوساطة بنقل رسالة تحذيرية للحركتين، تحثهما على عدم القيام بأي أعمال أو إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ضمن خطط إيرانية تشمل الاعتماد على حلفاء لطهران في الرد على اغتيال سليماني في بغداد، فجر الجمعة الماضي، في عملية أميركية نفذتها طائرة مسيرة، أسفرت أيضاً عن مقتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس مليشيا "الحشد الشعبي" بالعراق.
وبحسب المصادر، فإنّ "دوائر أمنية إسرائيلية أبلغت المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري بتكهنات عن تحركات تقوم بها حركة الجهاد في القطاع، للرد على عملية اغتيال سليماني، وهو ما من شأنه أن يفجر الوضع بالكامل، في ظل مساعٍ حثيثة تقوم بها القاهرة للتوصل إلى تهدئة تتمتع بقدر من الاستمرارية".
وأوضحت المصادر، وفقاً للتحذيرات الإسرائيلية التي أبلغتها تل أبيب للقاهرة وطلبت نقلها للفصائل الفلسطينية، أنّ "المواجهة العسكرية الواسعة والانفجار الذي يسعى الجميع لتأجيله في غزة سيكون أقرب ما يمكن حال أقدمت فصائل من غزة على تنفيذ أي رغبات إيرانية انطلاقاً من القطاع".
وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد" قد قامتا بنعي سليماني، وقدّمتا التعازي للشعب العراقي والمسؤولين في إيران.
ونددت "حماس"، في بيان، بما وصفته "العربدة والجرائم الأميركية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة خدمة للعدو الصهيوني المجرم".
وحمّلت "الولايات المتحدة الأميركية "المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية"، مشددةً على أنّ "السلوك الأميركي العدواني يؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها".
وأشارت إلى أنّ "سليماني أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين"، مؤكدةً أنه لعب دوراً بارزاً بدعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات.
كذلك نعى قيادي بارز في كتائب "القسام" سليماني، قائلاً إنّ "محور المقاومة خسر قائداً شجاعاً سكنت فلسطين قلبه ووجدانه".
وبدورها، أكدت "الجهاد الإسلامي" أن سليماني "استهدفته يد العدوان الأميركي-الصهيوني وهو في خطوط المواجهة".
وقالت الحركة، في بيان، إن "الأمة ترفع رايتها في مواجهة هذا العدوان، معلنةً ألّا انكسار ولا تراجع في مسيرتها نحو التحرير"، وتابعت: "نؤكد أننا سنسير معاً في مواجهة هذا العدوان".

وكان موقع "وللا" الإسرائيلي قد ذكر، الليلة الماضية، أنّ المخابرات المصرية نقلت تحذيرات من إسرائيل لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" من مغبة الرد على اغتيال سليماني.
ولفت المراسل العسكري للموقع أمير بوحبوط إلى أنّ الجيش الإسرائيلي قام بأخذ احتياطات عسكرية في محيط قطاع غزة، تحسّباً لأي عمليات يمكن أن تقدم عليها الفصائل الفلسطينية في القطاع رداً على اغتيال سليماني.
وأشار إلى أنّ الافتراض السائد في تل أبيب أنّ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" يمكن أن تقوما بالرد على اغتيال سليماني على اعتبار أنهما تحصلان على دعم عسكري إيراني.

المساهمون