توافق بين صالح وعبد المهدي على تسوية قضية كركوك

توافق بين صالح وعبد المهدي على تسوية قضية كركوك

26 أكتوبر 2018
التوصل لخطة عمل مشتركة من مراحل (علي حيدر/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر عراقية سياسية في بغداد وكركوك، اليوم الجمعة، عن توافق مبدئي بين رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي، حول ملف كركوك، يهدف لإيجاد تسوية داخل المحافظة التي يتنازع السيطرة عليها منذ الاحتلال الأميركي للبلاد كل من أربيل وبغداد. 

ووفقا لمصادر سياسية في بغداد تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الحوارات التي جرت بين عبد المهدي وصالح، والتي سبقت إعلان منح الثقة للحكومة الجديدة، ركزت على قضية كركوك، وجرى التوصل لخطة عمل مشتركة من عدة مراحل لتسوية الأزمة في المحافظة النفطية الواقعة على بعد 250 كم شمالي بغداد، ويسكنها خليط عربي تركماني كردي. 

وقال مسؤول بتحالف البناء (معسكر نوري المالكي ـ هادي العامري) المقرب من إيران، لـ"العربي الجديد"، إن أولى الخطوات المشتركة بين الجانبين هي "تشكيل لجان خاصة مشتركة، ستعمل على إعداد دراسة مستفيضة لملف المحافظة، وأههم عقبات التوافق بشأنها"، مبينا أنّ "الجانبين سيتحركان وفقا للتقارير التي سيتم إعدادها من قبل تلك اللجان التي ستباشر عملها في غضون الأيام المقبلة".

وأكد أنّ "تعاون وتوافق صالح وعبد المهدي يعد مرحلة جديدة ورؤية جديدة مشتركة لحل قضية كركوك، التي لم تتوافق عليها الجهات السياسية خلال الحكومات السابقة".

ويؤكد مسؤولون عن محافظة كركوك تفاؤلهم بحل لأزمات المحافظة، في ظل التوافق بين صالح وعبد المهدي. 

وقال القيادي التركماني عن كركوك حمد البياتي، لـ"العربي الجديد": "لقد أجرينا نقاشات مع المسؤولين في الحكومة حول رؤيتنا للمرحلة المقبلة حول مستقبل محافظة كركوك"، مبينا أنّ "وفودنا عقدت لقاءات مع صالح ومع عبد المهدي، وبحثنا هذا الملف الحساس، وأنّ الحل يجب أن يكون حلا داخليا بين مكونات المحافظة، وأن تجلس على طاولة الحوار المشترك حتى يتم التوصل إلى حلول بالشكل الذي يرضي جميع مكونات المحافظة وضمان حقوق الجميع".

وأكد البياتي: "تلمسنا توجها إيجابيا من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لحل أزمات كركوك، ومتفائلون بالحل".

وأجريت لقاءات بين قيادات عربية وكردية وتركمانية، في ظل متابعة رئيسي الجمهورية والحكومة. 

وقال القيادي عن المكون العربي، أحمد العبيدي، لـ"العربي الجديد": "هناك تفاهمات مبدئية جرت بين أطراف المحافظة، كعرب وكرد وتركمان، وستتم دراسة الحلول المطلوبة لأجل حل أزمة إدارة كركوك".

وأكد العبيدي أنّ "الجميع متفقون على عدم إمكانية استمرار وضع إدارة المحافظة بالوكالة، وبقاء مجلس المحافظة معطلا"، مبينا "ننتظر تحركات رئيس الجمهورية والوزراء، وسنتعاون معهم لإيجاد الحلول اللازمة لكركوك".

يشار إلى أنّ كركوك ذات الخليط السكاني تعيش وضعا سياسيا مرتبكا، وأنّ كل أطرافها (العربية والكردية والتركمانية) تريد أن يكون لها الدور بإدارة المحافظة، وسط مخاوف من الصفقات والمساومات السياسية بشأنها.