إيران وروسيا تبدآن ببناء المفاعلين النوويين الجديدين في بوشهر

إيران وروسيا تبدآن ببناء المفاعلين النوويين الجديدين في بوشهر

10 سبتمبر 2016
المشروع بكلفة عشرة مليارات دولار وينتج ألفي ميغاواط(Getty)
+ الخط -



بدأت إيران وروسيا، اليوم السبت، المرحلة الثانية من عمليات بناء مفاعل بوشهر النووي، إذ ستشمل هذه المرحلة تجهيز مفاعلين أو وحدتين نووييتين جديتين ستبنيان إلى جانب المفاعل الأول الواقع جنوبي البلاد، وهو المشروع الذي اتفق عليه الطرفان في وقت سابق، وتقدر قيمته بعشرة مليارات دولار، لإنتاج ما يزيد عن ألفي ميغاواط من الطاقة سنوياً.

وقال رئيس هيئة "الطاقة الذرية الإيرانية"، علي أكبر صالحي، إنّ "هذا المشروع الذي سينتهي بعد عشر سنوات جزء من مشاريع التعاون النووي المتعددة والاستراتيجية بين طهران وموسكو"، معتبراً أنّ "ما حصل اليوم هو خطوة أولى نحو تعاون عملي أكبر، وإيران ستستمر بتطوير صناعاتها النووية والتعاون مع الآخرين، للحصول على الوقود وإنتاج النظائر المشعة الثابتة".

ولفت صالحي، في مؤتمر صحافي، إلى أنّ "هذا التعاون الثنائي لا يتعارض والمواثيق الدولية، ولا يناقض معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية"، مؤكداً على "سلمية برنامج إيران النووي الذي لا يجب أن يكون مصدر قلق لأي طرف". وتوجه صالحي بكلامه لدول الخليج الواقعة جنوبي إيران والقريبة من مفاعل بوشهر، وأبدى جهوزية بلاده للتعاون معها بهدف تشكيل لجنة تعاون علمي ونووي مشتركة، للاستفادة من خبرات المهندسين النوويين الإيرانيين بغية التأكد من معايير السلامة والأمان النووي.

من جهته، قال رئيس شركة "روس أتم" المشرفة على المشروع، سيرغي كرينكو، إنّ "بناء المفاعلين الجديدين سيكون ضمن معايير السلامة الدولية ووفق أحدث التقنيات، إذ ستتم مراعاة كل الأسس والقواعد الضرورية لتفادي ما وقع في مفاعل فوكوشيما باليابان"، مضيفاً أنّ "حصة الشركاء الإيرانيين ستكون خلال هذه المرحلة أعلى من المرحلة السابقة، التي تم خلالها تدشين مفاعل بوشهر الرئيس والذي تسلمته طهران في وقت سابق".

وأكّد كرينكو، في المؤتمر نفسه، أنّ "موسكو وشركة روس أتم ستلتزمان باتفاق بناء الوحدتين الجديدتين طيلة السنوات العشر القادمة"، لافتاً إلى أنّه "تم الاتفاق مع إيران كذلك على تبادل الخبرات والمهندسين بالإضافة للتقنيات والتكنولوجيا بهدف تطوير التعاون النووي بين البلدين".

كما شارك في مراسم البدء بعمليات البناء، نائب الرئيس الإيراني، اسحاق جهانغيري، والذي اعتبر أنّ بناء المفاعلين الجديدين مكسب ونتيجة من نتائج الاتفاق النووي الذي توصلت إليه بلاده مع السداسية الدولية العام الماضي، قائلاً إنّ "بناء إيران لمفاعلاتها النووية في أعوام سابقة كان يفهم بشكل خاطئ ويستخدم كوسيلة لتوجيه أصابع الاتهام لطهران، لكن بلاده اليوم اتفقت مع روسيا وهي أحد أطراف السداسية على استكمال تطوير المفاعلات"، مشيراً إلى أنّ "استمرار تطبيق الاتفاق بشكل صحيح يعتمد على سياسات الأطراف الأخرى والتزامها ببنوده"، مؤكّداً أنّ "طهران من طرفها ستلتزم بما عليها، ولن تنقض الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية".

وفي هذا السياق، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الدوري حول اتفاق طهران النووي، وعلّق عليه ممثل البلاد في الوكالة، رضا نجفي، قائلاً إنّه "لم يأت بجديد يذكر لكنه يؤكد التزام إيران بواجباتها في الاتفاق، وأن مراقبي الوكالة يشرفون بشكل دائم على آليات تطبيق الاتفاق"، معرباً عن أنّ "اجتماع حكام الوكالة القادم سيعقد بفيينا في 19 سبتمبر/أيلول، وسيستمر لخمسة أيام"، وفق وكالة "مهر" الإيرانية.