"حزب الله" يستولي على آلاف الدونمات في ريف دمشق

"حزب الله" يستولي على آلاف الدونمات في ريف دمشق

16 يونيو 2020
تهدف هذه الخطوة إلى ترسيخ وجود الحزب (فرانس برس)
+ الخط -
أكدت مصادر محلية أن "حزب الله" اللبناني وضع يده على آلاف الدونمات داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود المشتركة بين لبنان وسورية، في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق الشمالي الغربي.

وتهدف هذه الخطوة إلى ترسيخ وجود "حزب الله" في هذه المنطقة التي أنشأ فيها منذ عام 2017 عدة قواعد ونقاط تمركز عسكرية، في سياق محاولته تشكيل "منطقة آمنة" له على طول الحدود السورية اللبنانية في ريفي دمشق وحمص.

وأوضحت المصادر لـ "العربي الجديد" أن "حزب الله اللبناني بدأ في السابع من الشهر الجاري رفع سواتر ترابية ابتداء من جرود بلدة عسال الورد في القلمون الغربي القريبة من الحدود السورية اللبنانية، باتجاه مناطق: بركة الرز، وعقبة التوت، ووادي عريبين، وتل فطايا، والمنطار، ورأس العين، وصولا إلى منطقة جب مرهج".

وبيّنت المصادر التي فضلت عدم كشف هويتها، أن "الحزب استولى بذلك على مساحات هائلة من الأراضي التي يملكها أهالي بلدة عسال الورد بأوراق رسمية مسجلة في دوائر الملكية في محافظة ريف دمشق".

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المساحة المقدرة التي استولى عليها "حزب الله" تربو على 15 ألف دونم مزروعة بالتفاح والكرز، موضحة أن "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد تساعد "حزب الله" في رفع السواتر الترابية.

ونفت المصادر أن تكون هذه الأراضي تابعة للدولة اللبنانية، مشيرة إلى أن "حزب الله" رفع العلم اللبناني على الساتر الترابي، مضيفة: "راجع الأهالي شخصيات من المنطقة في أجهزة النظام الأمنية، ولكن هذه الشخصيات لم تستطع فعل شيء".

وأشارت إلى أن "حزب الله" سمح للأهالي بالدخول إلى هذه الأراضي لقطف موسم التفاح والكرز، موضحة أن قياديين في الحزب قالوا للأهالي في المنطقة إنه آخر موسم لكم من هذه الأراضي، مضيفة أن "بعض العائلات من بلدة عسال الورد ومحيطها، خسرت بذلك كل الأراضي التي كانت تملكها وتعيش على مواسمها".

ومنذ تدخل "حزب الله" عسكريا بشكل علني إلى جانب قوات النظام في نيسان/ إبريل من عام 2013، حوّل منطقة القلمون الغربي في ريفَي دمشق الشمالي والشمالي الغربي إلى منطقة نفوذ له بلا منازع، بعد معارك مع فصائل المعارضة السورية، و"جبهة النصرة"، والتي خرجت من المنطقة باتجاه الشمال السوري في عام 2017 بعد صفقة أجريت بينها وبين الحزب المذكور.

وبدأ الحزب في ذاك العام بإنشاء ما سماها بـ "المنطقة الآمنة" في منطقة القلمون الغربي المحاذية للحدود اللبنانية، حيث يتمتع الحزب بنفوذ كبير في كل مدن وبلدات هذه المنطقة، ومنها يبرود وقارة، وجبعدين، ومعلولا، وحوش عرب، وجرود فليطة، ورنكوس وسهلها.

وكانت أكدت مصادر محلية أواخر العام الفائت، أن "حزب الله" أقام بمساعدة من "الحرس الثوري" الإيراني قاعدة عسكرية له في جرود مدينة رنكوس لتفادي قصف الطيران الإسرائيلي.

وبيّنت المصادر أن "حزب الله" حفر أنفاقا تربط بين الأراضي السورية واللبنانية، كما أقام غرفا وخنادق لعناصره تحت الأرض، محوّلا محيط رنكوس إلى مستودعات أسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن "حزب الله" يحتفظ بنقاط تمركز رئيسية له في منطقة القلمون الغربي في ريف دمشق وخاصة في بلدات فليطة، ولجبة القريبة من عسال الورد، وبخعة، وفي مدينتي قارة ويبرود، وصولا إلى منطقة القصير في ريف حمص الغربي التي تعد هي الأخرى منطقة نفوذ للحزب لقربها من الحدود السورية اللبنانية.