أربع جلسات لمجلس الأمن بشأن الصحراء بعد مباحثات "جنيف2"

أربع جلسات لمجلس الأمن بشأن الصحراء بعد مباحثات "جنيف 2"

05 مارس 2019
تعويل على رئاسة فرنسا وألمانيا مجلس الأمن (أتيلغان أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد أربع جلسات بشأن ملف الصحراء، لمناقشة مستجدات النزاع بين المغرب الداعي إلى إرساء حكم ذاتي موسع في أقاليمه الجنوبية، وجبهة البوليساريو المتمسكة بخيار "تقرير المصير" لما يسمى "الشعب الصحراوي"، وذلك عقب مباحثات "جنيف 2" المرتقبة.

وستعقد الجلسات الأربع بعد جولة ثانية تُعقد في آخر الشهر الجاري بمدينة جنيف السويسرية، من المنتظر أن تجتمع فيها أطراف النزاع الأربعة، أي المغرب والبوليساريو بصفتهما الطرفان الرئيسيان، والجزائر وموريتانيا.

وينتظر أن يدلي المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كوهلر بإحاطة إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص نتائج لقاءاته مع أطراف القضية، فضلا عن "تقرير جامع" لما رصده خلال جلسة المباحثات المرتقبة في جنيف.

وبعد عقد مجلس الأمن لجلسة أولى، ستكون خاصة لمتابعة تقرير الوسيط الأممي بشأن نتائج جولة جنيف الثانية، سيعقد ثلاث جلسات أخرى في شهر إبريل/ نيسان، من أجل تحديد "تصورات واضحة من شأنها أن تساهم في حلحلة نزاع الصحراء"، وذلك تمهيداً لقرار لمجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.

ويعول مجلس الأمن الدولي على رئاسة كل من فرنسا وألمانيا لمجلس الأمن خلال مارس/ آذار وإبريل/ نيسان، من أجل الدفع بمفاوضات الصحراء المتعثرة منذ سنوات، على اعتبار أن فرنسا تعد البلد الأوروبي الأقرب إلى المغرب وحليفه الرئيسي في ملف الصحراء، كما أن ألمانيا التي ينتسب إليها المبعوث الأممي تطمح إلى إنجاح مهامه.

واستعدادا للمائدة المستديرة الثانية المرتقبة في شهر مارس/آذار الحالي بمدينة جنيف السويسرية، التقى المبعوث الأممي إلى الصحراء، مساء الاثنين في برلين، وفدا عن جبهة البوليساريو.

ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع مماثل "غير رسمي" عقده المسؤول الأممي مع وفد مغربي، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، بالعاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي، غير أن المغرب لم يعلن عن الاجتماع.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أفاد الخبير في ملف الصحراء عبد الفتاح الفاتحي، بأن "هذه الاجتماعات تبقى ذات طبيعة تمهيدية للتوافق على جدول أعمال المائدة المستديرة بجنيف، وهي بذلك شبيهة بلقاءات التشاور التي سبق لكوهلر عقدها مع وفود الأطراف المشاركة في مباحثات جنيف الأولى".


وتابع الفاتحي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "هذه اللقاءات التشاورية التمهيدية لمائدة جنيف الثانية لها طابع خاص، حيث يفترض أن تتجاوز مرحلة خلق أجواء الثقة فيما بين أطراف نزاع الصحراء، في أفق الدخول في توافق بشأن رؤية سياسية تدعم إمكانية إيجاد تسوية سياسية لإنهاء نزاع عمر طويلاً".

واستدرك الخبير بأن "واقع الحال يفيد بأن هذه المشاورات هي تحصيل حاصل للمواقف ذاتها الصادرة عن الأطراف، في ظل واقع سياسي ملبد بالكثير من الغيوم في الجزائر، باعتبارها طرفا رئيسيا في القضية، خاصة أن الجزائر ليست اليوم في وضعية الجاهزية للمساهمة بإيجابية في مباحثات جنيف الثانية، وهو ما ينعكس حتما على جبهة البوليساريو".

وتوقع الفاتحي أن مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء كوهلر "لن يجد تطورا منشودا في مواقف الأطراف بخصوص إمكانية التلاقي على رؤى مشتركة لحل النزاع حول الصحراء في مباحثات جنيف الثانية".