ماي تجتمع مع قادة حزب المحافظين: ضغوط الاستقالة حاضرة

ماي تجتمع مع قادة حزب المحافظين: ضغوط الاستقالة حاضرة

16 مايو 2019
كيف ستواجه ماي الضغوطات لاستقالتها؟ (فيكتور شيمانوفيتش/Getty)
+ الخط -
تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اجتماعاً "غير مريح"، مع نواب حزب المحافظين الذين يطالبونها بالاستقالة، في غضون أسابيع.

ويجتمع الأعضاء التنفيذيون للجنة التي تشرف على قيادة الحزب مع ماي، اليوم الخميس.

وقال عضو اللجنة جيفري كليفتون-براون، بحسب ما أوردت "أسوشييتد برس"، إنّ الأعضاء أرادوا أن تضع ماي "جدولاً زمنياً لإثارة قضية القيادة".

ويشعر النواب المؤيدون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالغضب، لأن البلاد لم تغادر بعد ثلاث سنوات تقريباً من تأييد الناخبين لـ"بريكست" في استفتاء. ويتهم كثيرون ماي بالتسبب في هذا المأزق.

وترد ماي بأنّها أبرمت اتفاقاً للخروج مع الاتحاد الأوروبي، لكن البرلمان رفضه ثلاث مرات.

وتعتزم رئيسة الوزراء القيام بمحاولة رابعة، الشهر المقبل، للحصول على دعم النواب لشروط الخروج.

ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية، الثلاثاء، أنّ "رئيسة الوزراء التقت هذا المساء (مساء الثلاثاء) زعيم المعارضة (جيريمي كوربن) في مجلس العموم، لتوضيح عزمنا على اختتام المحادثات وتنفيذ نتيجة الاستفتاء بمغادرة الاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "من الضروري أن نفعل ذلك إذا كان لبريطانيا أن تغادر الاتحاد الأوروبي قبل عطلة البرلمان الصيفية.. لذلك سنطرح مشروع اتفاق الانسحاب (على البرلمان)، في الأسبوع الذي يبدأ في الثالث من يونيو".

وبذلك، تضع ماي موعداً نهائياً جديداً لخطة الانسحاب، وجدولاً زمنياً محتملاً لرحيلها.

وبعد نحو ثلاث سنوات من تصويت بريطانيا لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، بأغلبية 52% مقابل 48%، لم يتوصّل الساسة إلى اتفاق بشأن متى أو كيف أو حتى ما إذا كان هذا الانفصال سيحدث.

وكان من المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد، يوم 29 مارس/ آذار الماضي، لكن ماي لم تتمكّن من الحصول على موافقة البرلمان على اتفاق خروج تفاوضت عليه، لذلك لجأت إلى حزب "العمال" بقيادة جيريمي كوربن طلباً لتأييده.

لكن كوربن، الذي يجري فريقه التفاوضي محادثات مع وزراء الحكومة منذ أكثر من أربعة أسابيع لإيجاد سبيل لكسر الجمود الذي يعتري البرلمان بشأن تلك القضية، أثار الشكوك بشأن ما إذا كان حزبه قد يساند اتفاق الانسحاب.

وقال المتحدث باسمه: "أثار بشكل خاص شكوكاً إزاء مصداقية التزامات الحكومة في أعقاب بيانات من نواب (حزب) المحافظين ووزراء الحكومة الذين يسعون لاستبدال رئيسة الوزراء".

وباستئنافها العملية بغية الحصول على موافقة برلمانية على الاتفاق الذي توصّلت إليه مع الاتحاد في نوفمبر/ تشرين الثاني، تحاول ماي أيضاً أن تعطي إشارة لحزبها بأنّها ستفي بتعهدها التنحي كزعيمة إذا جرى إقرار الاتفاق.

غير أنّ ماي واجهت ضغوطاً من داخل حزبها، للتخلّي عن محاولة للتوصّل إلى تسوية مع حزب "العمال" بشأن الخروج.

وكتب 13 من زملاء ماي في مجلس الوزراء، بالإضافة إلى غراهام برادي رئيس لجنة 1922 للنواب "المحافظين"، رسالة إلى ماي، يوم الثلاثاء، يطالبونها بعدم الموافقة على مطالب حزب "العمال" بشأن اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد الخروج منه.


وقالوا في الرسالة: "من المحتمل أنك خسرتِ فئة الوسط المخلصة في حزب المحافظين، وتسبّبتِ في تقسيم الحزب بدون مقابل على الأرجح... لذلك ندعوك لإعادة النظر".

وتعهدت ماي بالاستقالة بعد إقرار اتفاق "بريكست" في البرلمان. لكن الدعوات إلى رحيلها قبل ذلك تصاعدت بعد الانتخابات المحلية، في 2 مايو/ أيار.

وخسر الحزب المحافظ مجالس محلّية عديدة، وأكثر من ألف مقعد في هذه الانتخابات التي عاقب البريطانيون فيها حزب رئيسة الوزراء على المأزق الذي وصلت إليه عملية "بريكست".

ويتصدر وزير الخارجية السابق بوريس جونسون توقعات المراهنين ليكون الزعيم المقبل للمحافظين، وليتولى تالياً رئاسة الحكومة، متقدّماً على الوزير السابق لـ"بريكست" دومينيك راب، ووزير البيئة مايكل غوف، ووزير الخارجية جيريمي هنت.