"ذا إندبندنت" تطرح عريضة ضدّ زيارة بن سلمان لبريطانيا

"ذا إندبندنت" تطرح عريضة ضدّ زيارة بن سلمان لبريطانيا

06 فبراير 2018
من المتوقع أن يستقبل بن سلمان بالتظاهرات المنددة (تويتر)
+ الخط -
تتواصل الانتقادات في أوساط الرأي العام البريطاني قبيل الزيارة الرسمية التي من المقرر أن يجريها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى المملكة المتّحدة في مارس/آذار المقبل، إذ تكتب صحيفة "ذا إندبندنت"، في هذا الصدد، ضمن "مانشيت" عريض، أنه "فيما ستفرش رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، السجاد الأحمر لاستقبال بن سلمان، فإن الرأي العام البريطاني لن ينظر بعين الرضى لاستقباله بلندن".

وتزيد الصحيفة على ذلك، في مقال رأي لمعلّقها أندرو سميث، أن "بن سلمان ربّما يكون قد أقنع ماي ووزراءها أنه مجدِّد، وأنه قوة دفع من أجل الحرية، غير أن الجمهور البريطاني لم ينخدع بتلك السهولة".

وبينما أبلغت شرطة العاصمة بعض ناشطي الحملات أن بن سلمان سيصل لندن في السابع من مارس/آذار المقبل، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام؛ تعقّب الصحيفة أنّ الأخير "لن يُستقبل من قبل الموظفين المدنيين والسياسيين فحسب؛ بل من المتظاهرين أيضًا".

ويكتب معلّق الصحيفة، منتقدًا شعار "التحديث" الذي يروّج له بن سلمان، والصورة الليبرالية التي يكابد لتسويقها عن نفسه، أنّه وراء كلّ ذلك "كان ثمّة تغيير طفيف جدًا"، مردفًا: "قد يكون الأمير السعودي شخصية علاقات عامّة ودودة بالنسبة لواحد من أكثر الأنظمة استبدادًا في العالم؛ لكنه كان المهندس الرئيس لضرب اليمن الذي دام ثلاث سنوات".

وبالإشارة إلى الكارثة الإنسانية التي خلّفتها الحرب في اليمن، والتي تصنّفها الأمم المتّحدة على أنّها الأسوأ في العالم، يذكّر معلّق الصحيفة أن "استجابة تيريزا ماي ووزرائها لم تكن في اتّجاه إدانة القصف، والدعوة إلى وقف لإطلاق النار الذي تحتاجه البلاد، بل على العكس من ذلك؛ ظلّت الحكومة البريطانية تدعم القصف منذ اليوم الأول وتسلّحه".


وبلغة الأرقام، تفصّل الصحيفة أنه منذ بدء القصف، عام 2015، رخّصت بريطانيا  توريد ما قيمته 4.6 مليارات جنيه إسترليني من الطائرات المقاتلة والقنابل إلى الجيش السعودي. وتشمل تلك المبيعات مقاتلات "تايفون"، التي دخلت حيّز الحرب في اليمن، وقنابل "بافواي 4"، التي كان محققون من "هيومن رايتس ووتش" ربطوها بهجمات على بنى تحتية مدنية.

ورغم كلّ ذلك، تشير الصحيفة إلى أن ملفّ مبيعات الأسلحة سيكون، ولا شكّ، على جدول الأعمال خلال زيارة بن سلمان الشهر المقبل، إذ تعمل الحكومة البريطانية، حاليًا، مع شركة "بي إيه إي سيستمز" لبيع المزيد من الطائرات العسكرية.

وتنوّه الصحيفة، كذلك، إلى أن "ضراوة" وليّ العهد السعودي لم تكن حاضرة في اليمن فحسب، بل في الرياض أيضًا، حيث أشرف على "واحدة من أوسع حملات القمع في السنوات الأخيرة"، وفق وصف الصحيفة، في إشارة إلى الاعتقالات التي شملت مختلف شرائح المجتمع، من الأمراء والسياسيين حتى الموظفين الحكوميين والشعراء ورجال الدين.

ووفق تقدير الصحيفة، فإن "الزيارة لن تقدّم دعمًا للعلاقات العسكرية بين بريطانيا والدكتاتورية السعودية؛ بل ستقدّم أيضًا انقلابًا دعائيًا كبيرًا للنظام". وتستطرد في هذا السياق، إن "صور ولي العهد السعودي على عتبات داوننغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) ستبث عبر أنحاء العالم، وسوف يُنظر إليها باعتبارها تأييدًا هامًا وغير نزيه. ذلك من شأنه أيضًا أن يبعث رسالة إلى ناشطي حقوق الإنسان في السعودية بأن حقوقهم غير مهمّة".


واستنادًا إلى استطلاعات الرأي المتوالية، والتي تظهر رفضًا متناميًا لدى الشارع البريطاني إزاء بيع الأسلحة للسعودية، تنشر الصحيفة للجمهور البريطاني عريضة لجمع التوقيعات ضد زيارة بن سلمان، وتكتب: "في الشهر القادم، سيحتلّ المتظاهرون الشوارع ويرسلون الرسالة بصوت عال وواضح، أن تلك الزيارة لا تمثلنا وأن ولي العهد السعودي غير مرحّب به".

 

المساهمون