الاحتلال يحول فرح شقيقة الشهيد عريقات إلى مأتم

الاحتلال يحول فرح شقيقة الشهيد عريقات إلى مأتم

23 يونيو 2020
جنود الاحتلال تركوا عريقات ينزف حتى الموت (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تكن تعلم عائلة عريقات الفلسطينية التي تقطن في بلدة أبو ديس، جنوب شرقي القدس المحتلة وسط الضفة لغربية، أن نجلها أحمد مصطفى عريقات (26 عاماً) سيصبح شهيداً في يوم زفاف شقيقته.
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون على حاجز الكونتينر العسكري المقام شمال مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، عصر اليوم السبت، الرصاص باتجاهه، حينما كان يقود مركبته باتجاه مدينة بيت لحم لشراء حاجيات ضرورية لزفاف شقيقته، الذي كان مقرراً اليوم، محولين الفرح إلى مأتم.

الشهيد عريقات، كما يروي محمود عريقات وهو أحد أبناء عمومة الشهيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، كان في طريقه إلى مدينة بيت لحم لشراء بعض الحاجيات الضرورية لزفاف إحدى شقيقاته، والذي كان مقرراً اليوم، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب، وتحوّل الفرح إلى حزن ومأتم.

ويقول محمود عريقات: "لا أعلم تفاصيل ما جرى مع أحمد وملابساته على حاجز الكونتينر العسكري، الذي يفصل القدس عن بيت لحم من حدها الجنوبي الشرقي، غير أن جنود الاحتلال بادروا الشهيد برصاصهم الكثيف وتركوه على الأرض لساعات ينزف، قبل أن تفيض روحه إلى بارئها".

والشهيد عريقات، كما يقول قريبه، "كان من المقرر هو الآخر أن يحتفل بزفافه في السابع عشر من يوليو/ تموز القادم، لقد ترك خلفه خطيبته، إضافة إلى الحزن المحفور في قلوب والديه وشقيقته التي لن تحتفل بزفافها الذي كان مقرراً اليوم، علاوة على حزن شقيقيه وأحدهما يكبره سناً ويقيم في الخارج، والثاني أصغر منه".

ما حدث على الحاجز العسكري -كما يقول محمود- ليس معلوماً، وليست واضحة ملابساته، في حين ادعى جنود الاحتلال أن الشهيد حاول دهس جنوده على الحاجز، بعد أن اصطدمت السيارة التي يقودها بمكعب إسمنتي يقف بالقرب منه الجنود.

ويشير محمود عريقات إلى أنه ربما كان الشهيد يقود سيارته مسرعاً وفقد السيطرة على سيارته، أو ربما يكون خلل حدث في أحد إطاراتها تسبب في الحادث، وأدى إلى نهايته المأساوية.

جنود الاحتلال، الذين تبجحوا متفاخرين بإعدام الشهيد، أبلغوا والد الشهيد بأنهم "ربوا ولده"، بعد أن حاول دهس مجندة كانت تقف على الحاجز، لكن حين سأل الوالد عن الفيديو الذي يصور الحادث قالوا له ستراه مساء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". 
ونقل جنود الاحتلال جثمان الشهيد بعد ساعات من تركه ينزف على الأرض إلى معهد الطب الشرعي الإسرائيلي في أبو كبير، بعد أن رفضوا تسليم الجثمان لعائلته.

وازدحم منزل عائلة الشهيد في بلدة أبو ديس، منذ توارد الأنباء عن استشهاد أحمد، بمئات من المعزين ومن أهالي البلدة، في حين كان من الصعب على والد الشهيد أن يروي تفاصيل جريمة مروعة راح ضحيتها نجله الذي أعدم بدم بارد، بينما القتلة يتفاخرون بجريمتهم أمام والده ليقولوا له: "لقد ربيناه!".

وفي بلدة أبو ديس، ثار الأهالي غاضبين على استشهاد أحمد عقب الإعلان عن استشهاده، واندلعت مواجهات، مساء اليوم، بين الشبان وقوات الاحتلال، أُصيب فيها شبان عديدون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، فيما أعلنت القوى الوطنية في بلدة أبو ديس الإضراب الشامل يوم غد الأربعاء، والحداد العام يومي الخميس والجمعة القادمين، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل الشهيد أحمد عريقات.