الانتقالي الجنوبي يعقد اجتماعاته بعدن: تردّي الخدمات مسؤولية الشرعية

الانتقالي الجنوبي يعقد أول اجتماعاته بعدن: تردّي الخدمات مسؤولية الشرعية

05 يوليو 2017
تحركات الزبيدي تهدد وحدة اليمن (فرانس برس)
+ الخط -

جدد ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، في اليمن، اليوم الأربعاء، التأكيد على هدفه بإقامة دولة جنوبية منفصلة عن شمال البلاد، وحمّل الحكومة الشرعية، المسؤولية عن تردّي الأوضاع الخدمية في محافظات الجنوب، وقال إن "صبر الجنوبيين" على وشك النفاد.


جاء ذلك، في اجتماع عقده اليوم، في مدينة عدن جنوبي البلاد، للمرة الأولى، برئاسة رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، والذي عاد مؤخراً من العاصمة الإماراتية أبوظبي، في ظل وضع متوتر تعيشه مدينة عدن، بين أنصار "المجلس الجنوبي" المدعوم إماراتياً، وبين الحكومة الشرعية.

وأكد الزبيدي، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع، تمسّك المجلس بمطلب انفصال الجنوب، وفقاً لما كان سائداً قبل توحيد اليمن عام 1990، حيث أوضح وفقاً لبيان أعقب الاجتماع وحصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، أن "المجلس الانتقالي الجنوبي استحقاق وطني جنوبي يستهدف المضي بشعبنا صوب تحقيق أهداف ثورته ومقاومته المتمثلة في تحقيق الاستقلال، وبناء دولة الجنوب الفيدرالية على كامل الأراضي الجنوبية وفق حدودها المعروفة دولياً".

وفيما كانت الحكومة الشرعية وجهت للزبيدي، منذ أيام، اتهاماً بالولاء لإيران، أعلن الأخير، خلال كلمته في الاجتماع بعدن، أن المجلس الذي يترأسه، متمسك بـ"شراكته" مع "الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالدور الفاعل للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى إنجاز أهداف عاصفة الحزم"، والمتمثلة في "دحر" مليشيات جماعة أنصار الله (الحوثيين) وعلي عبدالله صالح، وكذا "قطع دابر المشاريع التوسعية الإيرانية في الجنوب وفي اليمن".

واستمع المجتمعون إلى تقرير قدمه نائب رئيس المجلس، هاني بن بريك، حول الجولة الخارجية التي قاما بها (الزبيدي وبن بريك)، وشملت السعودية والإمارات ومصر، وأشار التقرير إلى أن "الزيارات واللقاءات حققت نتائج مثمرة في سياق تعزيز دور المجلس بصفته قيادة سياسية تعمل على إنقاذ إرادة شعب الجنوب".

وشهدت الأيام الماضية، تصعيداً غير مسبوق بين الحكومة الشرعية وبين أنصار "المجلس الانتقالي"، الذي تأسس في الـ11 من مايو/الماضي، ويتبنى انفصال "الجنوب"، حيث أقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يوم الخميس الماضي، ثلاثة محافظين من أعضاء المجلس، وأعلن الأخير رفضه للقرارات.

وفي سياق الأزمة مع الحكومة، قال المجلس، إنه ناقش في اجتماعه اليوم، "الأوضاع المتردية خدماتياً في معظم محافظات الجنوب"، مضيفاً أن هيئة رئاسة المجلس، تحمّل "حكومة الشرعية المسؤولية كاملة عن كافة صنوف الحرمان والمعاناة ومواصلة عقابها الجماعي لشعب الجنوب"، وأنها تدعو "الأشقاء في دول التحالف العربي إلى الضغط على الحكومة للقيام بمسؤولياتها كاملة وإيقاف عبثها بحياة مواطني الجنوب".

وفيما بدا تهديداً بالتصعيد، قالت هيئة رئاسة المجلس إنها تؤكد أن "صبر الجنوبيين على وشك النفاد، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ذلك العبث الممنهج والإمعان في تعذيب أبناء الجنوب"، على حد تعبيره.

ومن المقرر أن تشهد عدن، يوم الجمعة القادم، تظاهرة جماهيرية لأنصار "المجلس الجنوبي"، فيما شددت هيئة رئاسة المجلس، وفقاً للبيان الصادر، على أن تكون ما أسمتها "مليونية رفض نهج الاحتلال تعبيراً عن التفاف أبناء الجنوب حول هدفهم الاستراتيجي"، ودعت "إلى نبذ كل أشكال التعصب السياسي والمناطقي وتعزيز وحدة الصف الجنوبي".

إلى ذلك، أعلن المجلس أنه أقر مواصلة الاجتماعات "حتى الانتهاء من إقرار مشاريع وثائق المجلس وإقرار آليات استكمال هيئاته وفروعه في كافة محافظات الجنوب". وأشار إلى أنه يسعى إلى "استيعاب كافة الأطياف السياسية والفكرية والاجتماعية الجنوبية في هيئات المجلس".

وكان الزبيدي ونائبه في المجلس، هاني بن بريك، غادرا عدن، في اليوم التالي لتأسيس المجلس، وتحديداً في الـ12 من مايو/أيار الماضي، في جولة خارجية شملت الرياض وأبوظبي والقاهرة، وعادا إلى عدن منذ يومين، وعلى إثر عودتهما، وصف رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، الوضع في عدن بـ"الحرج وربما المتفجر"، محذراً من أن الصراع على النفوذ في المدينة يتجه "نحو الذروة".