قوات عراقية تستنفر تحسباً لحسم معركة آخر جيوب "داعش"

قوات عراقية تستنفر تحسباً لحسم معركة آخر جيوب "داعش" في الباغوز

21 فبراير 2019
المدنيون الأبرياء يدفعون الثمن (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

علم "العربي الجديد"، نقلا عن مصادر عسكرية في بغداد بأن وحدات قتالية خاصة من الجيش ترافقها فرق من الاستخبارات وصلت إلى الحدود العراقية-السورية من محور القائم ـ البوكمال واندمجت ضمن قيادة "عمليات البادية والجزيرة"، تحسبا لأي عمليات تسلل أو اختراق لمسلحي تنظيم "داعش"، مؤكدة في الوقت نفسه استلام العراق عددا غير قليل من المعتقلين العراقيين لدى مليشيات "قسد"، تقول إنهم من أعضاء "داعش"، تتراوح أعمارهم بين 17 و65 عاما ولا يملكون أي هويات أو وثائق ثبوتية تؤكد أنهم عراقيون سوى لهجتهم.


وأبلغ جنرال عراقي في الجيش "العربي الجديد"، بوصول وحدات إضافية إلى الحدود تضمن قوات النخبة بالجيش العراقي، ترافقها فرق استخبارات عسكرية وممثلون عن جهاز المخابرات و"ذلك لمتابعة مجريات الساعات الأخيرة من عمر مشروع الخلافة المزعوم"، وفقا لقوله.
وأكد أن الجانب العراقي تسلم أشخاصا قال مسؤولون في مليشيات "قسد"، بينهم قيادي يدعى كامران سوراني، أنهم من "داعش" و"لا يملكون وثائق ولا أي مستند يؤكد أنهم عراقيون وغالبيتهم بوضع سيئ من ناحية صحية"، مستدركا: "لكنهم يتحدثون باللهجة العراقية ويدلون بمعلومات عن مكان سكنهم وعشائرهم والتحقيق مستمر معهم"، لافتا إلى أن القوات العراقية ضبطت فعلا مسلحين من جنسيات غير عراقية أو سورية قرب الحدود كانوا يحاولون التسلل ويجري التحقيق معهم.
وعلى الجانب الآخر، أكد المسؤول ذاته أن المعلومات المتوفرة حول الوضع داخل الشق السوري يؤكد أن الأميركيين يوجدون بكثافة مع "قسد"، ويرتدي بعضهم مثل زي مسلحي المليشيا حاليا في عمليات التمشيط بالباغوز ومحيطها، وهناك شكوك في وجود قيادات مهمة بالتنظيم قررت القتال حتى الموت وعدم الاستسلام، على حد قوله.
في القائم الحدودية مع سورية حيث يسمع بين حين وآخر أصوات القذائف المتساقطة بالجزء السوري، قال عضو مجلس قضاء القائم علي عبيد ريحان لـ"العربي الجديد"، إن الجيش وباقي التشكيلات العسكرية والأمنية العراقية تحكم السيطرة على الأوضاع، مبينا أن "الانتشار الحالي على الحدود لمنع التسلل وكذلك استقبال أي مسلح يرغب في الاستسلام لدينا وليس لقسد أو التحالف الدولي"، على حد قوله.
وأوضح أن "هناك أطباء ومعالجين أيضا تم استنفارهم، فالعوائل العراقية والأطفال ويقدرون بالآلاف سيدخلون عبر القائم وليس كما قيل سابقا من محافظة نينوى".
وأكد أن "ملف الأطفال والنساء إنساني وأخلاقي وسيتم التعامل معهم على هذا الإطار سواء كانوا من عوائل عناصر التنظيم أو من الذين أجبرهم داعش على التنقل معه أو الذين فروا إلى سورية عام 2014 مع سقوط القائم والمدن العراقية الحدودية الأخرى مع سورية هربا من الاشتباكات حينها".
وكشف أن "قسد"، تحاول أن تنقل العائلات الأخرى من غير العراقيين إلى داخل العراق بدعوى أنها تتعرض للضغط وليس لديها إمكانيات استقبال المزيد وفتح مخيمات أخرى، لكن الجانب العراقي يصر على استلام العراقيين فقط، والأمم المتحدة لا وجود لها حاليا في مناطقنا على الأقل.
في الأثناء، قالت مصادر في مجلس محافظة الأنبار إن مخيم السبعة كيلو قرب الرمادي قد يعاد تأهيله بعد إغلاقه منذ مدة إثر عودة النازحين إلى منازلهم في مدنهم المحررة، حيث سيتم نقل الأسر العراقية التي كانت موجودة في الجانب السوري إليه.
من جانبه، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي أن "قسد" تجري مفاوضات لإجلاء المدنيين المحاصرين في الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة تنظيم "داعش" في شرق سورية، بينما سلمت العراق "دفعة" من مقاتلي تنظيم "داعش".
وفي تصريحات لوكالة "فرانس برس" اليوم، قال المتحدث باسم التحالف الدولي، شون راين، إن قوات التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تواصل دعم "قسد" بينما تتفاوض لإطلاق سراح مدنيين أبرياء وعودة مقاتليها الأسرى لدى التنظيم.
وأكد راين أن الهزيمة حتمية للتنظيم في بلدة الباغوز آخر جيوب التنظيم، لكنه لم يوضح ما إذا كانت المفاوضات الجارية تشمل استسلام مقاتلي التنظيم.
إلى ذلك، ذكرت شبكة "فرات بوست" أن جميع الأنباء عن استسلام عناصر تنظيم "داعش" في مخيم بلدة الباغوز عارية عن الصحة، وأن المفاوضات لا تزال جارية مع 400 عنصر متحصنين برفقة عائلاتهم مع عشرات المدنيين، في مخيم بلدة الباغوز، وأن المفاوضات مستمرة لتسليم أنفسهم لقوات التحالف.
ونفى مسؤولون في "قسد" معلومات سابقة عن مفاوضات مباشرة مع التنظيم، مشيرين إلى أن مصير مقاتليه الاستسلام أو القتل في المعركة.
وكان المسؤول الإعلامي في "قوات سورية الديمقراطية"، مصطفى بالي، توقع انتهاء عمليات إجلاء المدنيين من آخر معقل لـ"داعش" شرقي الفرات، اليوم الخميس، وبعدها سيتم استئناف العمليات العسكرية ضد من تبقى من مسلحي التنظيم.



وقالت مصادر محلية إن الأوضاع الإنسانية للمدنيين، المتخذين كدروع بشرية من قبل ما تبقى من مسلحي "داعش" في الباغوز أو الفارين منها، مأساوية في ظل شح المواد الغذائية والغياب التام للأدوية والرعاية الطبية، ما جعل أجساد هؤلاء المدنيين هزيلة والأمراض منتشرة بينهم، الأمر الذي أدى إلى فقدان العشرات حياتهم قبل الوصول إلى مخيمات المليشيا الكردية وأماكن الإيواء الخاصة.