"معركة عفرين": معارك مستمرة واستراتيجية جديدة للجيش التركي

"معركة عفرين": معارك مستمرة واستراتيجية جديدة للجيش التركي

عدنان علي

avata
عدنان علي
24 يناير 2018
+ الخط -




في اليوم الخامس من معركة "غصن الزيتون"، التي أطلقتها تركيا، واصلت قوات "الجيش السوري الحر" محاولات التقدّم في منطقة عفرين، شمالي سورية، بعد معارك مع "وحدات حماية الشعب" الكردية، وسط استراتيجية جديدة تهدف إلى توحيد الحشود العسكرية والتقدم براً نحو مركز المدينة.

وقصفت القوات التركية مجدداً عدة أهداف في منطقة عفرين، مستهدفة بشكل خاص الوحدات الكردية المنتشرة في بلدة "جنديرس"، وفي ناحية "راجو" وأماكن أخرى في ريف عفرين، فيما استهدف الطيران الحربي التركي صباح اليوم بعدة غارات جوية مواقع الوحدات الكردية من الجهة الشمالية الغربية لمدينة اعزاز.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن ثمانية عناصر من "وحدات حماية الشعب" قُتلوا إثر مواجهات مع فصائل المعارضة وقصف مدفعي من قبل الجيش التركي.

في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الوحدات الكردية وفصائل "الجيش الحر" المدعومة من القوات التركية على محاور قسطل جندو، وناحية بلبلة، وشمال غرب عفرين ومحوري راجو، والشيخ حديد ومحور جنديرس ومحور جبل سمعان في جنوب عفرين، وسط محاولات من قوات عملية "غصن الزيتون" للتقدم في المنطقة، ومعلومات عن خسائر وأسرى في صفوف الطرفين.

وأعلنت فصائل "الجيش الحر" المشاركة في العمليات العسكرية أنها سيطرت على مواقع جديدة بمنطقة عفرين منها قرية حمام وتلال محيطة بها في ناحية جنديرس، وقرية عمر اوشاغي في ناحية راجو بريف حلب بعد معارك مع وحدات حماية الشعب.

إلى ذلك، أشارت مصادر محلية إلى أن المعارك تتركز حاليًا على محور بلدة جنديرس، بعد توقف المواجهات على محور اعزاز، وانسحاب الفصائل من المناطق التي سيطرت عليها في وقت سابق.

وتعتبر بلدة جنديرس المنطقة الدفاعية الأبرز عن مدينة عفرين من الجهة الغربية، وتبعد عن الحدود التركية نحو سبعة كيلومترات، وتفصلها عنها سبع قرى بينها آغجلة، جاملي بيل، حاج اسكندر.

 وحتى اليوم سيطرت فصائل "الجيش الحر" على أربع تلال هامة في ناحيتي الشيخ حديد وراجو، غربي عفرين، إضافة إلى عدة قرى في ناحية راجو شمال غربي المدينة ومنطقة بلبلة.

في المقابل، نشرت حسابات تابعة للوحدات الكردية تسجيلات مصورة قالت إنها أثناء التصدي لتقدم الفصائل العسكرية والجيش التركي على محور راجو. وأظهرت التسجيلات اعتماد القوات الكردية على القنّاصة في صدّ الهجمات.

كما أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عمّا أسمتها "عملية نوعية نفذتها في محيط دير سمعان جنوب شرقي بلدة عفرين بمحاذاة ناحية شيراوا، ضد جنود الجيش التركي، أسفرت عن مقتل 8 من عناصره" بحسب بيان أصدرته.

وكانت مصادر محلية قد ذكرت أن جميع المناطق الحدودية في عفرين شهدت اشتباكات عنيفة، خصوصاً في ناحيتي بلبلة وراجو شمالي وغربي عفرين، وسط قصف عنيف بالمدفعية والدبابات التركية، أسفرت عن مقتل 19 عنصراً من الفصائل السورية المشاركة في الهجوم التركي، مقابل 29 قتيلاً من جانب الوحدات الكردية.

من جهتها، أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، أمس الثلاثاء، "تحييد" 260 من وحدات حماية الشعب الكردية منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" السبت الماضي.

وذكر بيان صادر عن الأركان التركية، أن "عسكرياً تركياً ثالثاً قُتل أمس الثلاثاء في منطقة عفرين خلال اشتباك بقرية عمر أوشاغي، التي سيطر عليها "الجيش السوري الحر" المدعوم من القوات التركية بناحية راجو، غربي عفرين.

استراتيجية جديدة للمعركة

 إلى ذلك، ذكرت صحيفة "خبر تورك " التركية، أنّ القوات المسلحة التركية التي تقود عملية "غصن الزيتون" نجحت في بسط سيطرتها على 7 مناطق بمساحة 8 كيلومترات بعد 72 ساعة من بدء العملية، مشيرة الى أنه من المخطّط أن يتمّ توحيد الحشود العسكرية المنتشرة على طول خط الحدود، ومن ثمّ التقدم برًّا نحو مركز المدينة.

وذكرت الصحيفة أن التقدم الذي أحرز يأتي في سياق استراتيجية تركية جديدة تستهدف إحكام السيطرة لمنع تسلّل عناصر الوحدات الكردية، وتمشيط مخابئها على طول خط الحدود السورية التركية.

من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة إن خمسة آلاف شخص نزحوا من منطقة عفرين منذ بدء العملية العسكرية التركية في المنطقة.

وأضافت الأمم المتحدة في تقرير لها أنها مستعدة لتقديم مساعدات لنحو خمسين ألف شخص في عفرين، ولديها إمدادات لنحو ثلاثين ألفاً آخرين، في حال زادت أعداد النازحين إلى مناطق خاضعة لقوات النظام السوري في حلب.