واشنطن قد تمول منظمات إغاثة بدل "الصحة العالمية"

واشنطن قد تمول منظمات إغاثة بدل "الصحة العالمية"

16 ابريل 2020
أميركا تساهم بين 400 و500 مليون دولار سنوياً (Getty)
+ الخط -
بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد تمويل منظمة الصحة العالمية على خلفية تدابيرها لجائحة فيروس كورونا الجديد، قال مسؤولون كبار في إدارته، الأربعاء، إن الولايات المتحدة قد تعيد توجيه نحو 400 مليون دولار كانت ستدفعها للمنظمة هذا العام إلى منظمات إغاثة أخرى.

وقال المسؤولون إن واشنطن دفعت بالفعل 58 مليون دولار هذا العام للمنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا، وهو ما يمثل نصف المبلغ المقرر دفعه لعام 2020، تحت بند المساهمة المقدرة.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب: "سنوقف الشريحة الثانية. يمكننا بسهولة منح هذه الأموال إلى الصليب الأحمر"، أو أي منظمة مماثلة.

وعادة ما تقدم الولايات المتحدة أيضا عدة مئات من الملايين سنويا في صورة تمويل طوعي لبرامج محددة لمنظمة الصحة العالمية، مثل القضاء على شلل الأطفال، والتلقيح من أمراض يمكن تجنبها، ومكافحة الإيدز والالتهاب الكبدي، والسل، والأطفال حديثي الولادة، وصحة المراهقين.

ولم تتضح بشكل فوري قيمة التمويل الطوعي، الذي قدمته الولايات المتحدة بالفعل إلى برامج منظمة الصحة العالمية في 2020.

وقال مسؤول كبير آخر في إدارة ترامب: "يمكننا العثور على شريك آخر غير منظمة الصحة العالمية. ستنفق هذه الأموال مع شركاء آخرين".

انتقادات ترامب: سوء إدارة

وجاء قرار ترامب المفاجئ بتجميد تمويل منظمة الصحة العالمية فيما بدأ عدد من الدول تجربة تخفيف القيود التي فرضتها لاحتواء الوباء، ليدخل العالم في مرحلة جديدة وغير مؤكدة من الوباء، الذي أسفر حتى الآن عن وفاة أكثر من 125 ألف شخص، وإصابة مليونين على الأقل في جميع أنحاء العالم. 

وأمر الرئيس الأميركي بتجميد تمويل المنظمة، إلى حين مراجعة دورها "في سوء الإدارة الشديد وإخفاء تفشّي فيروس كورونا المستجدّ".

وقال إنه لو قدمت المنظمة تقييما دقيقا للوضع في الصين، حيث ظهر المرض لأول مرة أواخر العام الماضي، لكان بالإمكان احتواؤه وتقليل عدد الوفيات. 

وانتقد قادة العالم الرئيس الأميركي، الذي قلل في البداية من أخطار الفيروس الذي أدى إلى أكبر عدد من الوفيات في العالم في الولايات المتحدة

وعلق مدير المنظمة الدولية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على قرار ترامب بقوله، على حسابه على "تويتر": "لا وقت لنضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد" دون ذكر قرار ترامب. لكنه أعرب عن أسفه في وقت لاحق لقرار الرئيس الأميركي.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إنه يأسف لقرار ترامب، مشددا على أن الوقت الحالي يتطلب من العالم الاتحاد في حربه على وباء فيروس كورونا الجديد.

وقال غيبريسوس، في مؤتمر صحافي، إن الولايات المتحدة "كانت دائما صديقا سخيا لمنظمة الصحة العالمية، ويحدونا الأمل في أن تظل كذلك". وأضاف أن المنظمة ما زالت تدرس تأثير القرار، "وستحاول سد أي ثغرة (تمويلية) بالتعاون مع الشركاء وضمان استمرار عملنا دون انقطاع".

بين الصين وأميركا

وضغط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، على نظيره الصيني يانغ جيه تشي بشأن الحاجة إلى الشفافية الكاملة وتبادل المعلومات في الحرب على فيروس كورونا.

في المقابل، أعربت الصين عن "قلقها الشديد" بعد قرار ترامب تعليق مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة العالمية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إن "هذا القرار سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء".

وحثّ تشاو الولايات المتحدة على "تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية".

وتندد واشنطن خصوصاً بواقع أن التدابير التي اتخذتها لمواجهة الأزمة، ولا سيما الإغلاق التدريجي للحدود، واجهت "مقاومة شديدة" من جانب منظمة الصحة العالمية، التي "استمرّت في الإشادة بالمسؤولين الصينيين لـ"استعدادهم لتقاسم المعلومات"".

ووفق قول ترامب، فإن الولايات المتحدة تساهم بمبلغ يراوح بين 400 و500 مليون دولار سنوياً للمنظمة، مقابل حوالى 40 مليون دولار "وحتى أقلّ" من جانب الصين.

وأكدت بكين الأربعاء أنها دفعت 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، في إشارة إلى هبة قدّمتها الصين للمنظمة في شهر آذار/مارس. 

واعتبر الرئيس الأميركي أن على بلاده واجب المحاسبة، وقال: "لو أنّ منظّمة الصحّة العالمية قامت بعملها بإرسال خبراء طبيّين إلى الصين لتقييم الوضع على الأرض بشكل موضوعي، وفضحت عدم شفافية الصين، لكان يمكن احتواء تفشّي المرض في مهده مع عدد قليل جداً من الوفيات". 

وأكد وزير الخارجية الأميركي، من جهته الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتزم "تغيير" عمل المنظمة "بشكل جذري". وقال: "في الماضي، قامت منظمة الصحة العالمية بعمل جيّد. للأسف هذه المرة لم تبذل قصارى جهدها، وعلينا أن نمارس ضغوطاً لتغيير ذلك بشكل جذري".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)