السيسي يكلف حجازي بتحقيق الأمن بسيناء خلال 3 أشهر

السيسي يكلف حجازي بتحقيق الأمن بسيناء خلال 3 أشهر بـ"القوة الغاشمة"

29 نوفمبر 2017
السيسي طالب مجدداً باستخدام "كل القوى الغاشمةّ" (Getty)
+ الخط -

كلف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رئيس أركان الجيش، الفريق محمد فريد حجازي، بالعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر، بالاشتراك والتنسيق مع وزارة الداخلية، مكرراً حديثه السابق عن ضرورة استخدام قوات الأمن لـ"كل القوى الغاشمة في سبيل تحقيق ذلك".

وفي احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي، اليوم الأربعاء، خاطب السيسي، الدعاة الحاضرين: "أنتم مطالبون برفع الظلام عن العقول، ليس بهدف إقناع المتطرفين بالحقائق، وإنما للحفاظ على المعتدلين، والشباب من المصريين، وعدم تأثرهم بهذه الأفكار، التي لا يمكن أن تنهض بالشعوب أو الحضارات".

وطلب السيسي من الحضور الوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء، الذي أودى بحياة 309 من المصلين، الجمعة الماضي، قائلاً، إن "ذكرى المولد النبوي تأتي بعد أيام قليلة من حادث أليم، وجبان، أصاب المجتمع بالصدمة، بعد استهداف المصلين بأحد بيوت الله".

ووصف السيسي، المتورطين في الحادث، بـ"المجرمين"، كونهم تجردوا من أدنى معاني الإنسانية أو الرحمة، التي نادى به الرسول الكريم، متسائلاً: "كيف لمن يدعون اتباعهم للرسول ارتكاب هذه الجرائم البشعة تحت ستار دين الإسلام، الذي ينص على التراحم، ونشر التسامح؟ وبأي منطق قتل الأطفال والشيوخ، وسلب حقهم في الحياة؟".

وتابع: "دعونا نتحدث بصراحة، إحنا مش عاوزين نضيع الدين أو نُسيء إليه، زي ما الناس فهمت غلط من كلامنا السابق.. لكن انظروا إلى شكل الإسلام والمسلمين في العالم عامل إزاي؟، الناس كلها خايفة ومفزوعة مننا، بغض النظر عن الأسباب.. إحنا بنستخدم كأدوات لتدمير بلادنا".

ورأى أن "مصر تواجه حرباً مكتملة الأركان خلال السنوات الماضية، للحيولية من دون استقرار الوطن، في محاولة من فئة باغية لوقف دور مصر في المنطقة العربية، وتحركاتها لإنهاء المعاناة التي أنهكت شعوب المنطقة، بمساندة قوى خارجية، تمدها بالسلاح والأموال، بهدف فرض سيطرتها على المنطقة".

وأضاف: "ماذا لو لم يتعرض الاقتصاد المصري للضربات الإرهابية على مدار الخمسين عاماً الأخيرة؟، نحن نواجه كل 7 أو 8 سنوات موجة إرهابية، تستنزف موارد الاقتصاد، نتيجة اتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة.. انظروا إلى 12 دولة في العالم الإسلامي، وما آلت إليه، كأفغانستان، وباكستان، وسورية، والعراق، والصومال، وليبيا".

وقال السيسي إن "إعادة إعمار سورية تتطلب على الأقل 250 مليار دولار، ولا يوجد جيش في العالم يستطيع أن يُعيد بناء هذه الدولة"، معتبراً أن "الأمن والاستقرار ليسا من مسؤولية الجيش والشرطة فقط، وإنما المجتمع كله، ودوره في مواجهة الأفكار الشيطانية، التي وجدت ليست لتسود العالم، وإنما لتعرقل مسيرة الأمم".

ولفت إلى أن الدولة تسعى لتحقيق التنمية في سبيل القضاء على نمو التطرف والإرهاب، وتحرك حكومته قدماً في خطوات الإصلاح الاقتصادي، وإنهاء المشكلات التي عاني منها الاقتصاد المصري طويلاً، معتبراً أن الجهود التي تبذلها الدولة "مخلصة وأمينة ولا يوجد هدف من ورائها سوى تحقيق التنمية والاستقرار".

كما اعترف بعدم تحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين، عازياً الأمر إلى التراجع الذي شهدته البلاد على مدى سنين طويلة، وتطلب سنين طويلة أيضاً لإصلاحها، بحد قوله، ثم أضاف: "بدون مبالغة، إحنا شايفين كويس النتائج التي تتحقق، وهي نتائج عظيمة جداً في ظل الظروف الحالية".

وأضاف السيسي أن "الدولة تُحارب الإرهاب منذ 4 سنوات، وبالتالي شكل حشد القوة للجيش والشرطة تكلفة حقيقية على الدولة المصرية.. لكننا رغم ذلك شغالين على الأرض، وكأن مافيش حرب، وبنحقق معدلات تنمية كويسة.. وهانخلي مدينة بئر العبد التي شهدت الحادث الإرهابي يُشار لها بالبنان".

كما اعتبر أن دعوته المستمرة لتجديد الخطاب الديني، وتنقيته من الأفكار المغلوطة "تهدف إلى تحرير العقول، وتحصينها من الأفكار الهدامة"، والتي لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة، بل تتطلب عملاً جماعياً في مختلف القطاعات، يُشارك فيه المثقفون والكتاب، داعياً الأمهات والآباء إلى الحفاظ على أبنائهم من أن يكونوا وقوداً للإرهاب، على حد تعبيره.