معاناة أهالي سيناء مستمرة: تجويع ومحاولات استغلال

معاناة أهالي سيناء مستمرة: تجويع ومحاولات استغلال

01 يونيو 2015
أهالي سيناء أول ضحايا المواجهات (دايفيد ديغنر/getty)
+ الخط -
يعاني أهالي سيناء، وتحديداً في مدينتي الشيخ زويد ورفح، يومياً جرّاء المواجهات الجارية بين الجيش المصري، من جهة، ومسلّحي تنظيم "ولاية سيناء"، والذي يوالي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من جهة ثانية، بحيث يعدّون ضحايا هذه المواجهات التي لا يكترث لهم من قبل طرفيها. 

أما تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، فيستغل معاناة الأهالي لاستمالتهم، أو على الأقل أن يضمن حيادهم وعدم استقطابهم من قبل الجيش، بحيث يقوم بتوزيع بعض المواد الغذائية على أهالي سيناء، والتي تدور تساؤلات حول كيفية جلب عناصر التنظيم لتلك المواد الغذائية، في ظل فرض الجيش حصاراً عليهم، ومنع إدخال السيارات المحملة بالمواد الغذائية إلى الشيخ زويد ورفح، وهو التكتيك الذي أضرّ بالأهالي، ودفع الغضب ببعضهم إلى وصفه بـ "انتقام" من الأهالي عبر التجويع، بسبب عدم مشاركتهم في الحرب على التنظيم المسلّح.


اقرأ أيضاً مصر: "حرب الإمدادات" تحاصر أهالي سيناء

لكن سياسة الجيش هذه في الواقع هي رد فعل على التنظيم المسلح؛ فمنذ أكثر من شهرين، اعتمد الأخير سياسة "تجويع الجيش" عبر استهداف خطوط الإمداد للمواد الغذائية والمياه، محذراً الأهالي من التعاون مع الجيش بأي طريقةٍ كانت.

وفي رد فعل على استيلاء التنظيم على السيارات التابعة لمحافظة شمال سيناء أو سيارات المياه، لجأ الجيش إلى منع تواجد سيارات جمع القمامة وسيارات المياه من التواجد في المدينتين.

وبفعل هذه السياسة، تكدست أكوام القمامة في شوارع الشيخ زويد بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية. وسبّبت سياسة الجيش حالة من الاستياء الشديد بين الأهالي، استغلها تنظيم "ولاية سيناء".

وقالت مصادر قبلية في سيناء، فضلت عدم نشر اسمها، إن "أهالي سيناء يعتقدون أن ما يقوم به الجيش ما هو إلا نوع من العقاب لعدم مساعدة الأهالي له في الحرب على التنظيم المسلّح".

وأضافت المصادر لـ "العربي الجديد" أن "أهالي سيناء، خصوصاً المقيمين في الشيخ زويد ورفح، يعانون بشدة من انقطاع الكهرباء يومياً وخطوط الاتصالات وعدم وصول سيارات المياه".

وحذّرت من أنه "لو حدثت أزمة صحية لأحد الأهالي لن يتمكنوا من نقله إلى المستشفى في ظل الحظر إلا من خلال سيارات الإسعاف، ولكن لا يوجد شبكات تعمل للإبلاغ". ولفتت إلى أن الأوضاع المعيشية في سيناء باتت مرهقة جداً وسيئة للغاية.

من جهة ثانية، نفت المصادر صحة ما يتردد على لسان إبراهيم العرجاني وموسى الدلح، حول وجود تنسيق بين القبائل والجيش لمواجهة "ولاية سيناء".