دي ميستورا يدفع لـ"تفعيل جنيف" بعد تأجيل أستانة السوري

دي ميستورا يدفع لـ"تفعيل محادثات جنيف" بعد تأجيل أستانة السوري

09 يونيو 2017
لافروف ودي ميستورا في موسكو أمس (سيفا كاراسان/الأناضول)
+ الخط -
لا يبدو أن الملف السوري، سيكون بمنأى عن التطورات الدولية والإقليمية، بعدما تم تأجيل اجتماع أستانة الذي كان مقرراً يومي 12 و13 يونيو/حزيران الحالي إلى 20 منه، في حين أجرى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مباحثات في موسكو بشأن التحضير لعقد جولات جديدة من المباحثات السورية سواء في أستانة أم جنيف، ودعا من هناك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى "تفعيل محادثات جنيف".

وفي مستهل اجتماعه مع دي ميستورا، دعا لافروف "جميع اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية النزاع السوري، إلى تنسيق خطواتهم". وأضاف أن "المهم في الوقت الراهن هو ضمان انسجام كافة الجهود التي يبذلها اللاعبون داخل وخارج سورية لضمان سيادة الدولة السورية وحقوق جميع المجموعات الإثنية والطائفية، إضافة إلى ضمان أمن المنطقة برمتها والحيلولة دون تحول سورية إلى مصدر للخطر الإرهابي". وأعرب عن اعتقاده بوجود تكامل بين عمليتي أستانة وجنيف.

من جهته، أيد دي ميستورا كلام لافروف قائلاً إنه "من المستحيل إنجاح عملية جنيف من دون الجهود المبذولة في محفل أستانة". ورأى أن "عملية تخفيف التوتر في سورية صعبة للغاية"، مشيراً إلى أن "اجتماعه مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ركز على مسائل تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين والخطوات الرامية إلى تخفيف التوتر".

واستبق دي ميستورا الزيارة بدعوة الدول الضامنة للاتفاق (روسيا وإيران وتركيا) إلى توضيح الأمور حول مناطق خفض التصعيد"، مشدداً على أنه "لا يمكن أن يكون هناك وقف إطلاق نار دائم دون أفق سياسي". ولفت خلال مؤتمر صحافي عقده في روما مع وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، إلى "أهمية مواصلة المفاوضات بوساطة الأمم المتحدة في جنيف إلى جانب الجهات التي تريدها أنقرة وطهران وموسكو في أستانة". واعتبر أن "الأفق السياسي لا تقدمه ثلاث دول، بل المجتمع الدولي في جنيف". ورأى أن "الهدنة تساعد العمليتين السياسية والإنسانية في سورية، ولا يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار لفترة طويلة من دون إيجاد أفق سياسي وفق مقررات جنيف، فالحل في سورية يتطلّب العمل والتعاون مع روسيا".

في ملف أستانة، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أمس الخميس، عن تأجيل المحادثات، مؤكدة تواصل المشاورات بين الدول الضامنة لتطبيق اتفاقات الجولة السابقة. وقال المتحدث باسم الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف، إن "روسيا وتركيا وإيران أبلغت أستانة بأن خبراء هذه الدول سيواصلون عقد لقاءات عمل في عواصمهم في الأيام والأسابيع المقبلة، للتنسيق في المسائل المتعلقة بتطبيق الاتفاقات الخاصة بإنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سورية، إضافة إلى مسائل أخرى لتعزيز نظام وقف الأعمال العدائية".



وفي غياب أي توضيح للمسؤول الكازاخي عن أسباب تأجيل المحادثات، أو الموعد الجديد لها، ذكر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض عبد الأحد اسطيفو في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "تمّ تحديد يوم 20 يونيو موعداً جديداً للمحادثات". ونوّه إلى أن "وفد المعارضة لم يتلقّ حتى الآن دعوة لحضور هذه الاجتماعات". من جهته، نقل موقع "روسيا اليوم" عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إنه "تم تحديد يوم 20 من الشهر الجاري بشكل أولي كموعد للجولة القادمة من مفاوضات أستانة حول سورية". وسبق تصريح بوغدانوف تعليق من المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا ذكرت فيه أن "الموعد الجديد لمحادثات أستانة حول سورية قيد الدراسة، وبمجرد الاتفاق على تواريخ محددة وصيغة المشاركين، سيتم إعلان ذلك".

وحسب مصدر في الائتلاف السوري المعارض، فإن "الملف السياسي في سورية شهد تراجعاً منذ تسلم دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة، إذ لم تعر إدارته كبير اهتمام للجوانب السياسية في المسألة السورية، ويتصدر ما يدعى بمكافحة الارهاب، جدول اهتمام هذه الإدارة".

وأضاف المصدر أنه "إضافة إلى تبدّل سلم الأولويات الأميركية، فإن التطورات الأخيرة في منطقة الخليج العربي، أثّرت بدورها على المشهد السوري، خصوصاً أن الدول الفاعلة في الخليج، فاعلة أيضاً في الملف السوري، فضلاً عن حالة الاستقطاب التي برزت أيضاً على صعيد مواقف بعض الدول الاقليمية والمشاركة بفاعلية في محادثات أستانة، مثل إيران وتركيا. وهو ما يستدعي بعض التمهّل في محادثات أستانة، حتى لا تكون أجوائها عرضة للتأثر المباشر بتطورات الأزمة في الخليج، على أمل أن تجد هذه الأزمة طريقها إلى الحل بأسرع وقت ممكن".

كما واصلت "الهيئة العليا للمفاوضات" اجتماعاتها التي بدأتها الإثنين الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، في إطار تقييم المرحلة الماضية من مباحثات أستانة، ودراسة الواقع الراهن على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، إضافة إلى ترتيب البيت الداخلي. وقال عضو الهيئة سالم المسلط لـ"العربي الجديد" إن "الاجتماعات متواصلة، إذ يتم تقييم المرحلة الماضية والتطورات السياسية الخاصة بسورية والمنطقة، وقضايا تنظيمية وداخلية".

وكانت خلافات قد ثارت بين "الهيئة العليا للمفاوضات" وبعض قادة الفصائل وأعضاء الائتلاف، إثر صدور مطالب بتغيير أعضاء الوفد أو بعضهم. وهو ما استبعد حصوله بعض أعضاء الهيئة. وكانت الفصائل التي تستحوذ على ثلث أعضاء الهيئة، قد ذكرت أن "سبب تعليق مشاركتها في الجولة السادسة من محادثات جنيف هو عدم وضوح المرجعية بالمفاوضات، والتخبط في اتخاذ القرارات، وغياب استراتيجية تفاوضية واضحة". واعتبرت أن "العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض لا تصب في مصلحة الثورة، إثر تحول الوفد إلى مجرد ساعي بريد يعمل عند الهيئة بدون صلاحيات وأدوار حقيقية"، بحسب تعبير عضو الوفد فؤاد عليكو في تصريحات صحافية. وقالت مصادر في الهيئة إن "اجتماع الرياض بحث أيضاً إمكانية تشكيل لجنة من الاستشاريين لمناقشة أي طروحات متعلقة بالدستور والحل السياسي".