الجزائر: اعتقال نشطاء وتفريق تظاهرات رافضة لترشح بوتفليقة

الجزائر: الشرطة تعتقل نشطاء وتطلق الغاز ضد متظاهرين رافضين لترشح بوتفليقة

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
24 فبراير 2019
+ الخط -
أطلقت قوات الشرطة الجزائرية، اليوم الأحد، قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين تجمّعوا في ساحة أودان، وسط العاصمة، للاحتجاج على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، في انتخابات 18 إبريل/نيسان المقبل.

ويسود توتر كبير ساحة أودان، حيث تلاحق قوات الشرطة الناشطين لإبعادهم، فيما يصرّ المتظاهرون على التجمّع مجددا.

وانتقد الناشطون استعمال قوات الشرطة للعنف لقمع تظاهرة سلمية استجابة لنداء حركة تكتل "مواطنة" الذي يضم أحزابا وشخصيات مستقلة، والذي دعا إلى مظاهرات، الأحد، في العاصمة الجزائرية ومختلف المدن.


وبدأت السلطات الجزائرية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين والداعين إلى التظاهر من نشطاء "مواطنة"، حيث تم اعتقال المحامية والناشطة زبيدة عسول، وعدد من الناشطين والمشاركين في التظاهرة.

وقال المتحدث باسم حزب "جيل جديد"، إسماعيل سعداني لـ"العربي الجديد"، إن "الشرطة اعتقلت عددا من كوادر الحزب واقتادتهم إلى المراكز الأمنية".


ونشرت السلطات أعدادا كبيرة من قوات الشرطة ومكافحة الشغب وأمنيين بالزي المدني، قرب الساحات الكبرى ووسط العاصمة الجزائرية، لإحباط تظاهرات شعبية ضد بوتفليقة، ولمنع تكرار التظاهرات الحاشدة وغير المسبوقة التي شهدتها العاصمة والمدن الجزائرية، الجمعة الماضي.

وفي ولاية أدرا جنوبي الجزائر، استقبل مئات المتظاهرين وفدا وزاريا يضم أيضا مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، حيث حلّ الوفد على المدينة لإحياء ذكرى احتفالات تأميم المحروقات في 24 فبراير/شباط 1971.

وردد متظاهرون شعارات "الجزائريون ضد العهدة الخامسة"، و"سلمية سلمية، لا للعنف"، وسط تطويق أمني كبير، من دون أن يتم تسجيل أية مناوشات.

وأمس السبت، اعتقلت السلطات المرشح الرئاسي رشيد نكاز وأجبرته على مغادرة العاصمة إلى ولاية الشلف، الواقعة 220 كيلومترا غربي العاصمة الجزائرية، بعد تجمّع لأنصاره.


وعاد نكاز، اليوم الأحد، إلى العاصمة، ودان ما اعتبره العنف الممارَس ضده من قبل السلطات الأمنية.



وفاجأت تظاهرات الجمعة الماضي السلطات، التي قررت سحب عناصر الشرطة والسماح بالتظاهر في العاصمة ومختلف المدن، رغم قرار منع المسيرات.

وأبقت السلطات، منذ مساء الخميس، على الإجراءات والتدابير الأمنية الاحترازية نفسها، تحسباً لمسيرات محتملة خلال الأسبوع الجاري، خاصة الجمعة المقبل.

ومنذ إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لولاية رئاسية خامسة في انتخابات 18 إبريل/نيسان المقبل، تصاعد الاحتقان الشعبي في البلاد، وعمت تظاهرات في عدة مدن رفضا لترشحه.

في سياق آخر، مددت السلطات الجزائرية وضع 41 شخصاً تحت النظر، كانوا قد اعتقلوا الجمعة في المسيرات التي شهدتها العاصمة خاصة، بسبب ما اعتبرته قيادة الشرطة "تخريب الممتلكات والاعتداء على قوات الأمن". 


وقال المحامي عبد الغني بادي، الذي يدافع عن الموقوفين، إن السلطات القضائية قررت تأجيل محاكمة المتهمين إلى يوم غد الإثنين.

بوتفليقة يتجاهل التظاهرات

إلى ذلك، تجاهل بوتفليقة التظاهرات المناوئة لترشحه في أحدث رسالة وجهها اليوم الأحد للشعب بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات.

ولمح بوتفليقة في الرسالة التي قرأها نيابة عنه وزير الداخلية نور الدين بدوي، في احتفال أقيم في مدينة أدرار جنوبي الجزائر، إلى "الاستمرارية من أجل بناء الجزائر"، التي تعني تمسكه بالترشح لولاية رئاسية خامسة، معتبراً أن "الاستمرارية تضمن الحفاظ على سداد الخطى وتسمح بتدارك الإخفاقات الهامشية، استمرارية تسمح للجزائر بمضاعفة سرعتها في منافسة بقية الأمم في مجال الرقي والتقدم".

ودعا "الشعب الجزائري للتحلي بالوعي حفاظا على استقرار البلاد". 

ويصر بوتفليقة على الترشح لولاية رئاسية خامسة، بحسب رسالة وجهها إلى الجزائريين في العاشر من فبراير/ شباط الجاري، أقر فيها بضعف قدرته البدنية، وسط تصاعد الاحتقان الشعبي.

ودافع بوتفليقة عن منجزاته السياسية والاقتصادية التي حققتها البلاد خلال فترة حكمه منذ عقدين، مشيرا إلى أن "الجزائر خرجت من المأساة الوطنية، ومن ويلات إعادة الهيكلة الاقتصادية والاجتماعية، وانطلقت في مسار البناء والتشييد مرحلة تلو مرحلة، وعرفت خلال العشريتين الأخيرتين كيف تمزج ثروة المحروقات مع الإرادة السياسية المستقلة، وكذا سواعد وإرادة أبناء الجزائر المخلصين".

ولفت إلى قراره تخليص الجزائر من المديونية التي كانت تفوق 30 مليار دولار عام 1999، مشيراً إلى أن البلاد "تحررت من أخطبوط المديونية الخارجية، ودحرت شبح البطالة الذي كاد يخنق شبابنا، وأزالت إلى حد جد بعيد مظاهر البؤس والفقر، وعمرت ربوع البلاد بآلاف المدارس، ومئات المستشفيات، وعشرات الجامعات وملايين السكنات، بفضل استقلالية قرارنا السياسي والاقتصادي الذي سمح لنا باجتياز المصاعب المالية للسنوات الأخيرة، وبفضل السلم الاجتماعي".

وحذر الرئيس الجزائري من مجموعة من التحديات المتصلة بالشأن الأمني الإقليمي، موضحا "ندرك أنه مازال أمامنا العديد من التحديات، منها عدم الاستقرار والإرهاب والجريمة العابرة للحدود في جوارنا المباشر. الجيش يواجه التحديات بشجاعة، غير أنه في حاجة إلى شعب واع ومجند ويفهم ليكون سندا ثمينا له للحفاظ على استقرار البلاد". 

وبحسب ما أعلنته الرئاسة الجزائرية الخميس الماضي، فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيغادر الجزائر اليوم الأحد إلى جنيف لإجراء فحوصات طبية دورية من تداعيات جلطة دماغية أصيب بها في إبريل/نيسان 2013.

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الآلاف من الأهالي في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، مطالبين بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في لندن تضامنا مع غزة (إكس)

سياسة

شهد عدد من المدن والعواصم حول العالم تظاهرات وفعاليات تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالحرب الوحشية المستمرة عليه منذ نحو 100 يوم.
الصورة

سياسة

تستمر قوات الاحتلال في اقتحام البلدات والمدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، في وقت يخوض فيه مقاومون فلسطينيون اشتباكات مع تلك القوات المقتحمة.