السوريون بعد اتّفاق وقف إطلاق النار.. تفاؤل وحذر

السوريون بعد اتّفاق وقف إطلاق النار.. تفاؤل وحذر

29 ديسمبر 2016
السوريون متخوفون من نقض النظام للاتفاق (جورج أورفلان/فرانس برس)
+ الخط -

أعرب عدد من السوريين عن تفاؤلهم بوقف إطلاق النار الذي وقّع، اليوم الخميس، على أمل أن يكون له دور في التخفيف من معاناة السوريين، ولكنهم أبدوا، في الوقت نفسه، تخوفهم من عدم التزام النظام بالاتفاق كما في كل مرة.

وقال مدير المكتب الإعلامي في فيلق حمص، عامر الناصر لـ"العربي الجديد" "نحن نؤيد وقف إطلاق النار في هذا التوقيت، لأنه سيعطي المدنيين فرصة للتنفس، كما أنه سيمكن الفصائل من مراجعة أخطائها لتعرف كيف تصححها. ومن الممكن أن يكون هناك أريحية أكبر في تنفيذ مشروع الاندماج".

 

ورأى الناصر أنّ "أهم ما حدث في هذا الاتفاق هو موافقة روسيا على عدم قصف جبهة "فتح الشام" وهذا أمر سيزيد من ثقة فتح الشام تجاه الفصائل الثورية، ومن الممكن أن يسبب انحلالها ضمن الاندماج".

وأكّد الناصر "وجود تخوف من غدر النظام كالعادة كما فعل بكافة الاتفاقات السابقة"، منوهاً على أن "النظام في هذا الاتفاق لم يكن له سوى دور إعلامي أعلن فيه عن الاتفاق، وهذا دليل على أن الاتفاق معلق بيد روسيا".

وفي السياق، رأى عضو مركز حلب الإعلامي، فراس بدوي، في حديثه مع "العربي الجديد" أن "الاتفاق خطوة جيدة بالنسبة للمناطق المحررة في سورية وخاصة المناطق المحاصرة، ولكن النظام ليس له مأمن ومن المتوقع أن تحصل بعض الخروقات".

من جهته، قال الناشط، أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، إن "الاتّفاق لم يتحدث عن إخراج المعتقلين في سجون النظام وهو شيء سلبي، لكن وقف إطلاق النار ولو لساعة واحدة يعيش بها السوريون بسلام وطمأنينة تعني الكثير، ونتمنى أن يكون مثالياً، ومن المتوقع أن يقوم النظام بافتعال الخروقات لكنني أعتقد أن روسيا جادة في هذه المرة".

وعبّر الناشط فراس مضايا من ريف دمشق الغربي لـ"العربي الجديد" "عن أمله في أن يكون الاتفاق سبيلاً لوقف القصف على  وادي بردى وغيرها من المناطق السورية، ووقف التهجير".

وقال أبو مصطفى، مهجّر من مدينة حمص إلى ريف إدلب، لـ"العربي الجديد": "نتمنى أن يكون الاتفاق سبيلاً لكي نعود إلى مدينتنا المدمّرة، ولكنني أظنّ أنّ روسيا تريد تهدئة الوضع في سورية، قبل وصول (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترامب إلى البيت الأبيض، لغايات تخصها ولا تعني الشعب السوري، ومن المؤكد أن روسيا لديها قناعة أن الحسم العسكري غير ممكن في سورية".

وعن التزام النظام بالهدنة، قال أبو مصطفى: "لا يوجد نظام أصلاً، إنما مجموعة من المليشيات الإيرانية، وأكبر الخاسرين من الاتفاق هم الإيرانيون، وأظن أنهم سيَعملون على إفشال الاتفاق".

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، بسام حجي مصطفى: "نحن مع الهدنة ولسنا ضدها ونعتبر أنّ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن هي ما يجب البحث في تطبيقه، وننتظر من روسيا أن تلتزم بتعهّداتها وأن تعمل على تنفيذ هذه القرارات بما فيها 2254، ورحيل (رئيس النظام بشار) الأسد على رأسها وأي مسعى للالتفاف على مطالب الشعب السوري بتغيير نظام التوريث والفساد ومحاكمة المجرمين، غير مقبول".

وفي السياق، أعرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان له "عن تقديره الجهود التي بذلت للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار"، داعياً "كافة الأطراف للعمل على إنجاح الاتفاق والتقيد ببنوده".

كما أكد الائتلاف أنّ "وقف إطلاق النار، هو بند رئيس من بنود قرار مجلس الأمن 2254 الصادر عام 2015، ويشكل أساساً لتوفير بيئة مناسبة لإنجاح العملية التفاوضية".

 

 

دلالات

المساهمون