صورة للسبسي في واشنطن تخلق الجدل بتونس

صورة للسبسي في واشنطن تخلق الجدل بتونس

21 مايو 2015
التوقيع كان يفترض أن يتم بحضور أوباما (خاص)
+ الخط -
شرع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، منذ أمس الأربعاء، في زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأميركية، ويُنتظر أن يلتقي اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا مشتركا بين الرئيسين يشير إلى الدعم  الأميركي لتونس، في بادرة هي الأولى من نوعها.

غير أن سهام النقد في تونس انهالت على مشهد بدا غريبا في العرف الإداري والدبلوماسي، حيث اختتم لقاء السبسي بوزير الخارجية الأميركي جون كيري بالتوقيع على اتفاقية رسمية بين البلدين تولى إمضاءها من الجانب التونسي، محسن مرزوق، مستشار السبسي السياسي، الذي سيغادر هذا المنصب بمجرد عودته إلى تونس، بعد أن تقرر أن يتولى الأمانة العامة لحزب "نداء تونس"، خلفا لوزير الخارجية الحالي، الطيب البكوش.

وكتب عدنان منصر، مستشار الرئيس السابق منصف المرزوقي، على صفحته الرسمية، أن "الصورة إبداع جديد يبحث عن تفسير، وأن الحادثة لم تحدث في السند ولا في الهند"، بحسب رأيه.


وأشار منصر إلى أن مستشار رئيس الجمهورية ليست له في القانون أية صفة للتوقيع على اتفاقيات مع ممثلي دول أخرى، ولو بالأحرف الأولى، بل ليست له إمكانية التوقيع على أية وثيقة رسمية.

وتساءل منصر عن "غياب الهمام وزير الخارجية عن الزيارة"، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي سبب مقنع يمكن أن يفسر ذلك، مؤكدا أنه حتى في حالة تغيب وزير الخارجية، فإن كاتب الدولة الخارجية هو الذي يمضي، أو أحد أعضاء الحكومة، بناء على تفويض من وزير الخارجية.

واعتبر الحادثة "فضيحة قانونية وسياسية كاملة الأوصاف".

وعلّق منصر أيضا على وقوف الرئيس التونسي خلف الوزيرين، وقال إنه لا يصح بروتوكوليا أن يحضر الرئيس التونسي، أثناء زيارة رسمية، أي موكب توقيع لا يحضره نظيره، في إشارة إلى غياب أوباما.

مقابل ذلك، اعتبر عصام الشابي القيادي في "الحزب الجمهوري التونسي" أن الأنباء والصور التي أتتنا من زيارة رئيس الجمهورية للولايات المتحدة الأميركية صادمة، مشيرا إلى أن الصورة "تختزل طريقة إدارة شؤون الحكم في تونس بعد الانتخابات والتداخل السافر بين الحزب والدولة".

وتساءل الشابي عن تغييب السبسي لوزير خارجيته عن الوفد المرافق له، مبررا ذلك بـ"انخفاض أسهمه في حركة نداء تونس الذي انعكس مباشرة على موقعه الحكومي وصفته كوزير للخارجية".

وقال الشابي إن الرئيس لم يجد ضمن الوفد المرافق له من يمثل الدولة التونسية سوی الشخص الذي خلف البكوش في منصبه الحزبي.

وفي المقابل، علق بعض المتابعين على موقف منصر والشابي، معتبرين أنهما تركا لبّ الزيارة ومضمونها ولم يتوقفا إلا عند الصورة، معتبرين ذلك من باب تسجيل النقاط السياسية لا غير.

ويبدو أن الجدل حول الصورة سيكبر على المستوى الداخلي، وسيكون موضوع الحديث في الأيام القادمة.

اقرأ أيضا: السبسي إلى واشنطن لبحث قضايا أمنية وإقليمية

المساهمون