معركة الموصل تنهي أسبوعها الخامس: القتال بعمق الساحل الأيسر

معركة الموصل تنهي أسبوعها الخامس: القتال بعمق الساحل الأيسر

21 نوفمبر 2016
الشرطة الاتحادية تسيطر على المحور الجنوبي للموصل(أحمد موسى/فرانس برس)
+ الخط -
اختتمت معارك الموصل أسبوعها الخامس على التوالي، وتمكنت القوات العراقية من تحقيق تقدم جديد، بعدما وصلت طلائعها، ممثلة بالجيش وجهاز مكافحة الإرهاب إلى أحياء سكنية جديدة تمثل عمق الساحل الأيسر لمدينة الموصل ولا تفصل بينها وبين نهر دجلة سوى أقل من خمسة كيلومترات.

ومع انتقال القتال إلى داخل الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، يزداد حجم المخاطر حيال مصير المدنيين هناك. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر محلية من داخل الموصل أن نحو 180 ألف مدني باتوا محاصرين داخل منازلهم في الأحياء الشرقية التي يجري فيها القتال. وتحدثت تقارير عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين بفعل القصف والاشتباكات، بعضهم ما يزال تحت الأنقاض، ما يرفع احتمالات ارتفاع عدد ضحايا معركة الموصل منذ بدايتها حتى يوم أمس الأحد، إلى أكثر من ألفي قتيل وجريح غالبيتهم نساء وأطفال.

وسيطرت القوات العراقية بشكل شبه كامل على 17 حياً ومنطقة سكنية في الموصل، وهي: الشيماء والميثاق والوحدة والسلام والقدس والكرمة وعدن والزهراء والإخاء والسماح والانتصار والتلفزيون وكوكجلي والقادسية وعربجية والبكر والمثنى. وانتقلت للقتال إلى أحياء النور والزهور، وهي الأحياء التي تمثل عمق الساحل الأيسر لمدينة الموصل من حيث الكثافة السكانية، كما تمثل نهاية الثلث الأول من الساحل الأيسر.

وذكرت مصادر عسكرية عراقية أن المعارك شهدت للمرة الأولى دخول دبابات "إبرامز" إلى أحياء المدينة ومن خلالها توغل الجنود وعناصر الوحدات الخاصة إلى الأحياء الجديدة في الموصل.

في المقابل، نفذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عدداً من العمليات الانتحارية استهدفت قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، أوقعت خسائر في صفوفها، من دون أن توقف تقدمها بحسب المصادر ذاتها. وأكد العقيد الركن في الفرقة 16 بالجيش العراقي، علي البهادلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، على حصول تقدم ملحوظ للقوات المشتركة. وأشار إلى نهر دجلة، في قلب الموصل، بات يبعد عن القوات المهاجمة نحو خمسة كيلومترات، معرباً عن أمله بالوصول إليه قبل انتهاء الشهر الجاري. وكشف أنه تم إيقاف القتال مع غروب الشمس، أمس الأحد، لمنح فرصة للجنود للراحة وتعزيز المواقع الدفاعية ورفع الألغام.



وحول الدور الأميركي في معارك أحياء الموصل الشرقية، قال البهادلي إن الأميركيين "يشاركون في الغطاء الجوي والمدفعي وطائرات مسيرة لتصوير تحركات داعش بين الأزقة". وأكد أن القتال لم يعد يدور على الأسوار الافتراضية للموصل وهي أحياء الكرمة والقدس وكوكجلي وغيرها، بل بات يدور الآن فعلياً داخل المدينة، بحسب وصفه.

وفي ما يتعلق بالمحور الجنوبي، لا يزال القتال متعثراً في منطقة البو يوسف قرب مطار الموصل الدولي من المحور الجنوبي المطل على الساحل الأيمن للمدينة. وشهد المحور الشمالي وتحديداً منطقة تلكيف، توقفاً تاماً للقتال بسبب انتقال الوحدات الخاصة من جهاز مكافحة الإرهاب والتدخل السريع إلى المحور الشرقي لدعم القتال داخل أحياء المدينة.

وفي ما يتعلق بمدينة تلعفر، غرب الموصل، أكدت مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد" فشل مليشيات "الحشد الشعبي" المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، في إحراز تقدم يحسب لها. وعزت ذلك إلى غياب الدعم الجوي، إذ ترفض قوات "التحالف الدولي" توفير أي دعم للقتال في محور الموصل الغربي الذي تسيطر عليه المليشيات.

إلى ذلك، أكد قائد الشرطة العراقية الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، الذي أكملت قواته السيطرة على المحور الجنوبي للموصل، "عزم قواته على حسم المعركة خلال الأيّام القليلة المقبلة"، وفق ما ورد في بيان صحافي صادر عنه.