تيريزا ماي في أيرلندا الشمالية لطمأنة الإقليم

تيريزا ماي في أيرلندا الشمالية لطمأنة الإقليم

05 فبراير 2019
ماي تقاوم حالة الجمود (كارل كورت/ Getty)
+ الخط -

تلقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كلمة في عاصمة أيرلندا الشمالية، بلفاست، اليوم الثلاثاء، تتعهد فيها بالتوصل إلى صفقة "بريكست" تنال دعم البرلمان البريطاني، وذلك خلال زيارة تمتد ليومين تهدف لطمأنة السياسيين ورجال الأعمال.


وينتظر أن تجدد ماي تعهدها بمنع قيام "حدود صلبة" في الجزيرة الأيرلندية والتأكيد على قدرتها على التوصل إلى اتفاق يكسر الجمود الحالي. وتقول ماي "أعلم أن هذا الوقت حرج للعديدين هنا في أيرلندا الشمالية. ولكننا سنجد طريقة لتطبيق بريكست يحترم تعهداتنا لأيرلندا الشمالية... والذي ينال دعماً عريضاً في المجتمعات في أيرلندا الشمالية... والذي يضمن أغلبية في برلمان ويستمنستر". 

إلا أن وعود ماي يناقضها جو يسوده التشاؤم في الدوائر السياسية البريطانية حول مدى قدرتها فعلاً في تحقيق أي تقدم عملي بحلول منتصف الشهر الحالي، حين يفترض بها أن تقدم صفقتها المعدلة أمام البرلمان للتصويت من جديد.

وكانت رئاسة الوزراء قد تعهدت بمنح البرلمان فرصة التصويت على خططها يوم 14 فبراير/ شباط، نافية أيضاً أية أخبار عن تراجعها عن هذه التعهدات.

وينتظر أن تشمل زيارة ماي إلى أيرلندا الشمالية لقاءات برجال الأعمال وقيادات الأحزاب السياسية، ومنها حزب "الشين فين"، وهو ندّ "الحزب الاتحادي الديمقراطي"، حليف ماي في ويستمنستر.

وفي الوقت ذاته، تشهد أروقة البرلمان في لندن لقاءات تنظمها "مجموعة عمل الحلول البديلة"، والتي تشمل عدداً من النواب المحافظين من أعضاء الحكومة والمقاعد الخلفية. وتهدف لقاءات هذه المجموعة إلى إيجاد أرضية مشتركة بين نواب الحزب المحافظ بهدف الوصول إلى خطة بديلة لخطة المساندة الخاصة بالحدود الأيرلندية.
وتم تشكيل مجموعة العمل هذه في ظل التصويت البرلماني، يوم الثلاثاء الماضي، إذ تسعى قيادة حزب المحافظين إلى إيجاد حل لمعضلة "بريكست"، يحافظ على وحدة الحزب، وينال دعم جميع نوابه، يمكن تطبيقه عملياً على الأرض.

وكان عدد من مؤيدي "بريكست" ومعارضيه من حزب المحافظين قد أجمعوا مبدئياً على ما يعرف باسم "تسوية مالتهاوس"، والتي تشمل تمديد الفترة الانتقالية، بالإضافة إلى بحث آليات بديلة لضبط الحدود الأيرلندية عدا خطة المساندة.

إلا أن المسؤولين الأوروبيين رفضوا في الأثناء أية إعادة للتفاوض على خطة المساندة. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه في تغريدة على "تويتر"، بعد لقائه رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، يوم أمس، إن الاتفاقية ليست محل تفاوض وإن الاتحاد الأوروبي "مستعد للعمل على حلول بديلة خلال الفترة الانتقالية"، أي بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

أما معارضو "تسوية مالتهاوس" فقد شككوا في جدواها، وقال النائب عن حزب العمال، ستيفن دوتي، "يبدو أن مجموعة الحلول البديلة مضيعة كبرى لأموال دافعي الضرائب بهدف خلق خطة خيالية لجلب السلم إلى حزب المحافظين. وبينما رفض مسؤولون أوروبيون وخبراء اقتصاديون خطتهم، لا تزال مجموعة من نواب المحافظين تهدر الوقت على خطة بديلة، ميتة كطائر الدودو (المنقرض)". 

بدورها، نقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أن اجتماعاً عقد مساء أمس بين مسؤول أوروبي كبير وعدد من النواب من متشددي "بريكست"، تعهد فيه الجانب الأوروبي بضمانات قانونية لبريطانيا بأنها لن تعلق في الاتحاد الجمركي كجزء من خطة المساندة. إلا أن متشددي "بريكست" رفضوا هذا العرض.

وقالت الصحيفة، المقربة من دوائر المحافظين، أن مارتن سلماير، قد مثّل الاتحاد الأوروبي في اجتماع دام لساعة ونصف الساعة مع عدد من أعضاء لجنة "بريكست" في البرلمان البريطاني. ونقلت عنه عرضه تنازلات مهمة لصالح بريطانيا في خطة تيريزا ماي لاتفاق الانسحاب، إلا أن متشددي "بريكست" رفضوا الخطة لأنها لا تلغي خطة المساندة نهائياً، بحسب الصحيفة.



وتشمل هذه التنازلات منح رئيسة الوزراء ضمانات قانونية بأن خطة المساندة لن تكون مصيدة تقع بريطانيا بموجبها في عضوية الاتحاد الجمركي إلى الأبد. وتسمح مثل هذه التعهدات لرئيسة الوزراء بالقول إنها حققت تقدماً في المفاوضات ويتيح لها فرصة تمرير اتفاقها المعدل في البرلمان، والذي رفض النسخة الأولى الشهر الماضي.