سلامة يدعو لهدنة في ليبيا تزامناً مع عيد الأضحى

سلامة يدعو لهدنة في ليبيا تزامناً مع عيد الأضحى

29 يوليو 2019
حذر سلامة من تواصل تدفق السلاح لليبيا(Getty)
+ الخط -

دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، اليوم الإثنين، إلى إقرار هدنة في محاور القتال في العاصمة طرابلس بمناسبة عيد الأضحى، وعقد اجتماعَين رفيعين للبلدان المعنية بالشأن الليبي، يعقبهما آخر للأطراف المؤثرة داخل البلاد.

ودعا سلامة، في إفادة قدمها عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة الليبية طرابلس، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، "إلى إقرار هدنة للأعمال العدائية، تتوافق مع حلول عيد الأضحى، تبدأ في 10 أغسطس/ آب المقبل، ويجب أن تصاحبها تدابير بناء ثقة تشمل تبادل الأسرى ورفاة القتلى". 

وأضاف سلامة: "كما أدعو أيضاً إلى عقد اجتماع رفيع المستوى للبلدان المعنية (بالأزمة الليبية)، وتنفيذ الوقف الكامل لحظر توريد السلاح إلى ليبيا، على أن يتبع هذا الاجتماع آخر يضم الأطراف والأشخاص المؤثرين داخل لبيبا، بغية وقف القتال واستئناف العملية السياسية". 

وأبلغ المسؤول الأممي أعضاء المجلس أن "ليبيا تحولت إلى مكان لتجريب الأسلحة الجديدة، وأيضاً لاستخدام الأسلحة العتيقة وذلك بدعم من حكومات أجنبية (لم يسمها)". 

وحذر من أنه "ما لم يكن هناك تعاون بين أعضاء هذا المجلس، فإن تدفق السلاح على ليبيا سيتواصل ويزداد". 

وبإفادته، حذر سلامة أعضاء المجلس من أن "تكثيف العنف الدائر في ليبيا ينذر بمرحلة جديدة من العمليات العسكرية (...) فالحرب مستمرة بلا هوادة، وهناك أكثر من 110 قتلى سقطوا منذ اندلاع الحرب على طرابلس"، في الرابع من أبريل/نيسان الماضي.

واتهم المبعوث الأممي "جميع الأطراف في ليبيا بانتهاك القانون الإنساني الدولي"، مشيراً إلى أن "القذائف العشوائية والغارات الجوية ذات الهدف المحدد طاولت المدنيين ومراكز الاحتجاز والمهاجرين وعمال الإغاثة". 

وشدد المبعوث الأممي على أن "الوقت قد حان لوقف القتال حتى لا تتحول ليبيا إلى ملاذ للمنظمات والجماعات الإرهابية التي دخلت ساحة القتال لاكتساب قدر من الشرعية". 

وتأتي دعوات المبعوث الأممي في إطار ثلاثة مقترحات قدمها لأعضاء المجلس، لوقف الحرب الدائرة في طرابلس بين قوات حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.


من جهته، قال رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب بيرو الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير غوستافو ميزا كوادرو، إن هناك تأييداً من قبل غالبية ممثلي الدول الأعضاء، لخطة المبعوث الأممي بشأن ليبيا، مستدركاً أن بعض أعضاء المجلس طلبوا مهلة للتشاور مع عواصم بلادهم لتحديد موقفهم من بنود في الخطة. 

وقال رئيس المجلس "نؤيد خطة سلامة لإحلال السلام في ليبيا، وقد تناقشنا معه في الجلسة المغلقة حول بنودها الثلاثة، وكان هناك اتفاق من قبل غالبية ممثلي الدول الأعضاء على دعوة المجلس جميع الأطراف المعنية بليبيا للتعاون مع الأمم المتحدة". 

وأضاف كوادرو: "في حين كان هناك دعم هائل للبند الأول الوارد بالخطة، والمتعلق بإقرار هدنة في البلاد، لكن بعض أعضاء المجلس طلبوا الانتظار بضعة أيام للتشاور مع عواصم بلدانهم قبل إعلان موقفهم، من البندين الثاني والثالث". 

التطورات الميدانية

وفي طرابلس، أعلنت إدارة الملاحة في مطار معيتيقة الدولي، مساء اليوم الإثنين، عن توقف مؤقت لحركة الملاحة إثر سقوط قذائف عشوائية داخل المطار.

وتعرض المطار الوحيد في العاصمة لقصف مرات عدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، منذ إعلان حفتر حربه على طرابلس.

في الأثناء، صدت قوات الجيش بقيادة حكومة "الوفاق"، ظهر اليوم، تقدماً لقوات حفتر في محوري السبيعة والزطارنة جنوب شرق المدينة.

وفيما أشار مكتب الإعلام الحربي التابع للجيش بقيادة الحكومة عن شن عدة غارات استهدفت رتلاً عسكرياً لقوات حفتر بالقرب من منطقة مزدة جنوب غرب طرابلس، نقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مصادرها أن إحدى تلك الغارات استهدفت تمركزاً لقوات حفتر في منطقة وادي الربيع.

وأكدت مصادر القناة سيطرة قوات الحكومة على مواقع جديدة في محور زطارنة بوادي الربيع، وتمكنها في محور السبيعة من صد محاولة تقدم لقوات حفتر.

وفشلت قوات حفتر في شن هجوم، السبت الماضي، يعتبر الأعنف منذ أسابيع، في مختلف محاور القتال، لا سيما على معسكر النقلية جنوب العاصمة، وكوبري القربولي، حيث تمكنت قوات الجيش من استعادة السيطرة على هذه المواقع وإرجاع قوات حفتر إلى مواقعها السابقة جنوب طرابلس.