لبنان: معارضة سياسية من طرابلس لـ"مرشح إيران"

لبنان: معارضة سياسية من طرابلس لـ"مرشح إيران"

22 أكتوبر 2016
مسيرات جابت شوارع طرابلس للتعبير عن الرفض الشعبي لعون(فيسبوك)
+ الخط -

أعلن رمز جديد من الرموز السياسية في لبنان "المقاومة السلمية" ضد "المشروع الإيراني"، وهذه المرة كان الإعلان على لسان وزير العدل المُستقيل أشرف ريفي، وذلك بعد أيام من تبني رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، ترشيح خصمه السياسي، وحليف "حزب الله"، النائب ميشال عون لمنصب رئيس الجمهورية.

ريفي الخارج بقوة من عباءة "الحريرية السياسية" بعدما واكب مسيرة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، من خلال المناصب التي تولاها في قيادة قوى الأمن الداخلي، يخوض المعركة الثانية ضد الحريري الابن بعد معركة الانتخابات البلدية التي خرج منها منتصراً على تحالف جمع أبرز الأقطاب السياسية في مدينة طرابلس (شمالي لبنان).

وعادت طرابلس، اليوم، إلى الواجهة مع المسيرات التي جابت شوارعها تلبية لدعوة ريفي في التعبير عن الرفض الشعبي السني لترشيح عون لرئاسة الجمهورية، واختتمت المسيرات السيارة بوقفة في طرابلس، تخللها إلقاء ريفي لكلمة حادة.

وكما رفع سعد الحريري صورة والده خلفه أثناء تبني ترشيح عون، حضرت صورة الحريري الأب على المنبر الذي تحدث منه ريفي، فضلاً عن صورة عددٍ من "شهداء ثورة الحرية والاستقلال" التي قادها تحالف قوى "الرابع عشر من آذار" في لبنان، كالصحافي سمير قصير، ووزير المال الأسبق باسل فليحان، الذي قضى في الانفجار الذي استهدف الحريري الأب.

وأعرب ريفي عن رفض انتخاب عون لرئاسة الجمهورية من بوابة إقليمية عريضة بعدما وصفه بـ"مرشح للوصاية الإيرانية والأسدية"، مؤكّداً أنّ "من ينتخبه، إنما يغتال الشهداء مرة ثانية".

ولم تخل الكلمة من تجييش مباشر مع إعلان "المقاومة السلمية ضد مشروع إيران في لبنان، وقد رفضنا في السابق أن يكون لبنان ورقة بيد إسرائيل والنظام السوري وسنرفض اليوم أن نكون ورقة بيد الولي الفقيه"، محذّراً من أنّ "وصول عون لرئاسة الجمهورية يعني شرعنة وتكريس لبنان كورقة بيد إيران ومتراساً لها".

وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية في مدينة طرابلس، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن معارضة شرائح واسعة في الشمال لترشيح عون، لكنها أكّدت في المقابل أنه "ليس المطلوب أن تدفع مدينة طرابلس ثمن كل الخيارات السياسية التي يتخذها السياسيون في لبنان".

ويأتي ذلك، في ظل علاقة طيبة تجمع عدداً من فعاليات المدينة السياسية مع المرشح الآخر لرئاسة الجمهورية، النائب عن مدينة رغرتا القريبة، سليمان فرنجية. ومن المتوقع أن تُترجم هذه العلاقة الطيبة من خلال حصول فرنجية على عدد من أصوات نواب طرابلس في جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويتلاقى موقف ريفي الرافض لوصول عون إلى رئاسة الجمهورية مع مواقف مجموعة من الأطراف السياسية السنية في لبنان، التي أعلنت تباعاً عن رفضها لخيار الحريري، ومنهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، و"الجماعة الإسلامية" (الجناح اللبناني للإخوان المسلمين)، وعدد من نواب "كتلة المستقبل" النيابية، بينهم رئيس الكتلة فؤاد السنيورة، عمار حوري، أحمد فتفت، وغيرهم.

وعبّر نائب "الجماعة" الوحيد في البرلمان، عماد الحوت، عن عدم منح صوته لعون، بينما أجّلت كتلة "اللقاء الديمقراطي" التي يرأسها النائب وليد جنبلاط، إعلان موقفها من ملف الرئاسة إلى الأسبوع المقبل، بعد لقاء عقدته في بيروت، السبت.