إيران تكثف دعمها للحوثيين... وهادي يلتقي السفير الأميركي بالرياض

إيران تكثف دعمها للحوثيين... وهادي يلتقي السفير الأميركي بالرياض

22 مارس 2017
تهريب الأسلحة استمرّ بلا انقطاع منذ عام(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر إقليمية وغربية إن إيران ترسل أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المسلحة في اليمن، لزيادة الدعم لحليفتها في الحرب الدائرة هناك.

وقالت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن إيران زادت في الأشهر الأخيرة دورها في الصراع المستمر منذ عامين، إذ كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. ويضاهي ذلك الاستراتيجية نفسها التي انتهجتها لدعم حليفتها جماعة "حزب الله" اللبنانية في سورية.

وقال مسؤول إيراني كبير إن قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري الإيراني"، قاسم سليماني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران الشهر الماضي لبحث سبل "تمكين" الحوثيين، وكشف المسؤول ذاته أن الاجتماع شهد "الاتفاق على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي".

وأضاف قائلًا: "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية، وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط".


ومن جانب آخر، قال المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء الركن أحمد عسيري، في تصريح لوكالة "رويترز": "لا نفتقر إلى معلومات أو أدلة على أن الإيرانيين يهربون أسلحة إلى المنطقة بوسائل مختلفة"، مضيفًا: "نلاحظ أن الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات موجود على الأرض، في حين أنه لم يكن موجودًا من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين. لقد جاء بعد ذلك".




وفي السياق ذاته، صرّح مسؤول أمني إيراني كبير سابق أن حكام إيران المتشددين يخططون لتمكين جماعة الحوثي في اليمن بهدف "تعزيز قبضتهم في المنطقة"، وأضاف: "يخططون لإنشاء مليشيا في اليمن على غرار جماعة حزب الله. من أجل مواجهة سياسات الرياض المعادية، تحتاج إيران لاستخدام كل أوراقها".

ومن جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الوزارة "قلقة من الدعم الإيراني للحوثيين، بما يشمل تقارير تفيد بأن إيران نقلت أسلحة لليمن، وهو ما يتناقض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216، وحظره تصدير إيران للأسلحة".

وتشير مصادر إلى أن إيران تستخدم سفنًا لتوصيل إمدادات إلى اليمن، إما مباشرة أو عبر الصومال، لتتحايل على جهود التحالف لاعتراض الشحنات. وتقول مصادر غربية إنه ما إن تصل السفن إلى المنطقة حتى يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها، لأنها منتشرة في تلك المياه.

وأقر اللواء عسيري بصعوبة مراقبة سواحل اليمن البالغ طولها 2700 كيلومتر، وقال: "لا يمكنك مراقبة كل هذا الساحل الطويل حتى لو جئت بكل بحريات العالم... إذا أوقفنا حركة تلك القوارب الصغيرة فسيؤثر هذا على الناس العاديين الذين يعملون بالصيد".

في المقابل، أوضح مسؤول عسكري أميركي أن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس/آذار من العام الماضي، عندما توقفت عمليات الضبط. وشمل العتاد صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق بالسعودية. وأضاف المسؤول الأميركي: "لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية. تقييمنا هو أن المساعدة أتت على الأرجح من إيران".


وفي دراسة عن نقل التكنولوجيا الإيرانية لليمن، صدرت اليوم الأربعاء، قالت مؤسسة بحوث التسلح في الصراعات، "كونفليكت أرمامنت ريسيرتش"، إن لديها أدلة تظهر أن الطائرة بدون طيار (قاصف-1) صنعت في إيران، ولم تصمم وتصنع محليًّا "في تناقض لتصريحات الحوثيين".

وعلاوة على الأسلحة، قالت مصادر إيرانية وإقليمية إن طهران توفر خبراء أفغاناً وعرباً شيعة لتدريب وحدات للحوثيين، وللعمل مستشارين في ما يتعلق بالإمداد والتموين، ومن بين هؤلاء أفغان قاتلوا في سورية تحت إشراف قادة في فيلق القدس.


هادي يلتقي السفير الأميركي

في سياق متّصل، شهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم، لقاءً جمع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، ماثيو تولر، بالترافق مع تصريحات أميركية تربط القيود الأميركية والبريطانية المفروضة على شركات طيران في ما يخص نقل الأجهزة الإلكترونية بتهديد مصدره تنظيم "القاعدة" في اليمن.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، بنسختها التابعة للشرعية، أن هادي استقبل اليوم تولر، وتناول معه "جملة من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين والشعبين الصديقين على مختلف المستويات والصعد". وقالت إن من بينها "ما يتصل بتداعيات الأعمال الانقلابية للحوثيين، وعلي عبدالله صالح، والعمل على وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الانقلابيين عبر حيل وصور شتى، ومنها ما يهدد الملاحة البحرية والسلم العالمي".

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس هادي أنه، خلال اللقاء بالسفير الأميركي، أشاد بـ"التعاون الإيجابي مع الإدارة الأميركية في مواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، ودعمها لليمن وقيادتها الشرعية التواقة للأمن والاستقرار والسلام المرتكز على المرجعيات الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2216".

من جانبه، وحسب الوكالة الحكومية اليمنية، عبّر السفير الأميركي عن "سروره لمستوى التنسيق والتعاون بين البلدين لخدمة المصالح الاستراتيجية والسلام والاستقرار في المنطقة". من دون الإشارة إلى مزيد من التفاصيل حول أوجه التعاون.

وكانت واشنطن قد صعّدت عملياتها في اليمن ضد أهداف مفترضة لتنظيم "القاعدة"، حيث نفذت قوات أميركية خاصة عملية إنزال جوي في قرية يكلا، بمحافظة البيضاء، وسط البلاد، في يناير/كانون الثاني الماضي، كذلك نفذت عشرات الضربات الجوية المكثفة ضد أهداف مفترضة للتنظيم، مطلع الشهر الجاري، تركزت أغلبها في محافظات البيضاء وأبين وشبوة، جنوب ووسط البلاد.

وفي السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن معلومات استخباراتية، تم الحصول عليها خلال الأسابيع الأخيرة، أفادت بأن تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" يعمل على إتقان تقنيات إخفاء المتفجرات في بطاريات الأجهزة الإلكترونية.

وأضاف المسؤول الأميركي، حسب الشبكة، أن اكتشاف الحكومة الأميركية أن تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" يسعى لاستغلال البطاريات وأماكن تخزينها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التجارية، دفع أميركا وبريطانيا إلى حظر حمل الركاب لأجهزة أكبر من الهواتف المحمولة داخل مقصورات الطائرات خلال رحلات محددة.