المجلس الوطني الفلسطيني: ظروف التأسيس

المجلس الوطني الفلسطيني: ظروف التأسيس

30 ابريل 2018
المجلس يجمع كل الفصائل (شادي حاتم/الأناضول)
+ الخط -
يمثل المجلس الوطني الفلسطيني السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها وفق ميثاق المنظمة، من أجل إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة، والمتمثلة في العودة والاستقلال والسيادة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وكانت بدايات العمل التنظيمي على المستوى الوطني الفلسطيني في عام 1919 بعد أن شهدت فلسطين ما عرف بالمؤتمر العربي الفلسطيني، وهو مؤتمر تمثيلي عقد باسم عرب فلسطين سبع دورات بين عامي 1919 و1928. وعُدّ هذا المؤتمر، في بلد حرم أبناؤه العرب من ممارسة حق الانتخاب زمن الاحتلال البريطاني، مؤسسة وطنية مشابهة إلى حدّ ما للمجالس النيابية ولها أهدافها الواضحة وبرامجها المحددة.

بعد نكبة فلسطين عام 1948، عبّر الشعب الفلسطيني في مؤتمر غزة الذي دعت إليه الحركة الوطنية في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 1948 عن إرادته في الاستقلال وإقامة سلطة حكم وطني على كامل فلسطين. وجسّد تلك الإرادة في إنشائه لحكومة عموم فلسطين حين قام أمين الحسيني، بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة مثّل أول سلطة تشريعية فلسطينية مُقامة على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نصّ عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947. وقام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة حلمي عبد الباقي، الذي مثّل فلسطين في جامعة الدول العربية.

عقد المؤتمر الوطني الأول في القدس بين 28 مايو/أيار 1964 و2 يونيو/حزيران منه، فانبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي كان عدد أعضائه 422 عضواً بمدينة القدس. وأعلن هذا المؤتمر في بيانه عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، الممثلة للشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير. وقد صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني أيضاً عدد من الوثائق والقرارات أهمها الميثاق القومي (الوطني الفلسطيني)، والنظام الأساسي للمنظمة وغيرها. وتم انتخاب أحمد الشقيري رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وخلال الدورة الـ21 (دورة إعمار الوطن والاستقلال) في مدينة غزة بين 22 أبريل/نيسان 1996 و25 منه، تم انتخاب سليم الزعنون، رئيساً أصيلاً للمجلس الوطني الفلسطيني بدلاً من الرئيس المستقيل الشيخ عبد الحميد السائح. وتم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة إضافة إلى قرارات حول بناء وترسيخ السلطة الوطنية الفلسطينية والانتخابات الرئاسية والتشريعية والوحدة الوطنية الفلسطينية والقدس والعائدين والنازحين واللاجئين. وقد قرر المجلس الوطني الفلسطيني اعتبار أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني فيه جزءا من حصة الداخل في المجلس.