أيزنكوت: تعاون إسرائيلي وثيق "علني وسري" مع العرب

أيزنكوت: تعاون إسرائيلي وثيق "علني وسري" مع العرب

21 يونيو 2017
أيزنكوت: إيران الخطر الأول بمحيط إسرائيل (مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -
اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال جادي أيزنكوت، بوجود تعاون استراتيجي وثيق "علني وسري" مع عدد من الدول العربية، يساهم إلى جانب التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، بتحسين مكانة إسرائيل الاستراتيجية في السنوات الأخيرة، وضمان حالة استقرارها.

ورأى أيزنكوت، خلال كلمة أمام مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية، أمس الثلاثاء، أنّ إيران، وفي ظل الخريطة الاستراتيجية الحالية، لا تزالت تشكل الخطر الاستراتيجي الأول في محيط إسرائيل، لافتاً إلى أنّ طهران لم توقف تطلعاتها للحصول على قوة نووية.

ورأى أيزنكوت أنّ على دول العالم أن تعمل لضمان ألا تتحوّل إيران إلى كوريا شمالية جديدة، وهذه "مهمة العالم كما هي مهمة إسرائيل، مع وجود دمج في المصالح بين إسرائيل والدول السنية المعتدلة"، بحسب قوله.

ودعا رئيس أركان جيش الاحتلال، إلى "العمل على إعادة إيران إلى حدودها، ووقف زحف نفوذها في المنطقة"، معتبراً أنّ "وقف التمدّد الإيراني، ومنع توسع نفوذ إيران هو جزء من المصالح الإسرائيلية، ومن الأهداف التي سعت السياسة الإسرائيلية لضمانها خلال الحرب على سورية، لا سيما العمل على ضمان الواقع الأمني لإسرائيل على الجبهة الشمالية".

وأشار إلى أنّ إسرائيل "قامت في هذا السياق بعمليات لإفشال محاولات إيران المتواصلة لتزويد حزب الله بسلاح متطور وكاسر للتوازن، وستواصل هذه السياسة كلما لزم الأمر"، مضيفاً "لقد قمنا بعمليات كهذه في الماضي، وسيتكرر هذا في المستقبل".

وتطرّق أيزنكوت إلى الوضع الراهن لـ"حزب الله" اللبناني، فقال إنّ "الحزب يخرق القرار الدولي 1701، لوقف إطلاق النار من العام 2006 بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان"، مضيفاً أنّ "الحزب يعاني اليوم من انهيار وتراجع الحماسة والمعنويات في صفوف المتجندين الجدد لصفوفه، خاصة وأنّ ثلث قوته العسكرية اليوم تقاتل في سورية".

وتابع إنّ "حزب الله فقد أكثر من 1800 مقاتل في الحرب في سورية، ناهيك عن إصابة نحو 8000 عنصر من عناصره، وحالة الأزمة القيادية في صفوفه بعد اغتيال قائده العسكري مصطفى بدر الدين، الذي قُتل على يد قادته العسكريين في موقع محمي في سورية"، بحسب أيزنكوت.

كما تطرّق إلى الدور الذي تؤديه القوات الأمنية للسلطة الفلسطينية، فأثنى على "أهمية نشاطها في مجال التنسيق الأمني مع إسرائيل"، وقال إنّ هذه "القوات تستحق كل التقدير على ما تقوم به لخفض ألسنة اللهب في الأراضي الفلسطينية".

ومع أنّ أيزنكوت أشار إلى أنّ الوضع في قطاع غزة "هش للغاية وقابل للاشتعال"، إلا أنّه اعتبر أنّ حركة "حماس" غير معنية في المرحلة الراهنة بأيّ مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

وتحدّث أيزنكوت عن الحرب على تنظيم "داعش"، فأقر أنّ لإسرائيل دوراً في هذه الحرب، وخاصة في الجانب الاستخباراتي و"السايبر".


"استغلال الفرص الاستراتيجية الحالية"

من جهته، أقّر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال أمير إيشيل، في كلمته أمام المؤتمر، أنّ إسرائيل، وإلى جانب الأخطار الاستراتيجية الحالية، تملك اليوم فرصة استراتيجية نادرة تتيح لها مواصلة بناء قوتها العسكرية ضمن ما يسمى "بالمعركة بين الحروب".

ودعا إلى استغلال هذه الفرصة الاستراتيجية، خصوصاً في ظل ما يحدث في الوطن العربي، وتنازع المصالح بين الأطراف المختلفة، وكثرة الأطراف الإقليمية والدولية الناشطة، من أجل تعزيز القوة العسكرية لجيش الاحتلال، مقابل تبلور حالة نادرة من تقاطع والتقاء المصالح بين إسرائيل ودول المنطقة.

وقال إيشيل، إنّ سلاح الجو لدولة الاحتلال، يركّز بشكل أساسي على مهمتين أساسيتين في المدى القريب؛ هما "محاربة الإرهاب" وإحباط كل محاولات نقل سلاح متطور للأطراف المعادية، من جهة، ومنع تعزّز قوة الأعداء، بما يكفل دائماً التفوق العسكري الكمي والنوعي للاحتلال، لتحقيق الأهداف التي يطلب منه تحقيقها في حروب قادمة، وبالتالي تحسين الوضع الاستراتيجي لدولة إسرائيل في حال اندلاع حرب قادمة، ولخدمة مصالح الشركاء الآخرين في المنطقة.

وزعم إيشيل أنّ الجيش الإسرائيلي، ولا سيما سلاح الجو، ضاعف قدراته القتالية كمّاً ونوعاً منذ العدوان الأخير على لبنان عام 2006 أربع مرات، مرجحّاً أنّ ما تمكّن جيش الاحتلال من تنفيذه خلال 34 يوماً من القتال، يمكنه القيام به اليوم خلال فترة تترواح بين 48 و60 ساعة من الضربات القوية والمكثفة كمّاً ونوعاً، في إشارة لـ"عقيدة الضاحية" التي كان الاحتلال الإسرائيلي تبناها خلال الحرب المذكورة.

إلى ذلك، لفت إيشيل، إلى أنّ أجواء الشرق الأوسط، وأيضاً ميادينه البرية وعلى الأرض، باتت مكتظة، مما يعيق ويؤثر سلباً على حجم ومدى حرية الحركة للجيش الإسرائيلي.

مع ذلك فإنّ الجيش الإسرائيلي، عبر سلاح الجو، بحسب إيشيل، يواصل القيام بمهامه ضمن "المعركة بين الحروب" وهي مهام ذات أثر فعال يعرفها العدو ويلمسها، سواء تسرّبت الأنباء عنها أم ظلّت سراً.

وزعم إيشيل أنّ إسرائيل تملك اليوم أيضاً "مفاجأة للعدو" في الجبهة الشمالية، وفي لبنان في حال اندلاع حرب، والقدرة على مفاجأة الطرف الآخر، بما يفوق توقعاته من الضربة التي سيتلقاها.

وفي إشارة إلى سيناريو اندلاع مواجهة مع "حزب الله"، قال إيشيل إنّه في ظل انتشار قوات الحزب داخل القرى اللبنانية، واستخدام شقق سكنية في البلدات لتكون قواعد لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فإنّ سكان هذه المناطق سيكون عليهم ترك بلداتهم مع بدء المعارك وإخلائها.

واعتبر إيشيل أنّ الواقع الاستراتيجي في المنطقة، يحمل تغييرات وتحولات لا يمكن بالضرورة توقعها، خاصة ما يتعلّق بملف الذرة واحتمالات تسلّح أحد الأطراف بها، في إشارة لإيران، أو في سياق ثبات وبقاء الأنظمة الحاكمة، "فالصورة في الشرق الأوسط تغيّرت في العام 2011، تماماً كما سبق وأن حدث عام 1979 مع اندلاع الثورة الإيرانية وسقوط الشاه، بحسب قوله.