اجتماع روسي إيراني عراقي في بغداد بمشاركة نظام الأسد

اجتماع روسي إيراني عراقي في بغداد بمشاركة نظام الأسد.. تضخيم الأرقام

16 ديسمبر 2018
البيان تحدّث عن أرقام فلكية (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات العراقية، أخيراً، أنه جرى في بغداد عقد اجتماع ثان، في غضون أقل من شهرين، لما يسمى "مركز تبادل المعلومات الرباعي"، الذي يضم ثلاث دول هي إيران والعراق وروسيا، إلى جانب ممثلين عن نظام بشار الأسد، وذلك لمراجعة التنسيق بين الأطراف المشاركة في المركز الذي أعلن عن تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2015 ردا على تأسيس واشنطن التحالف الدولي ضد "داعش"، وحمل بداية اسم "التحالف الرباعي ضد تنظيم داعش"، قبل أن يتحول إلى اسمه الحالي.

وقال بيان لمديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع ببغداد إن "مركز تبادل المعلومات الرباعي" عقد اجتماعا بكافة أطرافه، إضافة إلى النظام السوري، وذلك في مقر المديرية، واستعرض جهوده السابقة في الحرب على الإرهاب.
ونقل البيان عن مدير الاستخبارات العسكرية العراقية، اللواء سعد العلاق، قوله إن "المهام التي اضطلع بها المركز في محاربة تنظيم داعش في العراق وسورية شكلت ركنا مهما من أركان النصر الكبير الذي تحقق".
وقال البيان إن "المركز الرباعي قام بتزويد الجيش العراقي وجيش النظام السوري بأكثر من 5780 إحداثية و2075 معلومة استخبارية أدت إلى مقتل الآلاف من الدواعش، بينهم 430 قياديا لتلك العصابات، بالإضافة إلى تدمير 200 مركز قيادة وسيطرة، و301 مستودع أسلحة، و196 معملا للتفخيخ، و170 مضافة، والمئات من العجلات (العربات) والمدرعات والأسلحة، والعشرات من الطائرات المسيّرة".
وفي الوقت الذي أوضح فيه البيان أن "التعاون مستمر بين دول المركز في تبادل المعلومات"، لمّح إلى ما وصفه "خطوات مستقبلية ستشارك فيها دول المركز، من أجل تطويره وجعله من المراكز الأمنية الدولية المرموقة المساهمة في تعزيز الأمن العربي والإقليمي والدولي".
وحول ذلك، قال مسؤول عسكري عراقي تحدّث لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف من بغداد، إن الاجتماع جرى بمشاركة ضباط روس وإيرانيين وممثلين عن نظام الأسد، كاشفا عن مقترح إيراني لتأسيس مكتب معلومات دائم منبثق عن هذا المركز وله فروع في إيران وموسكو ودمشق، تتولى مهمة تبادل المعلومات وإعداد البحوث والدراسات بين الدول الأربع.
وأكد المسؤول العسكري "أن الاجتماع اليوم ركز على ملف الحدود والنشاط الأميركي الفرنسي في الشريط الحدودي السوري العراقي، خلال الأسابيع الخمسة الماضية".
في المقابل، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "البيان المشترك للمركز ضخّم الأرقام وتحدّث عن أعداد فلكية لداعش".
وأضاف أن "الكلام عن 5780 موقعا وأكثر من ألفي معلومة استخبارية تسببت في قتل آلاف من عناصر داعش، بينهم 430 قياديا، غير منطقي ويخالف الواقع، ومن يدرس علوما عسكرية يعي جيدا زيف تلك الأرقام وأنها مجرد إنشاء على الورق برسائل سياسية غير متقنة".


ولفت إلى أن "المركز تحدّث عن تدمير مئات المواقع والمراكز والآليات لتنظيم (داعش)، لكن الحقيقة أن القصف الروسي وطيران النظام أزهق أرواح كثير من الأبرياء في مناطق حدودية عراقية سورية"، معتبرا أن "مشاركة ممثل عن (حزب الله) اللبناني في الاجتماع في حال صحتها لا تليق بالعراق وترسل برقيات خاطئة عن الحكومة الجديدة".

المساهمون