اتصالات إماراتية للتهدئة بين مصر والسودان

اتصالات إماراتية للتهدئة بين مصر والسودان

17 ابريل 2017
يستعد شكري لزيارة السودان الخميس المقبل (إبراهيم حامد/الأناضول)
+ الخط -

أعلن مصدر دبلوماسي سوداني رفيع المستوى في سفارة بلاده بالقاهرة، أن جهوداً واتصالات موسعة تجريها أطراف عربية لتصفية الأجواء بين بلاده والحكومة المصرية، ووقف تصاعد التوتر في العلاقات، واصفاً بعض التحركات المصرية الأخيرة "بالتصرفات الاستفزازية، التي لا تليق بالروابط التاريخية والمشتركات بين الشعبين الشقيقين". وأوضح المصدر، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، أن مسؤولاً إماراتياً بارزاً أجرى اتصالات بكل من الرئيس السوداني، عمر البشير، ووزير الخارجية، إبراهيم الغندور، لتنقية الأجواء قبل زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري إلى السودان المقررة الخميس المقبل، في محاولة لما أسماه وأد محاولات الفتنة والوقيعة بين البلدين.

وكان التلفزيون المصري قد بث شعائر صلاة الجمعة الماضية من مسجد جمعون في مدينة شلاتين، بأمر من رئيس الوزراء المصري، المهندس شريف إسماعيل، في حضور قيادات عسكرية مصرية بارزة في المنطقة الجنوبية العسكرية، في إجراء يعد الأول من نوعه، بعد تصاعد التلاسن بين الدوائر الإعلامية والسياسية في البلدين أخيراً. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، مصرية مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين البلدين. وقال، في تصريحات إعلامية، إن "موقف حلايب وشلاتين لا يختلف كثيراً عن وضع جزيرتي تيران وصنافير". وأوضح "في وقت من الأوقات طلب وزير الداخلية المصري من السودان إدارة حلايب وشلاتين، ثم استردتهما مصر بعد ذلك". وقال مصدر سياسي مصري "إن تحرك القاهرة الأخير يأتي في إطار الرد المشروع على تصرفات سودانية غير مسؤولة تمسّ الأمن القومي والمصالح المصرية المباشرة". وأضاف "كان أجدر بالشقيق السوداني أن يشاور مصر بشأن اتفاقية التكامل والدفاع المشترك التي عقدها مع إثيوبيا قبل إعلانها، من باب الحفاظ على العلاقات والمصالح المشتركة مع أشقائه المصريين". وتابع "للأسف قرارات الشقيق السوداني ليست من رأسه أخيراً، لكنها بتحريض من أطراف إقليمية وخليجية للإضرار بالمصالح المصرية".

وبشأن تعليقه على اتصالات مسؤولين إماراتيين بالجانب السوداني، قال السياسي المصري، الذي يشغل موقعاً برلمانياً رفيعاً، إن "الأشقاء في دولة الإمارات لا يبخلون بأي جهد لتصحيح مسار العلاقات العربية، وتحديداً التي طرفها مصر". وأضاف "هم يعتمدون على رصيد كبير لدى الخرطوم والقاهرة من الود والعلاقات الاقتصادية المشتركة". وكانت مصادر إعلامية سودانية قد أكدت أن وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، قال، خلال جلسة برلمانية مغلقة بشأن الأوضاع الأمنية في البلاد، إن "الجيش المصري يمارس المضايقات والاستفزازات للقوات السودانية في منطقة حلايب، ونحن نمارس ضبط النفس في انتظار حل المشكلة سياسياً بين الرئيسين البشير و(عبد الفتاح) السيسي". وشهدت الساعات القليلة الماضية توتراً ملحوظاً في العلاقات بين البلدين، بعد اتهام السودان لمصر بالمطالبة بتمديد العقوبات على الخرطوم في مجلس الأمن بسبب أزمة دارفور، وهو ما دفع وزير الخارجية السوداني، إبراهيم الغندور، لطلب تفسير رسمي بشأن الواقعة، وهو الأمر الذي نفته القاهرة على لسان المتحدث باسم خارجيتها، الذي أكد أن "لجنة العقوبات في مجلس الأمن لم تناقش مطلقاً في جلستها الأخيرة تمديد العقوبات على السودان".

المساهمون