احتجاجات ليلية في البصرة وسط إجراءات أمنية مشددة

احتجاجات ليلية في البصرة وسط إجراءات أمنية مشددة

22 ديسمبر 2018
محاولات لتطويق رقعة الاحتجاجات (حيدر محمد علي/ فرانس برس)
+ الخط -

أثارت التظاهرات "الليلية" التي يعتزم أهالي محافظة البصرة الخروج بها بشكل مستمر، مخاوف أحزاب السلطة والجهات السياسية المتنفذة بالمحافظة، والتي سارعت باتخاذ إجراءات أمنية مكثفة لحماية مقارها في مناطق البصرة.

ووسط أجواء من القلق، استنفرت تلك الأحزاب فصائلها الخاصة مستعينة بالأجهزة الأمنية، لتضع أطواقا بشرية حول مقارها، بعدما أغلقت أبوابها بحواجز إسمنتية.

وقال مسؤول أمني في البصرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أحداث تظاهرة البصرة لليلة أمس، وما حدث فيها من إضرام النار في محيط مبنى المحافظة من قبل المتظاهرين، ومحاولات اقتحام بنايات حكومية، أثارت قلق الجهات الأمنية والأحزاب السياسية في البصرة".

وأكد أنّ "الأحزاب سارعت منذ صباح اليوم، إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول مقارها المنتشرة بمناطق البصرة، من خلال إغلاق أبوابها بحواجز كونكريتية، ونشر عناصر حمايتها، داخل وعلى أسطح المباني"، مبينا أنّ "تلك الأحزاب استعانت بالقوات الأمنية أيضا، التي نشرت عناصر منها في محيط تلك المقار، وستكثّف تلك الأعداد ليلا".

وأشار إلى أنّ "ما يقلق تلك الأحزاب، هو الخوف من اقتحام مقارها، لما له من انعكاس سلبي على تلك الأحزاب، وأجندات تلك الأحزاب الساعية لتعزيز نفوذها، وتحقيق مصالح خاصة بها"، مبينا أنّ "اقتحام أي مقر لأي حزب، سيظهر هذا الحزب بأنّه ضد تطلعات الشعب ومطالبه بالحرية والخدمات وتوفير فرص العمل".

وتأخذ تظاهرات البصرة أبعادا أخرى، من حيث اتساع التأييد والانضمام إليها، حيث بدأت ناشطات في المحافظة بمشاركة المتظاهرين، والتحشيد النسوي للخروج معهم.

وقالت الناشطة المدنية في المحافظة، نجلاء الزبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفساد الحكومي لم يؤثر على الرجال فقط من دون النساء، لذا فإنّنا كنساء نؤمن بحرية التعبير، وحرية المطالبة بالحقوق المسلوبة، شاركنا بتظاهرات الأمس، وستكون لنا مشاركات مستمرة وكبيرة في التظاهرات المقبلة".

وأوضحت: "بدأنا كناشطات نسويات، بالتنسيق والعمل لتحشيد أكبر عدد ممكن من النساء المؤمنات بحقوق الشعب، للخروج بالتظاهرات"، مبينة "حصلنا على تأييد عشرات من النساء، ونواصل حراكنا على الناشطات والمنظمات المدنية وعلى الإعلاميات والطالبات الجامعيات، وكل المثقفات في المحافظة، لكسبهن لصف التظاهرات".

وأشارت إلى أنّ "التظاهرات المقبلة سيكون لنا فيها دور بارز، من خلال الأعداد الكبيرة التي ستخرج إلى صف المتظاهرين".

ويؤكد مسؤولون أنّ "التظاهرات الليلية" سيكون وقعها أكبر وأشد على رؤوس الفساد، حيث إنّ أعداد المتظاهرين ستفوق التظاهرات السابقة، من خلال انضمام الموظفين للتظاهرات.

وقال عضو "تحالف الإصلاح"، في البصرة، ماجد المظفر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالة من الرعب سيطرت على الأحزاب الفاسدة من التظاهرات الليلية"، مبينا أنّ "أعداد المتظاهرين ستتضاعف، خاصة أنّ الموظفين والطلاب انضموا إلى صفوف المتظاهرين".

وأكد أنّ "التظاهرات ستزلزل عروش الفساد وأحزابه، ونأمل فرض الاستجابة إلى المطالب المشروعة للمتظاهرين".


يشار إلى أن التظاهرات والاعتصامات المطالبة بمحاسبة الفاسدين، والتعيينات، والخدمات، كانت قد انطلقت بالبصرة ومحافظات عراقية جنوبية أخرى مطلع يوليو/ تموز الماضي، قبل أن تتوقف في سبتمبر/ أيلول المنصرم، بعد قيام محتجين بإحراق القنصلية الإيرانية في البصرة، ومؤسسات حكومية، ومقارّ أحزاب ومليشيات، وتعرض قيادات الاحتجاج لعمليات اغتيال واعتقال وملاحقة دفعت كثيرًا منهم لوقف نشاطاته الاحتجاجية.