ائتلاف المالكي يهاجم مجدداً السفير السعودي في العراق

ائتلاف المالكي يهاجم مجدداً السفير السعودي في العراق

15 اغسطس 2016
الائتلاف بزعامة المالكي نادى باستدعاء السفير السعودي (شيب سومودفيلا/Getty)
+ الخط -
هاجم ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعّمه رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، اليوم الإثنين، السفيرَ السعودي في بغداد، ثامر السبهان، مطالباً الحكومة العراقية باستدعائه بسبب ما وصفه الائتلاف "بالتطاول" على رئيس أكبر كتلة سياسية في العراق.

ودعا الائتلاف، في بيان أصدره اليوم، الحكومة العراقية إلى استدعاء السفير السعودي في بغداد، بعد توجيهه انتقادات لاذعة لرئيس الائتلاف، نوري المالكي.

وقالت النائبة في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، فردوس العوادي، في تصريح صحافي، إن "السبهان يعمل خارج صفته الدبلوماسية، ويقوم بتحركات مشبوهة".

واتهمت العوادي السفيرَ بما وصفتها "محاولة شق الصف العراقي عبر عمليات إغراء لإعلاميين وسياسيين بهدف الترويج للمشروع السعودي".

وبينت العوادي أن "تطاول السبهان على رئيس أكبر كتلة سياسية في العراق يعتبر خروجاً عن الأطر والأعراف الدبلوماسية".

ودعا ائتلاف "دولة القانون" الحكومة العراقية، في بيان، إلى استدعاء السفير السعودي في بغداد ومحاسبته على ما وصفه بـ"التطاول على رئيس الائتلاف نوري المالكي".

وكان السبهان قد نشر على حسابه الشخصي في "تويتر" تغريدةً ردّ بها على هجوم جديد للمالكي على المملكة العربية السعودية عبر التلفزيون الرسمي الإيراني، قال فيها "ماذا تتوقع ممن حارب العراق ووقف مع إيران، وخلال فترة حكمه خسر العراق 70% من أرضه لحلفائه الدواعش. صدقت العرب؛ رمتني بدائها وانسلّت"، في إشارة منه لرئيس الوزراء العراقي السابق.

ولم يكن هذا هو الهجوم الوحيد الذي استهدف السبهان بعد بدء عمله في العراق منذ يناير/كانون الثاني 2016، إذ أصدرت الخارجية العراقية بياناً في يونيو/حزيران من العام نفسه، قالت فيه إنها لن تسمح لأي سفير بتأجيج ما وصفته بـ"الخطاب الطائفي".

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد جمال، في تصريح سابق، إنه "سبق وأن استدعت الخارجية العراقية السفير السعودي في بغداد، وأبلغته أن يخضع للأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بتعامل السفراء مع وسائل الإعلام".

واعتبر وزير النقل، باقر الزبيدي، في تصريحات بثّها عقب لقاء السبهان، أن "السفير السعودي خرق الأعراف الدبلوماسية، وأساء للوحدة الوطنية في العراق"، مطالباً الخارجية العراقية باتخاذ دورها في إيقاف ما وصفها بـ"التدخلات في الشأن العراقي".

وتطور الأمر ليصل إلى رأس الدبلوماسية بين العراق والسعودية، حين أبلغ وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، نظيره العراقي، إبراهيم الجعفري، أن تصريحات السبهان لا تعبّر عن الموقف الرسمي السعودي تجاه العراق، حسبما نقلته وكالات أنباء حينها عن الجبير.

وبينت وزارة الخارجية العراقية في بيان أن "عادل الجبير وإبراهيم الجعفري، جمعهما لقاء في البحرين تناول تصريحات السبهان التي اعتبرها وزير الخارجية العراقي تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية".

وسبق ذلك استدعاء الخارجية العراقية للسفير السبهان في 24 يناير/ كانون الثاني من هذا العام، وقد أبلغته، في حينها، احتجاجها الرسمي على تصريحاته التي أدلى بها خلال لقاء تلفزيوني على إحدى الفضائيات العراقية مسبقاً.

وتحدث السبهان في لقاء عرضته قناة السومرية العراقية، خلال برنامج "حوار خاص"، عن رفض الأكراد، وأهالي محافظة الأنبار، دخول الحشد الشعبي إلى مدنهم وبلداتهم، معتبراً أن ذلك يمثل عدم مقبولية من المجتمع العراقي للحشد الشعبي.

وتطرق السفير السعودي إلى الجماعات المسلحة التي ارتكبت أعمال عنف بحق أهالي المقدادية مطلع 2016، ما أثار موجة استياء في الأوساط السياسية العراقية.

واعتبر محللون ومراقبون أن اعتراض الأحزاب الحاكمة على السبهان يأتي لإبعاد العراق عن حاضنته العربية، في وقت لا يوجد فيه اعتراض على السياسات الإيرانية وتدخلاتها الواضحة في الشأن الداخلي العراقي.