"التلغراف": سنّة العراق بين السندان والمطرقة بسبب "داعش" والحشد

"التلغراف": سنّة العراق بين السندان والمطرقة بسبب "داعش" والحشد

07 يونيو 2015
النازحون السنّة بالعراق يعانون أمام صمت العالم (فرانس برس)
+ الخط -

عالقون بين عناصر الدولة الإسلامية "داعش" من جهة والمليشيات الشيعية من جهة أخرى، لم يعد للأقلية السنّية في العراق أي مكان يلجأون إليه. هكذا نقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية المعاناة المزدوجة التي يكتوي بنيرانها أبناء الشعب العراقي؛ بسبب الصراع الطائفي بين مليشيات الحشد الشعبي و"داعش".

الصحيفة ذكرت أن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد "داعش" لم تنجح في صد التنظيم، وأن الانتصارات التي تحققت لحد الساعة جاءت بفضل نهج ما تبقى من الجيش العراقي والمليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، لسياسة الأرض المحروقة، وذلك منذ استعادة السيطرة على مدينة تكريت، ويسعون في الوقت الراهن إلى القيام بنفس الشيء في بيجي.

"التلغراف" أبرزت أن سياسة "الأرض المحروقة" تجسد نهاية مأساوية لمصير سنّة العراق، والذين يدعي عناصر "داعش" أنهم يدافعون عنهم، والذين فقدوا الكثير منذ الإطاحة بصدام حسين. وأضاف مقال الصحيفة أن المناطق التي كان يقيم فيها السنّة، والتي يتم طرد "داعش" منها تبقى فارغة. "هناك مناطق بعينها لا يمكن لنا أن نسمح لهم بالعودة إليها"، كما جاء في تصريح إلى الصحيفة لهادي العامري، قائد المليشيا الشيعية، الحشد الشعبي.

هذا الأخير أضاف "إذا عاد كل المواطنين إلى هذه المناطق، داعش سيعود معهم"، وهو ما اعتبرته الصحيفة حكماً قاسياً، وبأنه يعني معاقبة السنّة بشكل جماعي على الخطايا التي يرتكبها "داعش"، مع ما قد يلي ذلك من تعميق للصراعات الطائفية.

أمام هذا الوضع، يقول مقال الصحيفة، يتوافد النازحون السنّة على ضواحي بغداد آملاً في الحصول على المساعدة، غير أن عدداً ضئيلاً منهم يلج العاصمة. كما أن الخيارات محدودة جداً أمامهم، ويمكنهم العيش تحت سلطة "داعش" بالرمادي أو الفلوجة، المدينتين الواقعتين بالغرب، لكن الجهاديين لن يسمحوا لهم بالخروج منها.


وأبرزت الصحيفة كذلك أنه بالنسبة للمدن التي تتم استعادتها من التنظيم، لا يسمح للسنّة بالعودة إليها. كذلك جرى منع وصول الكثير من الأشخاص إلى بغداد، فيما تم منع اللاجئين السنّيين من الأنبار من السفر إلى بغداد كلياً. وأوضحت "التلغراف" أن سنّة العراق لم يجدوا أمامهم من بديل في الوقت الراهن سوى التنقل من مكان إلى آخر. أحد اللاجئين السنّة، يدعى حميد جنابي، قال للصحيفة "نحن بين السندان والمطرقة"، وهي العبارة المتداولة على نطاق واسع لوصف معاناتهم.

وختم مقال الصحيفة بالإشارة إلى أن الاتهامات وجهت لكل من "داعش" والمليشيات الشيعية بخطف المدنيين السنّيين وقتلهم، في ما يشبه الاتفاق الضمني بينهم، بحسب تصريح جنابي للصحيفة.

اقرأ أيضاً: الشروط الأميركية لدعم العراق بين العبادي وأوباما في برلين