انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية: سباق مفتوح على الحصص

انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية: سباق مفتوح على الحصص

28 مايو 2018
العقبات مسيحية وسنيّة ودرزية أمام الحريري (حسين بيضون)
+ الخط -
انتقل لبنان إلى المرحلة التالية بعد الانتخابات النيابية التي جرت في 6 مايو/أيار الحالي، والتي تمّ بموجبها تكليف سعد الحريري برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، في ظلّ التحديات العديدة التي تنتظرها، من تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" (باريس 4)، إلى التعامل مع العقوبات الأميركية والخليجية على حزب الله وقيادييه، وصولاً إلى "محاربة الفساد" الذي رفعته جميع القوى السياسية شعاراً. في هذا السياق، أجرى الحريري، استشاراته النيابية غير الملزمة، اليوم الاثنين، بعقده سلسلة لقاءات مع كتل نيابية ونواب مستقلين، بغية تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة. ومع تتالي لقاءات الحريري أمس مع الكتل والشخصيات النيابية، كان الاتجاه واضحاً في اعتبار أن معركة التشكيل ستكون أصعب من معركة التسمية، فضلاً عن بروز مسألة "حصة رئيس الجمهورية" بنداً أساسياً في المشاورات.

وبدأ الخلاف يظهر من خلال كلام كتلة "الجمهورية القوية" (القوات اللبنانية)، التي طالبت الحريري بتمثيل موازٍ لتمثيل "تكتل لبنان القوي" (التيار الوطني الحرّ)، على قاعدة ما اعتبره النائب جورج عدوان بأن "الناس اختارتنا معاً، وأي تمثيل يجب أن يوازي التصويت وعدد الناخبين الذين صوّتوا بهذا الاتجاه، ولذلك يجب أن يكون تمثيل القوات موازياً لتمثيل التيار الوطني الحر على غرار التصويت لأمل وحزب الله". ويضع ذلك أول الفخاخ في معركة التمثيل الحكومي، على اعتبار أن "تكتل لبنان القوي"، يطمح إلى كسب عدد من الوزارات، وأبرزها إما المالية أو الداخلية. وإذا كانت الوزارة الأولى بيد حركة أمل فإن الثانية بيد تيار المستقبل، الذي قد يقبل بالمبادلة مع التيار الوطني الحر مع وزارة الخارجية.

بدوره، تحدث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بعد لقائه الحريري، قائلاً: "نحن مع حكومة وحدة وطنية تضم أكبر شريحة ممكنة وأوسع تمثيل، بما يعكس نتيجة الانتخابات. نريد تمثيلنا وفق نتيجة الانتخابات، ولا علاقة لنا بحصص الآخرين أو بحصة رئيس الجمهورية"، مشدداً على أننا "نطمح لتمثيل الطائفة العلوية والأقليات، وطالبنا بتوزيع الحقائب السيادية على الطوائف الصغرى أيضاً وتحديداً العلويين والدروز والكاثوليك والطوائف المسيحية الاخرى". وقال باسيل: "لا احقية لأحد بالتمسك بحقيبة معينة وحان الوقت لحصول تكتلنا على إحدى الحقيبتين: المالية أو الداخلية، إلى جانب حقائب أخرى أساسية".

أما حزب الله، فأبدى استعداده على لسان النائب محمد رعد، لـ"التعاون الإيجابي مع الحريري، وعرضنا لبعض شؤون البلاد لا سيما على المستوى الاقتصادي". وتابع: "طالبنا بوزارة وازنة، وأكدنا ضرورة اعتماد وزارة التخطيط العام للبلاد". والتقى الحريري أيضاً كتلة المستقبل، فأكدت النائب بهية الحريري بعد اللقاء أنه "تم التأكيد على الإسراع في تشكيل حكومة تكامل وطني لتستطيع النهوض في البلد"، مشددة على أننا "تمنينا على الحريري تمثيلاً وازناً للمرأة في الحكومة". وأضافت: "نحن مصرّون على أن تكون هذه الحكومة ثلاثينية، وهذا هو التوجه ويهمنا التمثيل العادل للمناطق في الحكومة".

والتقى الحريري أيضاً كتلة التنمية والتحرير، وألقى النائب أنور الخليل كلمة باسم الكتلة، قائلاً: "الرئيس نبيه بري نقل إلى الحريري الأمور التي تمت مناقشتها في الكتلة، منها التزامنا الدستور ووثيقة الوفاق الوطني". واستقبل الحريري أيضاً كتلة اللقاء الديمقراطي الذي قال النائب تيمور جنبلاط باسمه بعد اللقاء: "ركزنا على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تحترم وتحافظ على نتائج الانتخابات النيابية، ولم نطالب بوزارات معينة". وطالب بـ"احتكار التمثيل الدرزي في الحكومة" (3 وزراء دروز).

وكانت تسريبات تحدثت في الأيام الماضية عن نية توزيع مقاعد الوزارات الثلاثين على الشكل التالي: حركة أمل 3 وزارات. حزب الله 3 وزارات. تيار المستقبل 5 وزارات. التيار العوني 6 وزارات. القوات اللبنانية 3 وزارات. الحزب التقدمي الاشتراكي (جنبلاط) 3 وزارات. تكتل حزب المردة وفيصل كرامة (الحليفان للنظام السوري ولحزب الله) وزارة واحدة. الكتائب وزير واحد. حصة رئيس الجمهورية 5 وزارات.